رصد – أثير
إعداد: ريـمـا الشـيخ
رصد – أثير
إعداد: ريـمـا الشـيخ
صدّرت سلطنة عمان قديما النحاس وصخور اليورايت إلى حضارات سومر وأشور وباقي حضارات العالم قبل ما يقارب 5 آلاف عام، كما صدرت كذلك العديد من الأحجار.
وقد ذكرت كتب الحضارات الآشورية بالأخص والسومرية بأن سلطنة عمان ذات تنوع جيولوجي كبير ما يجعل تنوع الصخور أكثر.
وفي وقتنا الحالي أولت وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار اهتمامًا كبيرًا في الأحجار الكريمة، حيث فحصت 217 عينة من الأحجار الكريمة في مختبرها منها 153 عينةً من الألماس والياقوت والزفير الأزرق والزمرد والأوبال الأسود والدمانتويت والاكسندرايت وكريسوبريل ”عين القط”.
فما الأحجار الكريمة وغير الكريمة المنتشرة في السلطنة؟ وأين تنتشر؟
فما الأحجار الكريمة وغير الكريمة المنتشرة في السلطنة؟ وأين تنتشر؟
”أثير“ ترصد للقارئ الكريم بعض المعلومات حول الأحجار الكريمة وشبه الكريمة التي تعد من المعادن التي تتميز بألوانها وصلابتها العالية وندرتها، حيث تأتي أشهر الأحجار الكريمة من عدد محدود من المعادن أهمها: الألماس والكورندم والكريسوبريل والبريل والسبينل والتوبـاز والزيركـون والتورماليـن والجارنت والكوراتز والفيروز (التوركواز) والزبرجد (البيريدوت).
أثير
وقد اهتم العمانيون بالأحجار الكريمة وشبه الكريمة، حيث يشتهر سوق مطرح بالمتاجرة بمختلف أنواعها الطبيعية والصناعية، المحلية والمستوردة، خاصة العقيق اليماني والملاكيت والفيروز، ويتزين بعض العمانيين بالخواتم الفضية التي تُزين بالعقيق الموجود في سلطنة عمان بأنواع مختلفة تشمل: السترين والكارنيليان والجاسبر والحجر الدموي.
وتحتوي صخور سلطنة عمان على قدر وافر من الأحجار شبه الكريمة مثل: الكوارتز البلوري والحليبي الخشن، والكوارتز الناعم الذي يشمل الخلقدوني والعقيق بأنواعه والكريزوبريز والكارنيليان والسترين والسربنتين واليشب وغالبية الصخور المتحولة الخضراء وبعض صخور الجابرو والجرانيت والرخام.
وتقل تجاريًا قيمة الأحجار شبه الكريمة والصخور بسبب قلة صلادتها أو شفافيتها عن الأحجار الكريمة التي تتميز بصلادة وشفافية عاليتين وألوان جميلة، وللقيمة التجارية العالية للأحجار الكريمة فإن قيمتها تقاس بالقيراط الذي يساوي ٠٫٢ جم.
وتستعمل الأحجار والمعادن والصخور في سلطنة عمان في الزينة والنحت وتصنيعها بمسابيح وخرز وتحف مختلفة، وأعدت وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار برامج متعددة حول إمكان تصنيع المسابح والقلائد من هذه الأحجار، كما عقدت دورات تثقيفية حول حاضنات المعادن وإمكان استعمالها في صناعة الحلي. وتعد معادن الكوارتز البلوري التي تتكون على شكل العناقيد والجيود من أهم الأحجار شبه الكريمة.
الجيود والكوارتز
الجيود والكوارتز
الجيود كتل صخرية دائرية الشكل بها لون قاتم من الخارج، ومرصعة من الداخل ببلورات الكوارتز ذات الألوان المتناسقة، وتوجد أفضل أنواع الجيود بكثرة غرب ثمريت بظفار، وتوجد في مرمول بشليم أنواع صغيرة غير متناسقة، ويعود عمرها إلى منتصف عهد الأيوسـين قبـل 45 مليون سنة، كما عثر على بعض الجيود في وادي بـوا بالحقف في محافظة الوسطى وفي المناطق الشمالية من الجبل الأخضر.
ويعد معدن الكوارتز من أهم المعادن المنتشرة في سلطنة عمان وأكثرها، فهمو المعدن الرئيسي في رمال الشرقية والصخور النارية الحامضية والمتحولة في جعلان وظفار، وفي سيح حطاط بمسقط، والعناقيد السليكاتية في مرمول وثمرات، ويوجد كذلك ضمن طبقات الصوان المنتشرة في جميع الوحدات الجيولوجية من العصور القديمة إلى الحديثة على هيئة عروق وطبقات مختلفة السمك والنقاوة.
ويوجد الكوارتز الخشن على شكل بلورات دقيقة الحجم مثل: معادن الخلقدون والعقيق والكارنيليان، وقد عُثر على بلورات الكوارتز سداسية الشكل المصاحبة للشقوق وقواطع المحاليل الحرمائية (المحاليل الساخنة) التي بردت وتبلورت مع مرور الزمن، ومن الأماكن التي تنتشر فيها هذه البلورات: سيح حطاط في مسقط ووادي بني عوف في الرستاق ووداي الحواسنة في الخابورة ووداي مرباط في ظفار.
كما تنتشر بلورات الكوارتز الحليبي ضمن صخور الكوارتزيت بكثرة في مسقط، خصوصا في سيح حطاط بين العامرات وقريات، وتوجد ضمن صخور القاعدة في مرباط ظفار، ويصل سمك الطبقات المكونة الكوارتز الحليبي إلى عدة أمتار، ويتميز بصلادة عالية وألوان نقية وشفافة تجعله صالحًا لاستعماله حجرًا شبه كريم في صناعة القلائد والحلي.
الصخور الخضراء
صخور متحولة تحتوي على معدن أو أكثر من معادن الكلوريت والأبيدوت والأكتينوليت التي تنتج عن تحول البازلت أو الديابيز أو الصخور النارية القاعدية في جبال عُمان، وتشمل هذه الصخور أيضًا صخر السربنتين وصخر الشست الأخضر.
الصخور الخضراء
وتنتشر هذه الصخور ضمن الصخور المتحولة أسفل أفيولايت سمايل في محافظة الداخلية، وفي سيح حطاط بمسقط، ووداي حيبي في صحار ، ويصنع منها المسابح وأحجار الزينة المختلفة.
كما يتوفر في سلطنة عُمان معدن اليشب Jade، وهو أحد معادن الأمفيبول (النفريت) الأخضر المتميز بمتانة عالية.
ويوجد في موقع الصخور المتحولة في قرية مدحانة قرب الحدود العُمانية الإماراتية، ويعد اليشب العُماني من الأنواع الجيدة التي يمكن استعمالها في صناعة الأحجار شبه الكريمة والحلي والجواهر، ويتميز بألوان ومادية إلى خضراء، ويوجد مع معادن الولستونيت والبجادي والأبيدوت المكونة لصخر الرخام المتحول الذي اكتشف في الموقع نفسه.
