العمانية-أثير
أطلقت جامعة نزوى بالتعاون مع وكالة (ناسا) مؤخرًا مشروعًا بحثيًّا يتعلّق بدراسة مخاطر التلوّث الجوي بعنوان “الهباء الجوي في الشرق الأوسط”، بتمويل من برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وقال الدكتور عيسى بن سليمان العامري عميد كلية العلوم والآداب بجامعة نزوى: الهدف الرئيس من المشروع البحثي هو التوصل إلى معدلات التلوث التي يسببها الهباء الجوي من خلال قياسها عن طريق الأقمار الاصطناعية ومحطات الرصد المحلية والتحاليل المخبرية لقياس الجزيئات الضارة التي تحملها الذرات في المناخ الجوي، التي يمكن أن توفر فرصًا لصنّاع القرار لمراجعة السياسات التي لا تقلل فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بل تحسّن جودة الهواء وترتقي بالصحة البيئية في الشرق الأوسط.
وأضاف لوكالة الأنباء العُمانية: مشروع البحث قطع مراحل متقدمة، حيث نظّمت الجامعة مؤخرًا ندوة علمية بعنوان “تآزر القياسات الأرضية وقياسات الأقمار الصناعية لرصد الهباء الجوي فوق الشرق الأوسط”، وتعد الندوة العلمية الأولى في سياق الندوات التي تقيمها جامعة نزوى للتوعية بمخاطر التلوث الجوي بالتعاون مع وكالة ناسا والوقوف على الأضرار البيئة والمناخية العديدة التي تسببها ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأشار إلى أن الندوة أوصت بضرورة مشاركة أعضاء هيئة التدريس في البحث العلمي من خلال تشكيل مجموعات بحثية متعاونة وإشراك الطلبة بها من خلال البرامج البحثية التي توفرها جامعة نزوى بالتعاون والتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار مثل المنح البحثية المقدَّمة للطلبة في المرحلة الجامعية الأولى (URG) والمنح البحثية المقدَّمة لطلبة الماجستير (GRG).
وأوضح عميد كلية العلوم والآداب بجامعة نزوى أن مشاركة وكالة “ناسا” في هذا المشروع نابع من المكانة العلمية للوكالة ودورها المعهود في مجال البحوث والدراسات، وفي مقدمتها مشاكل الغلاف الجوي، حيث يمثلها في هذا المشروع الدكتور باتيل (Piyushkumar N. Patel)، عالم مناخ يعمل في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا، ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي جامعات أوك ريدج المتعاونة، وهو أحد الباحثين المشاركين في المشروع البحثي المموَّل ولديه خبرة في الاستشعار عن بُعد عبر الأقمار الصناعية والعمل على إعادة معالجة بيانات الأقمار الصناعية المختلفة.
وذكر الدكتور أن الدور الكبير الذي يؤديه الهباء الجوي في توازن الطاقة الإقليمي، والدورة الهيدرولوجية، ونوعية الهواء، سيُسهم في التوصّل إلى النتائج تم التوصّل إليها في المشروع البحثي الحالي للحد من المعلومات غير الدقيقة المتعلقة في التنبؤات الإقليمية لتغيُّر المناخ في سلطنة عُمان والشرق الأوسط.
وأشار إلى أن إنشاء مؤسسة توفر معلومات قيّمة لدعم جهود التخفيف من تلوّث الهواء وتخفيف تغيُّر المناخ لا سيما من حيث فهم العلاقة بين المصادر وفعالية إجراءات التخفيف من الانبعاثات ومن التلوّث في سلطنة عُمان يمكن أن يساعد في تحديد مصادر التلوّث والعوامل المناخية الإقليمية وتقليلها إلى الحد الأدنى، مما سينعكس على المدى البعيد على منطقة الشرق الأوسط بأكملها.