مسقط-أثير
تحظى ولايات محافظة الوسطى كسائر محافظات سلطنة عمان بوجود مؤسسات التنمية الاجتماعية التي تقدم منظومة برامجها وخدماتها للفئات المستحقة لها، وتتمثل هذه المؤسسات في: دائرة التنمية الاجتماعية بهيماء، ودائرة التنمية الاجتماعية بمحوت، وأيضا جمعيات المرأة العمانية في ولايات: هيماء، والدقم، ومحوت، والجازر، كما أن للفرق الخيرية الموجودة في الولايات الأربع لهذه المحافظة وقفاتها النبيلة ومبادراتها الإنسانية التي تتجاوز جغرافية المحافظة وفقًا لما يمليه عليها الواجب الإنساني والوطني.
وللحديث عن أهمية هذه المؤسسات تحدث – في البداية – زايد بن عبدالله المحاربي مدير مساعد بدائرة التنمية الاجتماعية بهيما قائلًا: تواصل دائرة التنمية الاجتماعية بهيماء تقديم خدماتها منذ افتتاحها في عام 1983م لولايات: هيماء، والدقم، والجازر؛ إذ يبلغ إجمالي عدد الحالات المستفيدة من نظام الضمان الاجتماعي التي تشرف عليها الدائرة في هذه الولايات الثلاث 526 حالة حتى شهر يونيو المنصرم منها 107 حالات في ولاية هيما، و143 حالة في ولاية الجازر، و276 حالة في ولاية الدقم.
دمج الحالات
كما يوجد في ولاية محوت ” مركز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة “، وبشأنه تحدثت بدرية بنت سالم الحكمانية ” مساعدة فنية بقسم العلاج الطبيعي ” عن هذا المركز الذي يقدم خدماته لإجمالي 28 حالة بنهاية شهر يونيو الجاري من عمر سنتين إلى عشرين عامًا منها 7 حالات من ذوي الإعاقة الجسدية (6 ذكر و1 أنثى)، و14 حالة من ذوي الإعاقة الذهنية (10 ذكر و4 أنثى)، و4 حالات من فئة طيف التوحد (3 ذكر و1 أنثى)، إلى 3 حالات من فئة متلازمة داون (2 ذكر و1 أنثى).
وتقوم فاطمة بنت حمد العمرية ” مساعدة فنية ” بالمركز بتنفيذ الزيارات المنزلية بواقع مرتين أسبوعيًا؛ لتقديم خدمة الجلسات العلاجية التأهيلية لتلك الحالات التي لا تستطيع المجيء لمقر المركز؛ لبعد محل إقامتها عن المركز، وزيارتها الميدانية الأخرى للحالات التي تنقطع عن المجيء للمركز لمعالجة دواعي انقطاعها، إلى جانب حرصها على تنفيذ المحاضرات التوعوية التي تستهدف تشجيع أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم للمركز.
وتذكر فاطمة بنت سلطان الحكمانية “وليّة أمر” الطفل عبدالله “من ذوي الإعاقة الحركية ” الملتحق بمركز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة بمحوت منذ سبع سنوات بأن المركز ركيزة مهمة في خدمة حالات الأشخاص ذوي الإعاقة بولاية محوت، وتحرص على المجيء بالطفل عبدالله إلى المركز لتلقي جلسات العلاج التأهيلية، والتي أسهمت بنحو كبير في تنمية قدراته واعتماده على ذاته في كثير من الأمور، وتدعو أولياء الأمور بعدم التواني في جلب أبنائهم للمركز عقب إجراء الكشف المبكر وتبيان النتائج، حيث أن ذلك له دور مهم في تحقيق نتائج متقدمة واستجابة سريعة في تأهيل وعلاج الحالات.
خدمة المرأة
وحول دور جمعيات المرأة العمانية في ولايات محافظة الوسطى تستهل ميثاء بنت حميد الحرسوسية رئيسة جمعية المرأة العمانية بولاية هيماء حديثها عن افتتاح الجمعية عام 2017م، ويصل عدد منتسباتها إلى 45 عضوة، وللجمعية دور كبير في تدارس وحفظ النساء في ولاية هيماء للقرأن الكريم وتعلم أحكامه، وإقامة المحاضرات واللقاءات التوعوية، كما للجمعية مبادرة ” إفطار صائم” خلال شهر رمضان الكريم من خلال التعاون مع الأسر المنتجة لهذه الأطعمة وتوزع على مستحقيها، وتردف ريم بنت إبراهيم الحرسوسية نائبة رئيسة جمعية المرأة العمانية بهيما في التأكيد على جهود الجمعية المبذولة في خدمة المرأة في نطاق الولاية ، وذلك لا يتأتى إلا بالعمل التكاملي مع الوحدات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص، كما أن للجمعية ركن للطفل مجهز بالوسائل التعليمية والتقنيات الحديثة المعينة على تعليم وتأهيل عدد 45 طفل ، وتضم – أيضا- ركن لأدوات ” تجهيز الموتى” ، والتي تمنح بالمجان لمن يتعذر الحصول عليها ، وذلك بالتعاون مع فريق هيماء الخيري.
زيارات ميدانية
وتقول ليلى بنت راشد الجنيبية رئيسة جمعية المرأة العمانية بالدقم: افتتحت الجمعية عام 2014، وذلك تزامنًا مع احتفالات السلطنة بيوم المرأة العمانية الذي يوافق ال 17 من أكتوبر، ووصل إجمالي عدد المنتسبات لها 136 عضوة من مختلف قرى الولاية المترامية الأطراف ، وللجمعية ركن رياض الأطفال لعدد 35 طفلا ، كما يوجد لهذا الركن فرع يقع على بعد 35 كم ؛ لخدمة الأطفال في ذلك المكان ، كما استحدثت الجمعية في مقرها بدعم مقدم من مصفاة الدقم مقهى باسم ” مقهى وضحى ” ، والذي يخدم الأسر المنتجة من خلال بيع ما تنتجه من أصناف المواد الغذائية .
وتضيف الجنيبية: للجمعية دور في مساعدة حالات الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن ممن يصعب عليها مراجعة المؤسسات المعنية، حيث تعمل الجمعية على إجراء الزيارات الميدانية لهذه الحالات لدراسة حالتها وكتابة التقارير التي تؤكد مدى حاجتها للمعينات والأجهزة الطبية، كما تكلّلت جهود الجمعية في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المدراس الحكومية، وفي شأن الاهتمام بالعضوات المنتسبات لها تقيم الجمعية الدورات التدريبية في مجالات تعلم اللغة الإنجليزية، والحاسب الآلي، والطهي، والنحت على الصخور وغيرها ، وتختم رئيسة جمعية المرأة العمانية بالدقم بأملها بأن يكون للجمعية مبنى مستقل لها عوضا عن مبناها الحالي المستأجر بدعم من مصفاة الدقم ، وأن تحظى العضوات الحرفيات في الجمعية بدعم متواصل، ومؤكدة بأن الجمعية على تواصل مع العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة في إقامة البرامج والأنشطة .
تبادل الخبرات
وتوجّهت خليدة بنت عوض الحكمانية رئيسة جمعية المرأة العمانية بمحوت بعبارات بالشكر والثناء لوزارة التنمية الاجتماعية نظير إشرافها واهتمامها المتواصل للنهوض بجمعيات المرأة العمانية في مختلف محافظات سلطنة عمان، ومن ذلك جمعية المرأة العمانية بمحوت التي افتتحت عام 2015م وعدد عضواتها 47 عضوة، وتتركز برامجها في تنفيذ دورات في مجال خياطة الملابس النسائية، وصناعة المشغولات الأخرى المستوحاة من التراث العماني كالبخور، والكحل، والمشغولات الحرفية، والسعفيات، والنقش على الأصداف ، ومنوّهه لجهود التعاون بين جمعيات المرأة العمانية في محافظة الوسطى من خلال حرص عضواتها على عقد اللقاءات المستمرة بقصد تبادل الآراء والخبرات المشتركة ، وتأمل أن يزداد عدد عضواتها ، وتحظى بمزيد من الاهتمام المجتمعي، ويكون للجمعية مقر ثابت يتيح إقامة نوعية البرامج التي ترفع من شأن الجمعية، ويكون لها حضورها والمشاركة في الفعاليات التي تقام على مستوى محافظات سلطنة عمان.
إشعاع ثقافي
ومن جانبها ذكرت كنونة بنت سعيد الجنيبية رئيسة جمعية المرأة العمانية بالجازر بأن إشهار الجمعية تزامن مع الاحتفال بيوم المرأة العمانية عام 2013م في مبنى مستأجر ومتوسط المساحة، مع تركيز عمل الجمعية على تمكين المرأة في ولاية الجازر في المجال الاقتصادي، والمجال الاجتماعي، والتوعية بحقوق الطفل، وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وعقد الدورات للعضوات في مجالي اللغة الإنجليزية، والحاسب الآلي، ودورات أخرى في مجال الحياة الزوجية، وتطوير الذات، وكذلك خدمتها لفئة الأطفال من خلال وجود ركن لرياض الأطفال.
وأضافت: مع زيادة عدد العضوات، وتنوع برامجها لاحت فكرة البحث عن مقر ثابت يمتاز بالاتساع، وهذا ما تحقق للجمعية من وجود المقر الذي يحوي بين جنباته قاعات لركن الطفل، والمكتبة، وعرض الصناعات الحرفية، وقاعة تعليم فئة صعوبات التعلم، كما للجمعية منفذ تجاري يدعم منتجات الأسر المنتجة، ولها دور في تأسيس ركن الطفل في المدارس الحكومية بولاية الجازر، وعقد جلسات تأهيلية للأشخاص ذوي الإعاقة، ومساعيها للحد من غلاء المهور، وخفض نسبة الطلاق.
وتأمل رئيسة جمعية المرأة العمانية بالجازر بأن تصبح الجمعية مركز إشعاع ثقافي للمرأة في ولاية الجازر، من خلال إيجاد مكتبة مزودة بأحدث التقنيات والوسائل التعليمية الحديثة المعينة على القراءة والتعلم، والاهتمام بمجالات الإعلام، والرسم، والتصوير الضوئي، والخطابة وغيرها من المجالات المهمة، وزيادة مشاركة الجمعية في مختلف الفعاليات الهادفة، والعمل على تشجيع الفتيات على إيجاد مشاريع خاصة لهن والاستفادة في ذلك من مواد الخام الموجود في بيئة ولاية الجازر.
جهات داعمة
ومن فريق هيماء الخيري يقول خالد بن حمد الحرسوسي رئيس الفريق عن انطلاقته عام 2017م في مساعدة أسر الضمان الاجتماعي وذوي الدخل المحدود في نطاق ولاية هيماء من خلال توزيع الحقائب والأدوات المدرسية الأخرى على أبنائهم الطلاب، وأيضا مبادرة ” السلة الرمضانية ” خلال شهر رمضان المبارك، ويضيف سهيل بن يحيى الحرسوسي نائب رئيس الفريق بأن للفريق ممثلين في مختلف قرى ولاية هيماء، الأمر الذي يتيح متابعة ومعرفة الحالات المستحقة للدعم والمساعدة ، كما للفريق وقفاته خلال إعصار شاهين من خلال تسيّره ل4 شاحنات محملة بالمؤن الغذائية ومختلف الأدوات المنزلية إلى الولايات المتأثرة من الإعصار ، واختتم بالتأكيد على أن للفريق مؤسسات خاصة ومحلات تجارية وأفراد يقدمون له الدعم لاستمرار وتيرة أعماله الخيرية .
جهات داعمة
مقر ثابت
ومن فريق الجازر الخيري يقول محمد بن خليفة الجنيبي رئيس الفريق: تأسس الفريق عام 2021م المنصرم بعدد 57 عضوا من الرجال والنساء يمثلون جميع قرى الولاية والنيابات التابعة لها، وشارك الفريق مع الهيئة العمانية للأعمال الخيرية ومكتب والي الجازر في توزيع 338 كوبونات شراء على الأسر المستحقة خلال شهر رمضان ، وتوزيع 200 طرد غذائي، ومشاركته في حملة تنظيف الشواطئ مع هيئة البيئة، وللفريق جهوده تجاه فئات الأيتام وأسر الضمان الاجتماعي والدخل المحدود في مبادرة ” الحقيبة المدرسية ” ل 107 حالات ، وتسيير عدد 5 شاحنات إلى شمال الباطنة خلال إعصار شاهين بالتنسيق مع مكتب والي الجازر، كما يسعى الفريق لتوفير وجبة غذائية بشكل يومي للمستحقين من طلاب المدارس ، وسعيّه لدعم الأسر المحتاجة بمبلغ شهري ثابت ، إلى جانب جهوده ليكون للفريق مقر ثابت
