مسقط – أثير
إعداد: ريـمـا الشـيخ
مسقط – أثير
إعداد: ريـمـا الشـيخ
يقال بأن الإرادة هي الخطوة الأولى لطريق الكفاح الطويل، أما العزيمة فهي ما يبقينا على هذا الطريق حتى النهاية.
وفي سطورنا القادمة، سنروي لك عزيزنا القارئ قصة كفاح وتحدي العقبات، فمن سائق حافلة أجرة إلى مهندس مدني في شركة أسمنت عمان، إنه شامس بن خلفان بن سعيد الرواحي، الذي سعى ليصل إلى ما يطمح له.
يقول الرواحي: قد تكون قصتي ليست الوحيدة، فإني أومن أن وراء كل همم طموحة وإن كانت مليئة بالصعوبات قصة نجاح عظيمة، فلدي يقين وشعور كبير أن قصتي لم تنتهِ بعد، وأن القادم أجمل بإذن الله، ولكن سوف أسرد لكم قصتي في سطور بسيطة لعل وعسى أن تكون دافعا لغيري لتحقيق نجاحات متميزة تكون أجمل بكثير مما حققته.
وقال شامس في مستهل قصته : تخرجت من الثانوية العامة في 2001م، ثم التحقت بمعهد التدريب المهني سابقاً ، درست في مجال النجارة والأثاث لمدة عامين (2002-2004)، عملت بعدها في إحدى شركات الأثاث لمدة عام، ثم تركت العمل بسبب بعض الظروف، وعملت كسائق حافلة أجرة لمدة 6 أشهر تقريبا، لكن شغفي للنجارة كان يرافقني، وفي 13/2/2006م، التحقت بشركة أسمنت عمان بوظيفة نجار عام، حيث كان العمل مختلفاً بعض الشيء مقارنةً بالشركات المختصة في مجال الأثاث والديكور.
وأضاف: بالرغم أن العمل في شركة أسمنت عمان كان مليئا بالصعاب والتحديات والتي كان أبرزها العمل داخل أفران الأسمنت، إلا أن إرادة الله فوق كل شيء، ففي عام 2011م استقال عدد من زملائي أصحاب الخبرة، ورفض آخرون تولي مسؤولية إدارة قسم الصيانة المدنية، وطلب مني المدير العام آنذاك الإشراف على قسم الصيانة المدنية بشكل مؤقت حتى يتم تعيين مشرف آخر لهذا القسم.
وأدرك الرواحي بأن الفرصة إذا ذهبت لن تتكرر مرة أخرى، وقبل بأن يخوض التحدي، وذكر: لا أستطيع أن أنكر دور زملائي في القسم ودعمهم لي بخبرتهم وتعاونهم في أدق التفاصيل الذين كانوا سببا في نجاحي بعد توفيق الله.
وأضاف: في عام 2013م تم ترقيتي إلى منصب مساعد مشرف مدني، واقترح علي أحد أشقائي بدراسة الهندسة المدنية لما فيها من ارتباط بين القسم الذي أعمل فيه وشغفي. بعدها قررت الالتحاق بكلية كالدونيان الهندسية في صيف 2013 لدراسة برنامج الهندسة المدنية.
وبين أن قرار الدراسة كان صعبا جدا من ناحية تكاليف الدراسة المرتفعة، ولعدم توفر الوقت، لكنني عملت بكل ما أملك من جهد للوصول إلى ما أريد تحقيقه، حيث كنت أعمل من الساعة السابعة إلى الساعة الثانية ظهراً، ثم أذهب للكلية حتى الساعة التاسعة مساء، و في بعض الأوقات اضطر للعمل لساعات طويلة بسبب التوقفات الدورية لأفران الأسمنت، الأمر الذي يتطلب منا إنهاء العمل في وقت قياسي، كما أن أجازة نهاية الأسبوع غالبا ما نكون في العمل لمتطلبات العمل وقلة عدد الموظفين.
وفي عام 2017 تكفلت شركة أسمنت عمان بـ 60% من تكاليف دراسة الرواحي لمدة سنتين، وفي العام نفسه تمت ترقيته كمشرف مدني، وفي عام 2018 تخرج من كلية كالدونيان الهندسية بكالوريوس هندسة مدنية وتم تعيينه كمهندس مدني في قسم الصيانة في يونيو عام 2020.
وفي ختام حديثه، قال شامس الرواحي: من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، لا أنسى الدعم الكبير من عائلتي وخاصة أمي رحمها الله في تحقيق أهدافي، وأيضًا إدارة شركة أسمنت عمان وزملائي الموظفين الذين كانوا سندًا وعونًا لي بعد الله تعالى.