أخبار محلية

مشهد من مسلسل لا ينتهي: تفاصيل إرجاع شباب عمانيين من مطار جورجيا

مشهد من مسلسل لا ينتهي: تفاصيل إرجاع شباب عمانيين من مطار جورجيا
مشهد من مسلسل لا ينتهي: تفاصيل إرجاع شباب عمانيين من مطار جورجيا مشهد من مسلسل لا ينتهي: تفاصيل إرجاع شباب عمانيين من مطار جورجيا

أثير – محمد العريمي

صحيحٌ أن دخول البلد حقٌ سيادي لكل دولة، لكن تخيل أنك بعد تخطيط طويل تذهب مسافرًا وترسم عدة محطات في رحلتك، بهدف التنزه والاستمتاع والتخلص من المجهود والإرهاق الذي تراكم عليك في فترة ما قبل الرحلة، وتتفاجأ بـ “عد من حيث أتيت”، وهي ليست عبارة في رواية بوليسية، بل واقع ومشهد تكرر كثيرًا لدى سفر العمانيين إلى دولة جورجيا.

 

في السطور الآتية مشهد جديد من مشاهد إرجاع العُمانيين من جورجيا -دون إبداء سبب- يحكيها لـ “أثير” الشاب العُماني حمد الحميدي وهو ضمن 4 شباب وجّهوا بوصلتهم بعد تفكير وتخطيط للسفر إلى جورجيا كبداية لرحلتهم، رغم الأخبار السلبية والحملات التي أطلقها العمانيون في مواقع التواصل الاجتماعي بعدم السفر إلى جورجيا والأحداث التي حدثت سابقًا من إيقاف وتأخير وعرقلة بعض العمانيين الذين سافروا إلى جورجيا، ولكن ماذا حدث بعد أن قرر الأربعة السفر لجورجيا؟

 

في ذات صباح مشرق وتحديدًا في الخامس عشر من مايو من هذا العام، توجه أربعة من الشباب العمانيين إلى مطار أبوظبي للإقلاع عند الساعة السابعة صباحًا إلى جورجيا، ومن هنا بدأت القصة؛ قال الحميدي: وصلنا إلى مطار كوتايسي الدولي بجورجيا الساعة 11 صباحًا وأثناء نزولنا من مدرج الطائرة كان هناك أفراد من أمن المطار قبل دخول قاعة المطار، لاحظنا في البداية أن نظراتهم كانت غريبة تجاهنا وبشكل عام على العرب والآسيويين والخليجيين وكان تعاملهم مختلفا، وعند دخولنا قاعة المطار سألنا أحد رجال الأمن في المطار باللغة الإنجليزية ” هل أنتم من عُمان؟” أجبناه بـ “نعم” وظننا أنه ستكون لنا معاملة خاصة، وبعد ذلك انتظرنا في طابور منفرد عن الطابور المخصص للأوروبيين حيث تم إنهاء إجراءاتهم بسرعة، أما الآسيويون والخليجيون ومجموعة من العُمانيين -ونحن من ضمنهم- تم إدخالهم لمكتب تحقيق، ومن بينهم خليجي وزوجته تم عزلهم في غرفة تحقيق وتوجيه عدة أسئلة لهم، أما الأسئلة التي وُجِّهت لنا؛ (كم مدة البقاء في جورجيا، ما هي خطتكم، وكم دولار لديكم)، وبعد ذلك تركونا على جانب للانتظار وقد ظننا أن الإجراءات انتهت، وبعد أن انتهوا من تخليص إجراءات المسافرين، نتفاجأ أثناء عودتهم لنا بـ ” ستعودون من حيث أتيتم وسنحضر لكم حقائبكم “.

 

وبيّن الحميدي أن البقاء في جورجيا لم تكن ضمن الخطة، موضحًا: قررنا أن تكون جورجيا أول محطة لرحلتنا وبعد ذلك ندخل عن طريق البر -شمال تركيا- من منطقة باتومي القريبة من الحدود، -بعد أن عرفنا تجارب لشباب خليجيين يذهبون إلى تركيا من المنطقة نفسها التي كنا نخطط لها والأمور سلسة ولهذا خططنا أن تكون الرحلة بهذا المسار.

 

إرجاع العُمانيين من جورجيا -دون إبداء السبب- مشهد يتكرر، فوجّهنا سؤالًا للحميدي هل هناك سبب ما؟ أجاب قائلًا: سألنا موظفي المطار عن السبب، إلا أن أحدهم لم يرد وآخر يرد علينا بنظرات فقط، فسألنا شرطة المطار عن السبب فأجاب أحدهم ” هذه قوانين جورجيا” وتتكرر الإجابة عند تكرار سؤالنا عن السبب، فلم يبدِ أي أحد سببًا لذلك أو توضيحًا حول قرار إرجاعنا، كما أنهم أحضروا لنا ورقة للإمضاء عليها مكتوب عليها حول السبب ” أسباب أخرى” ولم يذكر أي أحد منهم السبب، وقالوا لنا في حال أردتم تقديم شكوى بإمكانكم ذلك في سفارة جورجيا بأبوظبي، ولم يسلمونا جوازات السفر والأوراق التي لدينا بل سلموها لطاقم الطائرة وسلمونا فقط الحقائب لنأخذها بأنفسنا إلى الطائرة.

 

وأضاف الحميدي: فكرنا بالحجز لرحلة أخرى ولوجهة أخرى من المطار، لكن قوبلنا بالرفض وقالوا لنا أن علينا العودة إلى أبو ظبي في الطائرة نفسها التي أقلتنا ضمن رحلة محوّلة، وعند عودتنا إلى أبو ظبي سألنا الموظفين في مطار أبو ظبي وقالوا لنا الكثير من المسافرين يتم إرجاعهم من وجهة جورجيا من مختلف الجنسيات، وفي اللحظة نفسها تم إرجاع شابين أيضا من جنسية آسيوية وهما مسلمان، وسألناهما عن هدف الرحلة هي سياحة أم عمل فقالوا بأنها كانت رحلة سياحية، وعند عودتنا إلى أبو ظبي كنا نريد الحجز لوجهة أخرى لكن لم تكتمل لأن كل رحلة يسبقها تخطيط، فعدنا إلى عُمان ولم تكتمل الرحلة وفترة النقاهة تلك.

 

بعد عودتهم عبّر الحميدي عن ذلك في تغريدة، واتفق معه البعض ورجّح البعض ضمن الردود على التغريدة بأنه من الممكن أن يكون السبب عدم اكتمال الوثائق كالتأمين الطبي وغيره، فسألنا الحميدي عن ذلك فأوضح قائلًا: كان لدينا الحجوزات وكل المطلوبات، وجميع الوثائق كانت كاملة وسليمة جدًا وأنهينا كل ما علينا من مطار أبو ظبي، وإن كان يوجد سبب كان من الواجب أن يتم إبداء السبب وتوضيح ذلك، لكن لم يعطونا أي سبب واضح فعدنا إلى عُمان دون معرفة السبب.

 

وقدّم الحميدي نصيحة للعمانيين الراغبين في الذهاب إلى جورجيا، بعد تجربته، حيث قال: قد تدخل الأراضي الجورجية لكن المعاملة من المطار لن تكون كما يتوقعها المسافر الراغب في التنزه والترفيه والتخلص من المجهود والإرهاق، فأنصح الشباب العمانيين بالتريث إلى أن يصدر بيان أو توضيح من الجهات المعنية حول أسباب هذه المعاملة وتكرار هذه المواقف أو اطمئنان بعدم تكرار ذلك ، لقد سافرنا لدول مختلفة لكن لم نتعرض لتحقيق، فقط تخليص الإجراءات المعتادة فيما يتعلق بجواز السفر وغيرها، متسائلًا: إذا كانت كل المستندات والوثائق والمطلوبات والحقائب سليمة جدًا لماذا التحقيق والإرجاع؟

 

واختتم الحميدي حديثه لـ “أثير” قائلًا: خططنا للرحلة ودخلنا موقعا إلكترونيا عالميا يوضح إجراءات السفر لكل دولة واطلعنا على إجراءات السفر لدولة جورجيا وكنا منتبهين لكل النقاط، قال لنا البعض بأنهم دخلوا جورجيا دون تعقيدات، لكن قد يدخل البعض على حسب مزاجية الموظف العامل في مطار جورجيا، رغم وجود كل المستندات والمتطلبات لدى المسافر إلا أن هيئة الفرد قد تكون سببًا في منعه للدخول إلى جورجيا خصوصًا الملتزمين.

Your Page Title