أثير-جميلة العبرية
يقول الشاعر امرؤ القيس:
وما حبّ الدّيار شَغَفنَ قلبِي * ولكن حُبُّ من سَكَنَ الدّيارا
يقول الشاعر امرؤ القيس:
وما حبّ الدّيار شَغَفنَ قلبِي * ولكن حُبُّ من سَكَنَ الدّيارا
هذا البيت الشعري ينطبق على الكاتب السعودي عبد العزيز بن عبدالله الفالح الذي أحب سلطنة عمان وأهلها، ودعاه هذا الحب إلى زيارتها كل عام أو عامين، حتى أنه أصدر كاتبا سرد فيه ذكرياته فيها وهو صغير.

عن سر هذا الحب وقصته تواصلت “أثير” معه فكان هذا الحوار.
يقول الفالح: عندما كلف والدي عليه رحمه الله موفدا من وزارة المعارف السعودية في 1981م للعمل في التدريس في سلطنة عمان، وكان نصيب توزيعه بأن يدرس في مدارس في ولاية بركاء حيث عمل معلما في مدرسة النعمان الابتدائية.
يقول الفالح:

ويكمل: كانت بداية مختلفةً لي شخصيًا نظرًا لطبيعة الأسرة وما اعتادت عليه فلسنا من كثيري السفر خارج المملكة، فقط كان التنقل والسفر داخل المملكة، فكانت الحقيقة نقلة مختلفة إلى حد كبير وخصوصًا في بدايتها لكن ولله الحمد أصبحنا نجد أنفسنا بين أهلنا وأحبتنا في عمان فسكنا في قرحة البلوش في إحدى ضواحي مدينة بركاء، وبدأت دراسة الصفين الرابع والخامس في النعمان في المدرسة التي يدرس بها الوالد (رحمه الله) ثم انتقلت إلى مدرسة بركات بن محمد للإعدادية لدراسة السنوات المتبقية للمرحلة الإعدادية.
ويكمل:

ويضيف: الطبيعة في السلطنة أسعدتنا كثيرًا؛ فالبيئة العمانية خصوصًا البيئة الجغرافية كانت جميلة وما تزال جميلة ورائعة ومتنوعة بين الجبال والعيون والسهول والبحار والشواطئ الجميلة فهذه من الأمور التي لفتت نظرنا منذ أن وصلنا وخصوصًا في ولاية بركاء التي كانت وما تزال مدينة جميلة تحيط بها الوديان من جوانبها وكذلك الأشجار الكثيفة والعيون، وهذا كله أثار الإعجاب حتى دعانا إلى أن نخرج إلى الشاطئ بصورة شبه يومية نظرا لقرب منزلنا منه، وأيضًا لأننا كنا نعيش في الرياض، والرياض كما تعلمون منطقة ليس بها بحر، وما زلت أتذكر كل المواقع التي زرناها في ذلك الوقت، وأريد أن أكرر زياراتها بين فترة وأخرى، أما الإنسان العماني فهو شعب محب للجميع.
ويضيف:

وعن كتابه الذي أصدره مؤخرًا “كنت طالبًا في عمان” فيوضح عنه لـ “أثير”: بدأت قبل سنة بالتغريد عن الذات في حسابي في تويتر، وتحدثت فيها عن بعض الذكريات في سلطنة عمان ووجدت تفاعلًا كبيرًا جدا من أحبتي العمانيين وكذلك السعوديين والتغريدات زادت على ١٠٠ تغريدة، ومن تلك الذكريات الرائعة بعض الصور القديمة التي كانت لدي وأخذتها لزملاء الوالد عليه رحمه الله من المعلمين السعوديين فوجدت صدى كبيرًا لها فبلغت المشاهدات أكثر من مليون مشاهدة، وهذا دفعني لجمع كل هذه الذكريات وذكريات أخرى في هذا الكتاب، فذكريات ومواقف وحوادث الأربع سنوات التي عشناها في السلطنة وما ارتبط بها بعد عودتنا للمملكة والعودة لزيارتها من جديد احتوى عليها الكتاب.
وعن كتابه الذي أصدره مؤخرًا “كنت طالبًا في عمان” فيوضح عنه لـ “أثير”:

وأخبرنا الفالح بأنه بعد عودته من السلطنة للرياض لم يزر عمان، وزارها في عام 1990 ومنذ ذلك العام وهو يزورها كل عام أو عامين ويتنقل في زيارته لها بين مختلف الولايات والمحافظات سواء في مسقط أو شمال الباطنة أو حتى الداخلية وتحديدا نزوى وما حولها، وكذلك محافظة ظفار والاستمتاع بجو خريف صلالة الجميل، حيث زار صلالة حوالي 6 مرات.
وأخبرنا الفالح بأنه بعد عودته من السلطنة للرياض لم يزر عمان،

وفي ختام تواصلنا معه يسرد الكاتب السعودي أحد المواقف الجميلة في الذاكرة والتي لا يمكن نسيانها، فيقول: الموقف الجميل للسلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- حينما كان في جولة لولاية بركاء وتقريبًا في العام 1982م وكان المعلمون السعوديون بين كل فترة وأخرى يذهبون إلى منطقة السوادي وهي منطقة جميلة وبها شاطئ رائع وجزر صغيرة قريبة من الشاطئ، فصادف أثناء وجود المعلمين مروره –طيب الله ثراه- بسيارته التي يقودها بنفسه فمر بجوارهم وعرفهم من خلال لبسهم السعودي فتوقف ورفع يده مسلما عليهم واقترب منه المعلمين السعوديون فشكرهم على جهودهم وعلى ما يقدمونه في الجانب التعليمي وهم بدورهم شكروه على ما وجدوه من حفاوة من الحكومة العمانية ومن الشعب العماني الأصيل وكان له تأثير كبير ودافع للمعلمين لبذل المزيد من الجهد لتعليم أبناء هذا الشعب الطيب، والخلوق.
وفي ختام تواصلنا معه يسرد الكاتب السعودي أحد المواقف الجميلة في الذاكرة والتي لا يمكن نسيانها، فيقول


