أثير- مكتب أثير في تونس
حاورها : محمد الهادي الجزيري
عثرت في بحثي عن مقيمين في سلطنة عُمان ..على المحترمة أسماء زيتون الحاملة لاسم الشهرة جلنار زين ، موزّعة بين كتبها وإبداعات أصدقائها ..، بها حنين لأكثر من بلد ..خاصة أنّ جذورها فلسطينية وأنّها مولودة بالكويت ودمها أردني وعاطفتها عمانية..، فدار الحديث بيننا عن المجتمع العماني وعن مشاريعها المستقبلية وعن الأماكن التي ترتاح لها ..، وكان هذا الحوار الذي أرجو أن يكون ذا فائدة لكلّ قارئ …
ـ ما دمنا في حضرة أديبة متوجة في أكثر من موقع وجهة.. نودّ أن نفتتح هذا الحوار معك بسؤلك عن مشاريعك الجديدة في الكتابة؟
أنا مُجِدّة في الكتابة ، تجدني منشغلة دائمًا في مشاريع كتابية جديدة ، أو أحاول إنهاء أعمالٍ عالقة منذ سنوات ، أنهيتُ منذ فترة قصيرة نصًّا مسرحيًا للكبار ، وبدأت مباشرة بالإعداد لعمل روائي تجول فكرته في خاطري منذ سنوات ، مع ذلك فأنا مُقلِّة في النشر ، أعتمد غالبًا على الجهات والمؤسسات الثقافية التي تتبنى الأعمال الأدبية وتقوم بنشرها ، لديّ مجموعتان قصصيتان منشورتان ، الأولى ” صانع الظلال ” عن دار الآن ناشرون الأردنية وهي أول عمل منشور لي ، والأخرى هي مجموعة ” ذو الناب ” صادرة عن وزارة الثقافة الأردنية بواسطة الدار الأهلية ، وروايتي المنشورة الوحيدة هي ” موت مؤجل “، وصادرة عن دائرة الثقافة في الشارقة ، أمّا نصوصي المسرحية الفائزة في كتارا ومئوية الدولة الأردنية فهما غير منشورتان ورقيًا حتى الآن ، الجميل أنني تلقيت خبرًا منذ أيام من جهتين ثقافيتين مرموقتين في سلطنة عمان والشارقة بتبني عملين لي (نص مسرحي ورواية) موجهين لليافعين ، وسيتم نشرهما بحول الله خلال الأشهر القليلة القادمة.
ـ ولدتِ في الكويت ودمك أردني وعاطفتك عمانية.. فهلا قصصت علينا هذه المسيرة.. متى وكم دامت في الزمن.. كيف تعلّقت بعُمان؟
وأزيدك أيضًا بأن جذوري فلسطينية ، وهذه الخلطة العذبة من البلدان المتآلفة هي ما صنعتني ، الكويت مهد الصبا وأوّل الشقاوة ، الأردن الحضن الدافئ الكبير ، فلسطين القريبة البعيدة ، وعُمان التي فتحت لي أبوابًا من الجمال والبهجة ، كلّها ثقافاتٌ رائعة صبّت في تكويني وشخصيتي ، وفتحت لي آفاقًا واسعة من الفكر والاطّلاع…
ـ هل تأقلمت مع المجتمع العماني.. عاداته وطقوسه.. هل صار لك أصدقاء خُلص وأهل تطرقين أبوابهم …؟
الشعب العماني طيّب المعشر ، لا تحتاج إلى بذل جهد لتحصل على أصدقاء يملؤون عالمك الجديد بكل صنوف المحبة والمرح ، في وقت قصير ستشعر أنك بين أهلك وأحبابك.
وهم كذلك لديهم تراث عريقٌ لا يُستهان به ، وعادات وتقاليد فريدة ، وبالرغم من المدة الطويلة التي قضيتها بينهم إلا أنني ما زلت أتعلم منهم وعنهم في كل يوم شيئًا جديدًا…
ـ علمنا من سيرتك الذاتية أنّك مهتمة بالنقد ودراسة ما يكتبه المبدعون وقد أصدرت سنة 2021 دراسة ” فلسفة الفقد في ديوان ذاكرة الرماد للشاعر علي العايل..، فهل ثمّة دراسات أخرى قد تمّت أو تنوين القيام بها؟
فلسفة الفقد في ديوان ذاكرة الرماد للشاعر علي العايل ، هي دراسة جمالية قصيرة قدّمتها في أمسية نقدية حول الديوان في صلالة ونشرتها لاحقًا مجلة الحيرة من الشارقة.
ـ نودّ أن تمنحينا بعضا من إبداعك..، فقرة صغيرة مهداة منك لقراء أثير
أهديكم ثلاثة نصوص قصيرة جدًا:
هواية:
دأب “حميدو” على لملمة الأشياء التي تتساقط من العابرين ، لديه الآن مجموعة متنوعة من القِطَع المُميزة،
حصل مرّة على قلب مفطور ينزُّ حسرة،
قبل أيام تعثّر بعقل يغطيه الغبار مزنجر بقفل صدئ،
منذ الصباح وهو يدور حول نفسه ؛ محاولًا تخليص جناحين كسيرين ، عالقين بالرصيف.
بداوة:
يمسك يدها بحنو بالغ وهو يقول : تعلمين أني أحبك ، لكنني بدويّ الهوى.
يخلع خيمته من قلبها ويرحل،
وتغرق هي في دوامة من الرمال المتحركة.
مسرح:
أتقن جميع المشاركين في المسرحية دورهم ببراعة،
كاتب السيناريو والمخرج والممثلين والكومبارس وصانع الأقنعة ومصمم الملابس التنكرية ومهندس الخدع البصرية،
وحده الجمهور كان فاشلا في أداء دوره ولم يعرف متى يصفق!
