أثير – موسى الفرعي
عطاءٌ لا يتوقف، وحسن ظن بالله وتوكل عليه وعفو وتسامح، وحكمة رأي وذكاء قلب، تلك الصفات تجلت دائما منذ تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم أبقاه الله مقاليد الحكم في البلاد، قادها في ظل ظروف حالكة إلى حد ما، فكنا الموقنين بحكمته ورجاحة رأيه، وقد وعد فأوفى، وهذا الوفاء يتجلى على عدة أصعدة من بينها رعاية أبنائه بعقل متزن والحفاظ على منجزات النهضة والرقي بعمان حتى تصل للمكانة اللائقة بها.
نعم أبناء عمان الأعزاء، أبناؤك يا سيدي، لا شيء يمكن أن يحدد مقاس الفرح الذي تمطرهم به بين حين وآخر، إعفاء ومكرمات سامية تهطل كالمطر الخفيف بين حين وآخر، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على إستراتيجية نمو دقيقة مبنية على خطط واضحة وتبشّر بمستقبل أجمل، وها هي حزمة فرح تغسل الكثيرين وهي أوامركم السامية بتسديد ديون ١١٦٩ حالة من الحالات المستحقة على بعض أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأفراد بمبلغ يصل إلى أكثر من مليوني ريال، إضافة إلى إلغاء أوامر الحبس الصادرة بحقهم ورفع كافة الحجوزات عنهم، فكم من فؤاد يطير فرح، وكم خلاص تسببت به توجيهاتكم وأوامركم السامية، إنكم يا مولاي طوق نجاة وسبيل خلاص.
إن عدد المستفيدين من هذه الأوامر السامية يتجاوز الرقم المشار إليه فهو يصل إلى أفراد عائلات وأطفال ينتظرون إطلالة فرح ونساء وأمهات، وعلاقات اجتماعية، ويمنح فرصا لإعادة ترتيب خارطة عمل، كل ذلك كان داخل إطار الرؤية السامية حين أصدر أوامره السامية بذلك، فما أعظم قلب والدنا وما أنيل رؤية قائدنا، وما أوسع عطائه وكرمه.
إن وراء هذه الأوامر السامية إيجابية تُنشر بين المستفيدين، تعيد تأهيل رؤيتهم وإرشاد لخطواتهم، وهذا الكرم السامي ضوء يتقدمهم لينير الطريق ويشيع الأمل، ويضبط التوازنات، ويعطي أسباب الحياة.
إن هذا الكرم السمح والعفو والتسامح صفة ملازمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -أبقاه الله-، وهذا الكرم السامي أخذ عدة أشكال مادية ومعنوية وفكرية وثقافية وإعلامية، إنها لوجه الإصلاح والصعود بعمان والحفاظ على أهم منجزات هذا البلد العظيم ألا وهو الإنسان، إنه الهدف الأسمى لمقامه السامي، لذا كما قلت من قبل: لن تكون هناك لغة قادرة على وصف هذا الحضور الإنساني والقيادي العالي لجلالة السلطان حفظه الله، ولن تكون هناك مقاييس يمكنها أن تحدد مستويات الولاء العماني لهذا القائد المعظم، ولا وصف يمكن أن يقدر على بلوغ عطائه المنوّر وحكمته البالغة.