أخبار

مقال للسفير السوري السابق عبر “أثير”: ثلاثية ما بين الشروق والغروب؛ فأنا لا أودّع عُمان

مقال للسفير السوري السابق عبر “أثير”: ثلاثية ما بين الشروق والغروب؛ فأنا لا أودّع عُمان
مقال للسفير السوري السابق عبر “أثير”: ثلاثية ما بين الشروق والغروب؛ فأنا لا أودّع عُمان مقال للسفير السوري السابق عبر “أثير”: ثلاثية ما بين الشروق والغروب؛ فأنا لا أودّع عُمان

خاص-أثير
بقلم سعادة د. بسام الخطيب سفير سوريا السابق لدى سلطنة عمان، ولدى الهند حاليًا


الأولى:
إن النتائج من جنس المقدمات كما تقول القوانين والعلوم الاجتماعية والإنسانية، وهي في الحالة العُمانية قوانين خاصة تكون النتيجة فيها واحدة وأكيدة؛ معادلة تجعل المقدمة تلبس رداء النتيجة نحو ارتباط حاذق وصادق، فعُمان، في المحصلة، بلد نوعي لا يضيع في التفاصيل، وشعب ألمعي لا يضيعك في التفاصيل.
بدايتي مع العُمانيين لم تكن واحدة، بل كانت رحلة شكلتها بدايات ولقاءات نوعية في منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وفي أقاصي جنوب شرق آسيا والهند، وتطور ذلك ليصل إلى دمشق ومسقط في رابطة أصيلة بعد قصة حب طويلة.
لحظة وصولي إلى مسقط أول مرة ألقيت تحية السلام والمحبة السورية، وسمعت بعد ذلك الرد العُماني على التحية بأجمل منها عشرات آلاف المرات، أما لحظة المغادرة فكانت دمعة تختصر الرحلة بوعد للوفاء وعهد للقاء، فعُمان لا تنسى.

الأولى:



الثانية
بُعيد زهاء خمسة أعوام قضيتها في عُمان، سكن العُمانيون الوجدان لدرجة يصعُب معها التعبير عن العرفان.
تجربتي ركزت على الحراك نحو اكتشاف عُمان من حيث أرجاء المكان ومحاولة زيادة معرفتي بمزاياها من حيث آفاق التاريخ والزمان، ولكن ذلك بقي يستلزم، حقيقة، زماناً آخر بحد ذاته؛ لأن المكان هنا شهد تغيرات الزمان وهي كثيرة. وبدوره، فإن الزمان ألقى بأحداثه على المكان وأفضى في النهاية إلى منحه الكساء والدواء والرخاء.
العُمانيون بذكاء صنعوا التاريخ ليسجلوا الاسم والمساهمة العُمانية في الحضارة الإنسانية، وهم بدهاء واجهوا الغُزاة ليكونوا أقل العوامل تأثيراً في رزانة الشخصية العُمانية.
لقد نجحوا بوضوح، وكانت النتيجة، والحمد لله، بلداً آمناً وأميناً، يرتدي الاستقرار والسلام والازدهار كسوةً تتجدد بألوان ناصعة وزاهية ليبدو القالب والقلب نموذجاً إنسانياً بهياً.
إن صلة سورية وعُمان أصلية، وقد تطورت علاقات البلدين، والحمد لله، خلال هذه الفترة في شتى المجالات، وحققت إنجازات طيبة لصالح الشعبين الشقيقين في التجارة والاقتصاد والتعليم، وتضاعف عدد السوريين الذين يقيمون في أرجاء السلطنة الغالية ويعملون في مجالات الخدمات الطبية والاستشارية والتجارية، وأصبحت سورية محط اهتمام وزيارة العُمانيين.
وإذ يمكن القول إن العلاقات السياسية قدمت نموذجاً يُحتذى لعلاقات الأخوة الصادقة والحفاظ على الثوابت العربية وفهم متغيرات وتأثيرات حركة السياسة الدولية، فمن المفيد القول إن علاقة القلب والعقل السليم التي يتمتع بها شعبا البلدين وقيادتاهما الحكيمتان أعطت للجميع رسالة ناصعة عن جذور الأصالة، وأكدت أن الأمم العريقة صاحبة التاريخ والمساهمات في الحضارة الإنسانية تعرف بعضها وتقترب من بعضها بالضرورة. وقد تحدث الإعلام باحترام عن ذلك: مسقط ودمشق حاضرتان بقوة هنا.
وقد ركزت في عملي الدبلوماسي على ذلك، والمنجز الحضاري والثقافي تأثيره أقوى وأبهى، وحضوره في الوجدان أنصع وأزهى.
دمَّر الإرهاب، الذي حاول ضرب سورية الكبيرة، جزءاً من آثارها، ولكنه كان أصغر من أن يؤثر بها. ورممت عُمان جزءاً كبيراً من الآثار التي دُمرت. وأكد التاريخ علو كعب العُمانيين في علوم وفنون البحر، فأرسلت سورية المخطوطة الأم الأصلية بهذا الصدد لتُعرض في عُمان.
أرسلت سورية سفيرها إلى مسقط وعاجلت الأخيرة برد التحية إلى الأولى بسرعة ليصبح موقع السفير موحداً في العاصمتين، ومُضاعف المهمات بالنسبة للسفيرين اللذين يتبادلان أداء مهمة بنفس المستوى لخدمة البلدين الشقيقين في آن.
غادرتُ مسقط وفيها معرض للآثار السورية، وفريق يلعب في كأس الأمم الآسيوية وعلاقات أخوية. وكانت مسقط قد أقامت يوم عُمان في دمشق، ولطالما كان المتحف الوطني في العاصمتين موئلاً لبث رسالة للعالم بأن الحضارة في البلدين راقية وباقية.
ولن أذكر أمثلة أُخرى لأن من جنسها يوجد الكثير وتبقى النتيجة واحدة، شقيقتان لم تؤثر في محبتهما وأواصرهما أحداث الزمان،عُمان صاحبة حضارة السلام وسورية أم سلام الحضارة، وعُمان لا تنسى.

الثانية







الثالثة

أنا لا أودع عُمان
بل أترك في أرجائها روحي
وأودِعُها بحبٍ قلبي، وباحترامٍ عقلي.
الكسر تنويناً في الحروف أقوى، ولكنه في القلوب أبقى.
وعُمان لا تكسر قلوباً بل تكسر الحواجز والمسافات نحو القلوب والعطاء.
ودعتني عُمان وودعتها بصدق مع وعد الروح للقاء، وعهد الحب والاحترام للبقاء.
ومهما كانت الأوقات والمسافات. يؤكد وجداني وكياني، عبر أثير عُمان، رسوخ قناعتي ومحبتي لأحبائي الكثيرين في سلطنة عُمان، وعُمان لا تنسى.

أنا لا أودع عُمان


بل أترك في أرجائها روحي


وأودِعُها بحبٍ قلبي، وباحترامٍ عقلي.


الكسر تنويناً في الحروف أقوى، ولكنه في القلوب أبقى.


وعُمان لا تكسر قلوباً بل تكسر الحواجز والمسافات نحو القلوب والعطاء.


ودعتني عُمان وودعتها بصدق مع وعد الروح للقاء، وعهد الحب والاحترام للبقاء.


ومهما كانت الأوقات والمسافات. يؤكد وجداني وكياني، عبر أثير عُمان، رسوخ قناعتي ومحبتي لأحبائي الكثيرين في سلطنة عُمان، وعُمان لا تنسى.

كُتِب في : الهند – نيودلهي في 23/5/2022م

Your Page Title