الأولى

من ضمنها “حراس إمام مسقط”: رسومات قديمة عن عُمان بريشة فنانين فرنسيين

من ضمنها “حراس إمام مسقط”: رسومات قديمة عن عُمان بريشة فنانين فرنسيين
من ضمنها “حراس إمام مسقط”: رسومات قديمة عن عُمان بريشة فنانين فرنسيين من ضمنها “حراس إمام مسقط”: رسومات قديمة عن عُمان بريشة فنانين فرنسيين

أثير- تاريخ عمان
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي

شرعت فرنسا في تنمية علاقاتها التجارية والدبلوماسية مع مسقط منذ النصف الثاني من القرن السابع عشر في عهد الملك لويس الرابع عشر، وذلك عبر شركة الهند الشرقية، حيث كانت مسقط بحكم موقعها المهم عند مدخل الخليج العربي وفي محور شبكة تجارية كبيرة تغطي آسيا وأفريقيا وأوروبا، مزارًا للعديد من السفن التجارية والعسكرية، التي كانت تتوقف بها إما للتجارة أو للتزود بالمياه والمؤن، ومن بينها السفن الفرنسية.

ونتيجةً لذلك، زار مسقط عدد من الفنانين الفرنسيين الذين عبروا عن المدينة أو عن بعض أحداثها وشخصياتها من خلال رسومهم المتنوعة، وخرائطهم الواصفة للمدينة وموقعها، وتحديدًا منذ منتصف القرن الثامن عشر، حيث ترجع أول صور فرنسية معروفة عن عمان إلى خرائط وتصميمات رسمت بالحبر الصيني، ثم لونت بالألوان المائية، وتبدو من خلالها تضاريس مسقط المختلفة.

من ضمنها “حراس إمام مسقط”: رسومات قديمة عن عُمان بريشة فنانين فرنسيين
من ضمنها “حراس إمام مسقط”: رسومات قديمة عن عُمان بريشة فنانين فرنسيين من ضمنها “حراس إمام مسقط”: رسومات قديمة عن عُمان بريشة فنانين فرنسيين
من ضمنها “حراس إمام مسقط”: رسومات قديمة عن عُمان بريشة فنانين فرنسيين
من ضمنها “حراس إمام مسقط”: رسومات قديمة عن عُمان بريشة فنانين فرنسيين من ضمنها “حراس إمام مسقط”: رسومات قديمة عن عُمان بريشة فنانين فرنسيين
من ضمنها “حراس إمام مسقط”: رسومات قديمة عن عُمان بريشة فنانين فرنسيين
من ضمنها “حراس إمام مسقط”: رسومات قديمة عن عُمان بريشة فنانين فرنسيين من ضمنها “حراس إمام مسقط”: رسومات قديمة عن عُمان بريشة فنانين فرنسيين

“أثير” تستعرض في هذا التقرير جانبًا من أبرز الأعمال الفرنسية الفنية المتعلقة بعمان بحسب ما وردت في كتاب “عمان في عيون فنانين فرنسيين بين القرن السابع عسر إلى القرن العشرين” للباحث الفرنسي كزافييه بيغان بيلوك، والذي يوثق لجانب من تاريخ العلاقة بين عمان فرنسا من خلال ما دونته ورسمته ريشة الفنانين الفرنسيين، وقد صدر الكتاب في عام 1994 عن مطبوعات مؤسسة العلاقات الدولية والثقافية في باريس، ويقع في 112 صفحة من القطع الكبير، وجاء بثلاث ترجمات، وتوجد نسخة منه في مكتبة “بيت الزبير” وهي النسخة التي اعتمدنا عليها في كتابة هذا التقرير.

نيكولا أوزان

ولد نيكولا أوزان في 12 يناير 1728، وكان الأخ الأكبر لخمسة أبناء من بينهم أربعة أصبحوا مشاهير في مجال الفنون التطبيقية، وقد أظهر نيكولا أوزان منذ نعومة أظافره استعدادًا مدهشًا للرسم، وفي عام 1742 أصبح رسامًا تحت التدريب وصمّم رسومًا وخرائط لمدفعية السواحل بمقاطعة بريتاني الفرنسية، وفي عام 1750 عيّن رئيسًا للرسامين بمدرسة حرس البيارق واستدعي إلى باريس لرسم البوارج المصورة بالنقوش التي تخلد ذكرى رحلة الملك لويس الخامس عشر بالهافر عام 1749.

أصبح أوزان فيما بعد عضوًا بالأكاديمية البحرية عام 1752، كما عيّن مهندسا معماريا ومصمما لزوارق الإنقاذ في قصر فرساي، وكلّف ببناء الفرقاطة لورور، وتوفي بباريس عام 1811 تاركًا وراءه كمًا كبيرًا من الأعمال يشمل حوالي 300 رسمًا محفورًا، ورسومًا لا حصر لها، ولوحات مائية معظمها بالحبر الصيني والقلم الأحمر.

أدى نجاح حملة الكونت ديستان بالمحيط الهندي في عامي 1759 و1760، ولا سيما أسر البارجة البريطانية (ميري) بخليج مسقط إلى إعلاء حظوته لدى الملك لويس الخامس عشر وبلاط فرساي.

وقد قام الفنان نيكولا أوزان بعمل رسمٍ مائي بدرجات اللون الواحد بعنوان “الاستيلاء على ميري بميناء مسقط”، وهو مستوحى من رسوم الكونت ديستان ذاته، وقد تمت طباعته بالحفر فيما بعد لإضافته إلى كتاب الفيكونت دي باجيز، ذلك الرحّال الذي توقف بمسقط عام 1770.

لوي فرانسوا غريغوار

ولد لوي فرانسوا غريغوار دي لافيت في براتس بالقرب من مدينة برينيون في أغسطس عام 1740، والتحق بالخدمة العسكرية كجندي رماية، وشارك في عدة حملات عسكرية بالهند ضد الإنجليز، ثم انضم إلى سلاح الهندسة بعد إطلاق أسره، وتدرج في الرتب حتى أصبح ملازم مهندس جغرافي، وقام برسم العديد من الخرائط للمدن التي زارها على متن البوارج الفرنسية، ومن بينها زيارته إلى مسقط عام 1777، ثم انتقل إلى مصلحة الخرائط والرسوم بعد عودته إلى فرنسا عام 1781، حيث عهد إليه بوضع أطلسين كبيرين يضمان كافة منجزات الحملتين اللتين قام بهما في بحر الهند، كما تولى إدارة الأشغال الهندسية والجسور والطرقات بجزيرة مورشيوس، وكان حيًا حتى عام 1792.

خلال رحلة دراسية لبحر عمان من مايو إلى سبتمبر 1777 توقفت البارجة الملكية الصغيرة لوكوربو بمسقط، وكان على متنها لوي فرانسوا غريغوار، الملازم المهندس والجغرافي الذي عهد إليه بمهمة رسم خرائط للمدن الكبرى بهذه المنطقة من المحيط الهندي.

وقام غريغوار برسم خريطة لمسقط، أولًا في صورة مسودة بخطوط إجمالية وورق شفّاف ثم في صورة منقّحة بالألوان المائية، والرسمة محفوظة بالمكتبة الوطنية بباريس.

كارل فيرنيه

ولد أنطوان شارل أوراس الشهير بكارل فيرنيه في بوردو عام 1758، وهو ابن لجوزيف فيرنيه رسّام البحرية الشهير وعضو أكاديمية الرسم الذي تعرض أهم لوحاته بمتحف اللوفر، وكان ينتمي لعائلة شهيرة كثيرة العدد من الفنانين العاملين بالبلاط الفرنسي.

افتتن فيرنيه منذ صغره بحب الخيول، وحصل على جائزة روما الكبرى عام 1782، كما تم قبوله بالأكاديمية الفرنسية للفنون، وتزوج من ابنة جون ميشيل مورو الرسام والنحات بقصور ملوك أوروبا، وقد توفي في باريس عام 1836 مخلفًا آثارًا فنيّة قيّمة وبالأخص في مجال الحفر، كما يعد ابنه أوراس فيرنيه من أبرز الرسامين وعيّنه الملك شارل العاشر مديرًا للأكاديمية الفرنسية.

كان كارل فيرنيه رسّام ملك فرنسا أحد أشهر الرسّامين والمصورين المتخصصين في رسم الجياد ومشاهد الصيد في بداية القرن التاسع عشر، وكان ذوّاقًا ذا أسلوب رشيق وخطوط صائبة قوية، وقد قام بنتفيذ لوحةٍ كبيرة مطبوعة بطريقة الحفر للجواد علي، ذلك الحصان العربي الذي أهداه سلطان عمان السيد سعيد بن سلطان للبارون كابلين، أحد النبلاء العاملين بخدمة الملك الهولندي، وهذا العمل جزء من سلسلة كبيرة من الرسوم للخيول العربية قام كارل فيرنيه برسمها خلال حقبة أعوام 1820 في ظل حكم أسرة البوربون.

ألكسندر ماري كولن

ولد ألكسندر ماري كولن بباريس في 5 ديسمبر 1798، والتحق عام 1814 بمدرسة الفنون الجميلة حيث تتلمذ على يد جيروديه، وكان زميلًا لكلٍ من أشيل ويوجين ديفيريا، وقد بدأ حياته الفنية بمعرض باريس 1819، كما شارك في معارض أكاديمية الفنون الملكية والمؤسسة البريطانية بلندن. وفي عام 1830 تم تعيينه مديرًا لمدرسة الرسم بمدينة نيم الفرنسية.

توفي كولن بباريس في نوفمبر 1875 وهو شقيق النحّات بول أوبير كولن، ووالد الرسّام بول ألفريد، ولديه ابنتين رسامتين معروفات. في عام 1841 عرضت على جمهور معرض باريس الذي أقيم بمتحف اللوفر لوحة زيتية عن عمان رسمت على القماش، وكان عنوان اللوحة “حرس إمام مسقط”، وهي من أعمال ألكسندر ماري كولن، وقد لاقت استحسانًا كبيرًا حيث تجاذبها النقّاد ونشرت نسخة مصورة عنها بمجلة الرسم لوماجازان بيتورسك الصادرة عام 1841، مع تعليق موسّع عن اللوحة ومعلومات عن مسقط.

ولا يعرف حاليًا مكان وجود اللوحة، ولم يقم ألكسندر كولن بزيارة عمان مطلقًا، ألا أنه استوحى لوحته كما يشير التعليق من رسوم الرحّالة الذين توقفوا بمسقط.

إدمون باريس

ولد إدمون باريس في مارس 1806 والتحق بكلية البحرية في إنجوليم عام 1820، وفي عام 1826 عيّن على متن السفينة أسطرلاب حيث قام بأول رحلة له حول العالم (1826-1829) أظهر خلالها مهاراته كبحّار ومهندس مائي وفنّان.

فيما بعد قام بعدة رحلات حول العالم على متن عدّة سفن حيث عهد إليه بمهمة الحصول على المعلومات الجغرافية ووضع خرائط ورسوم للمناطق التي يزورها، وكانت كافة الخرائط التي نشرت لاحقًا تحمل توقيعه.

توفي الأدميرال باريس في أبريل 1893 بباريس تاركًا وراءه كمًّا ضخمًا من الإنجازات العلمية والتقنية والتاريخية.

سافر إدمون باريس وهو بعد ملازم شاب على متن الفرقاطة أرتيميز التي كانت تقوم برحلة طواف بحرية حول العالم بقيادة القبطان تيودور لابلاس، حيث توقف بمسقط في 28 فبراير 1838، وقد منحته هذه الزيارة فرصة رسم منظر للعاصمة العمانية نشر بمجلد أصدره القبطان لابلاس في ستة أجزاء تحت عنوان “رحلة الطواف القارية للفرقاطة أرتيميز”.

1838، وقد منحته هذه الزيارة فرصة رسم منظر للعاصمة العمانية نشر بمجلد أصدره القبطان لابلاس في ستة أجزاء تحت عنوان “رحلة الطواف القارية للفرقاطة أرتيميز”.

كما قام بعمل لوحات بطريقة الطباعة المحفورة ولوحات مختلفة لأنواع السفن التي يستخدمها العمانيون، وأدرجها بالأطلس الذي أصدر بأمر من الملك.

لوي لوبروتون

ولد لوي لوبروتون في دوارنينيز في يناير 1818 من أسرة تمتهن الطب، لذا اتجه لدراسة الطب والتحق بمدرسة الطب البحري حيث تخرج فيها عام 1837 وعيّن جرّاحًا بحريًا.

ابتداءً من يوليو 1837 التحق بالطراد أسطرلاب وشارك في رحلته الشهيرة حول العالم التي رسم خلالها أكثر من 500 رسم، وقد حصل على وسام الشرف عند عودته لفرنسا وهي الفترة التي شهدت عرض أول أعماله بمعارض باريس الفنية.

فضّل لوبرتون الرسم على الطب واستقال من وظيفته كطبيب ليتفرغ كليةً للرسم، وتم تعيينه بمديرية الخرائط والرسوم بالبحرية عام 1848 حيث استقر في مهنته الجديدة كطبّاع ورسام بطريقة الحفر، وواصل تعاونه مع العديد من المجلات الفنية على مدى 25 عامًا، كما قام بتنفيذ نحو 350 لوحة مطبوعة قبل أن يتوفى في 30 أغسطس 1866 بباريس.

نفّذ لوبورتون عددًا هائلًا من الرسوم للمجلات الفنية، وأحد هذه الرسوم يتناول عمان ويقدّم مشهدًا أنيقًا لمسقط رسمه الفنان ليصاحب مقال له عن عمان نشر بمجلة ايلوستراسيون في عددها الصادر في 24 يناير 1852.

وقد أخذ المعلومات والرسوم الواردة بهذا المقال من دفتر يوميات السفينة التي كان يدون بها ملاحظاته إبان مشاركته بين عامي 1844-1846 في إحدى الرحلات بالمحيط الهندي على متن السفينة بيرسو، حيث زار عدة بلدان من بينها مسقط.

ليونس بولينو

ولد في 9 يونيو 1838 في لاترامبلاد، ثم التحق بالبحرية الفرنسية عام 1855 كضابط صف بحري، رقي بعدها لرتبة نقيب نظرًا لأعماله البطولية في اليابان، وترقى إلى رتبة فريق بحري عام 1895 وعيّن قائدًا لأسطول بحر الشمال، كما حصل على وسام الشرف بدرجة قائد قبل أن يتوفى عام 1921.

عمل بولينو كمراسل لعدد من الصحف والمجلات المصورة ومن بينها صحيفة لوموند ايلوستري، وقد استفاد من عمله كبحار وزيارته للعديد من الموانئ والمدن في كتابة يومياته والحصول على معلومات حوّل جانبًا منها إلى رسوم وتخطيطات في دفاتر يومية.

أثناء مروره بمسقط قبل عام 1866 قام النقيب بحري بولينو برسم منظر أنيق للعاصمة العمانية مسقط نشر عام 1866 بمجلة لوموند المصور مع مقال للصحفي مكسيم فوفير استخدم فيه مقتطفات من قصة ظهرت بجريدة لابارتي لرحال فرنسي يسمى ميرهيم كان قد أقام بمسقط خلال الفترة من يناير إلى فبراير 1865.

شارل فوكريه

ولد شارل فوكريه في أبريل 1869 من أسرة من البحارة، ودرس الرسم في مرسم الفنان كورمون، وكان زميلًا للفنان المشهور فان جوخ، وفي عام 1887 التحق بمدرسة الفنون الجميلة، وقد اتجه إلى الرسم التصويري والتحق بمجلة لوموند المصورة ثم قام بتصميم الرسوم المصورة للألبوم التاريخي للجيش والبحرية الفرنسية عام 1905 فضلًا عن رسوم لبعض الأعمال الأدبية.

في عام 1908 عيّن رسامًا معتمدًا بالبحرية، وقام برحلات عديدة إلى منطقة الشرق الأوسط عاد منها بآلاف من الرسوم المائية، وفيما بعد قام بأعمال فنية عديدة من بينها تنفيذ رسوم حوالي 36 كتاب، وعمل الديكورات لمجموعة من القصور والمباني العسكرية والمدنية، قبل أن يتوفى عام 1956 مخلفًا قدرًا هائلًا من الأعمال الفنية.

من ضمنها “حراس إمام مسقط”: رسومات قديمة عن عُمان بريشة فنانين فرنسيين
من ضمنها “حراس إمام مسقط”: رسومات قديمة عن عُمان بريشة فنانين فرنسيين من ضمنها “حراس إمام مسقط”: رسومات قديمة عن عُمان بريشة فنانين فرنسيين

كانت مسقط في القرن العشرين مصدرًا غنيًا وخصبًا للإلهام بالنسبة لشارل فوكريه أحد أهم الرسامين المعتمدين بالبحرية الفرنسية، وقد رسم هذا الفنان ما لايقل عن خمسين عملًا يتناول عمان.

توقف شارل فوكريه بمسقط مرتين، الأولى عامي 1917-1918 خلال قيامه برحلة بحرية في الخليج العربي، والثانية عام 1921 خلال رحلة له بالشرق الأقصى وترك العديد من اللوحات المتنوعة التي استوحاها من زيارتيه لعمان.

المراجع

-بيلوك، كزافييه. عمان في عيون فنانين فرنسيين بين القرن السابع عسر إلى القرن العشرين، مؤسسة العلاقات الدولية والثقافية، باريس، 1994

-المكتبة الوطنية الفرنسية. https://gallica.bnf.fr/

Your Page Title