حياتنا فرص متجددة

حياتنا فرص متجددة
حياتنا فرص متجددة حياتنا فرص متجددة

أثير – د. رجب بن علي العويسي

حياتنا فرص متجددة، تنبض بالأمل والأمنيات، وتزدان بالعمل والنشاط، وترقى بالقيم والأخلاق، وتنمو بالممارسة والإنجاز، وتستقيم بالإيمان وصدق التوجه، إنها سبيل انطلاقة الإنسان في فهم ذاته وإدراك عالمه المتغير، لغيره ناصحا وموجها داعما ومساندا، إذ هو صورة الآخر في عظم غاياتها وأدق تفاصيلها وأرقى أهدافها، لتضعه أمام مسؤولية البحث في سعادة الآخرين واطمئنانهم وإيجاد المداخل التي تعزز فيهم القبول والرضا والقناعة بالمكتوب والصبر عليه، وتبعدهم عن الأفكار السلبية والنظرة الضيقة والتشاؤم الذي انقطعت بسببه كل فرص الإنجاز لدى البعض وتعقدت فرص العيش، ولّدت مشكلات وأحداث وضغائن ومشكلات ومفسدة وقطيعة أرحام وإحجام عن الحوار والتواصل، فتمزقت بسبب فجوة التلاقي وصفوة التواصل وغرور الأنا كل ينابيع الأمل فصارت بلا هدف وأضحت بلا وطن، إن كثيرا من الأنفس بحاجة إلى إعادة الحياة فيها، بتغيير قناعاتها، بتصحيح ممارساتها، بتوظيف قدراتها، بتعميق مفاهيم الوعي لديها، بتسهيل مهمة العمل لديها، بتقليل هدر الوقت والجهد، بالأخذ بيدها، غير أن الوصول لجرأة التجانس والتوافق مع الجنس البشري تستدعي صدق في النفس وحكمة في التفكير وتأمل في الوجود، ودقة في قراءة تفاصيل الذات مبدأها ومصيرها، حقائقها ومراحل تطورها، وفهم لحكمة الإلهية من هذا التجانس البشري القائمة على منهج التعارف وما تحويه هذه الكلمة من معاني الحياة النبيلة المعززة للتواصل والحوار والتشارك والتناصح وتقويم الخلل والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، لنزرع في ذات الآخر معاني الحياة المتجددة الراقية الواعية، ولنعطي أمننا الممتد بين حنايا الفكر والوجدان مساحة أوسع في حياتنا وتعاملنا مع الآخر، لأنه به نصنع لحياتنا معنى ونوجد لها واقع متفائل، لنبني صروح الإيجابية والأمل كمنطلق في تعاملنا مع الظروف، لنواجه ظروفنا بواقعية، ولنفرض على أنفسنا باباً من الالتزام، لنمسح عن أنفسنا ظلام الفرقة، وننصح أحبتنا بتلمس منهج الأخوة، لنعش في وفاق، ولنشخص واقعنا بوعي، وندرك مسؤولياتنا بمهنية، لنحيي بتفاؤلنا وإيجابيتنا أناسا كثيرون يبحثون عن ضوء الأمل من نوافذه الجميلة المتفاعلة، لنمتطي صهوة المعرفة الحقة، ونغرس في عقولنا قيمة الفكرة والمبادرة الجادة، ولنقوي عزيمتنا بصدق إخلاصنا، فبها نستطيع أن نستلهم من واقعنا الدروس ونتجاوز الوقوع في المحظور، ونبني بأيدينا صرح الأمل الواعد، وندير واقعنا بالبحث عن المشترك الذي نعيشه بين بعضنا ونتعايش مع بعضنا خلاله، لنمسح دموع الألم بوحدة صفوفنا، ونرسم ينابيع الأمل بعظم تفكيرنا، ونصنع لأنفسنا حياة السعادة بسمو أهدافنا، فلا فتنة تفرقنا، ولا ضغينة تعكر صفو تعاملنا، ولا حقد يثير سخطنا على بعضنا،  لنعيش بسلام ونتعاطى مع حياتنا بواقعية، ونبعث فينا حماسا ورغبة وقناعات متجددة، لندرك أن صنع حياة الآخرين، فرصة للوصول إلى الحق، وبناء رؤية العمل الناجح، وخلق مساحات أكبر لنعبر عما في ذواتنا نحوهم من حب وصفاء روح، لنتجاوز فكرة المقارنات والنسخ لما يقوم به الآخرون، ولنصنع من واقعنا مثالا يحتذى به في مصداقية الكلمة ودقة المعلومة، لندفع الإشاعة بصدق القول ونسبة الحديث إلى مصادره الأصلية، لنروّج العبارات الايجابية والكلمات السليمة وننشرها ونثبت حضورها في حياتنا وحياة الآخرين، لنمارس الهدوء ونعيش الاتزان ونضبط أنفسنا ونصلح أحوالنا ونقيس تصرفاتنا بموازين القيم والأخلاق، وليس بما نحقق من أرباح ومنافع مادية، لنعلي من شأن الإنجاز ونرقى به ونعترف بوجوده، ونقرأ فيه نهضتنا وتقدمنا، لنفتح لأنفسنا أبواب الذوق والجمال والمشاعر الصادقة والكلمة الطيبة، لنقرأ في صفحات عالمنا عبارات التوازن وحكمة التكامل وبين سطورها تفاصيل تأملات الحياة والنظر في ضمائرنا، لنقف على حدودها ولنبقى على تواصل مع مقتضياتها ونتيح مساحة اتساعها في أوراقنا وأقلامنا، لنتجاوز خطيئة الذات ولنرقى بالفكر ونتسامى بالإخلاص ونتنافس بالصدق ولنجيد التعبير عن مشترك الحب بيننا والاحترام لخصوصياتنا، ولنضع وطننا صفحة بيضاء لا تكتب إلا بماء الذهب صافية نقية خيرة، متكاملة أركانه متماسكة قواعده، مقدسة أرضه، شامخة مبادئه، نزرع فيه بذور التصالح ونتعايش فيه مع ضمير المسؤولية، ليكون انتماؤنا الوطن، وحياتنا الوطن، وأمننا الوطن، فكم نبني بها حياة الجميع، ونصنع خلالها سعادتهم، ونغرس خلالها غراس المودة والمحبة والتعاون، لنتسامح في ود، ونتحاور في احترام، ونتقاسم سبل النجاح في مشاركة، ونتعيش في عطف ورحمة، لنصنع من أنفسنا فرص النجاح، وقيمة للكلمة ومعايير لإنجاز مبتكر، لنقيّم ذاتنا ونبني لأنفسنا مسارات لحياة متجددة نحو نيل الحق والوصول إلى الحقيقة، لنجعل من مؤسساتنا منطلق بناء حياة أمة وسعادة إنسان ونجاح دولة، ونهضة وطن، فلا نظلمها بفعالنا ولا نقتلها بتصرفاتنا أو نسيء إليها بجعلها مدخل لظلم العباد أو الإساءة لموظف أو قرار غير أخلاقي، لنعلي فيها قيم التسامح، ونرصد خلالها فرص النجاح، ونبني بها طموح الابتكار والترقي الوظيفي، لنترك لها قرارنا ومصيرنا فإنها ستُحسن التصرف وتُعلي قيمة المبدأ، ليكون تقييمنا في حكمة ونظر وتأمل وانتظار للنتائج ومنح لفرص أكبر لإعادة الممارسة، ولنحسن عمليات التقييم وأدواتها في قدرتها على تشخيص الحالة بين مجتهد ومتهاون، ليكون  تقييمنا ليس عقابا في ذاته للفرد بل إصلاح له ونقله إلى عالم فسيحة ارجاؤه متكاملة أبنيته دقيقة توجهاته، لتمضي بذلك إجراءاتنا بحكمة، وقراراتنا بوعي، ونلتمس للآخرين العذر ونأخذ بأيديهم إلى معالي الأمور، ليحصل الجميع على العمل والوظيفة والتكريم، لنتفاءل خيرا بجديد قادم أو ممارسة آتية أو قرار متخذ، وعندها سنبني آمالا لحياة من استهدفناهم، لنتحاور ونتناقش في ظل مبدأ تعميق مفاهيم الحوار وترسيخ منابره وتأصيل قيمه،  لنرقى بأنفسنا عن إهانة النفس أو لغة الصراخ والشتم والتجريح والتنقيص من قيمة الآخرين. كم تمر علينا في اليوم والليلة دعوات ومهاترات بالانسلاخ عن هوية الكلمة ومصداقية الذات والتقليل من شأن الوطن بحجج باطلة ومقارنات ودعوات تستهدف إحداث خلل في النسيج الاجتماعي أو التأثير سلبا فيه، لذا كانت تلك الدعوات وتقبلها ومحاولة نشرها عبر مختلف الوسائط والقنوات، وهي تحمل في ذاتها بذور الفرقة والتشتت، ونماذج منتهية الصلاحية نحسبها عين النجاح، ضرب من الجنون وخروج عن حكمة الصواب وجادة الفكر ومعايير المواطنة، لنرتقي بوطننا فلا تحمله سُخريتنا على الإساءة عليه، ولا تُنسينا طموحاتنا، قيمة الوفاء بحقه والولاء والانتماء له، ولا تستهوينا الإحصائيات والتقديرات والمقارنات الإساءة إليه لنتناصح في ظل قوة، ونتسامر من أجل أحلام الوطن، لندرك بأن مجتمعنا ليس المدينة الفاضلة التي تحمل لنا ما نريد، أو توفر لنا ما نرغب، أو أن نجد فيه ما كل ما نشتهي، لذلك نلتمس العذر في حقه، فقد نصيب ونخطئ، وتعترينا الشدائد والسنون العجاف لكن علينا أن نقي أنفسنا مصارع الفشل أو نزعات الشطط أو همسات البكاء في خفاء والشيطنة في اختفاء، وطننا حُبنا كرامتنا سعادتنا برّنا، لنحيي غراس الوطن وتنمو وتنشط، ترويها  عفة الكلمة وطهر الأسلوب وذوق العبارة ورقي الكلمة وسرور الفكرة وجودة الممارسة، فلنكن له نخلة منتجة جيدة المنتج، كثيرة العطاء، راقية شماء، تمتطي الثريا وتتجاوز السحاب. لنعيش بسلام ونحيا بوئام ونتصالح بوعي ونثق بقناعة، عندها سنحيي نفوسا كتبت لها الحياة، وتمنت أن تعيش لمستقبل أفضل.

Your Page Title