أخبار

10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال

10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال
10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال 10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال

مسقط-أثير

إعداد: سند بن حمد المحرزي، أمين مكتبة النادي الثقافي

من الأدبيات العمانية في حفظ الأحداث المهمة والنوازل الأليمة تدوينها نقشا وحفرا على الأحجار، وكذلك كتابتها تقيدا وسردا كحدث تاريخي في الكتب والمدونات فمنها الجراف ونزول الأودية وحلول الأوبئة وغيرها مما يدوّن عبر التاريخ. ونستعرض هنا عبر “أثير” نماذج من ذلك مع شيء من التحليل والتطرق لأهمية ذلك.

10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال
10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال 10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال

لقد ابتلى الله عز وجل بعدله وفضله أهل عمان بأمطار شديدة الغزارة وعلى غير عادتها وربما لم تشهد عمان مثلها خلال هذا القرن بحسب كبار السن فاجتاحت هذه الأمطار شمال الباطنة وجنوبها وخصوصا ولايتي (الخابورة والسويق) وكذلك صحم بأقل منهما، وسبب ذلك أضرارا جسيمة ومآسي جسيمة فبلغ عدد الوفيات قرابة ١٢ فردا من أبناء الوطن، وأما عن الدمار الذي حصل فحدِّث ولا حرج فدخل الماء البيوت واجتاحها وما فيها وجعلها حصيدا كأن لم تغنَ بالأمس، ودمّر المزارع والكثير من البيوت اقتلعها من أساسها فجعلها قاعا صفصفا والله المستعان

10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال
10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال 10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال

وليس حديثنا الرئيس عن إعصار شاهين، لكنه سبب لاستحضار الماضي من الأحداث وربطه بهذا الإعصار من الجانب التاريخي، فقد حصلت جراف وفيضانات وجوائح عبر تاريخ عمان نسلط الضوء عليها وندرس ونكشف جوابها وتفاصيلها وفي مستهل الحديث نبدأ بالمصطلحات المتداولة
– الجرفة
– الفيظانات
– الإعصار
وكل هذه المصطلحات تفيد أو يصطلح عليها في التعبير عن اجتياح المياه لمكان ما سواء عبر مياه الأمطار من الأودية والشِّعاب أو مياه البحر والسدود.



10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال
10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال 10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال

ولقد تعددت طرق حفظ تلك الأحوال عبر التاريخ بطرق عديدة منها ما كان من قبل المؤرخين وبعضها تم نقشه على الأحجار ومنها دُوّن عبر تقييدات وتوثيقات وكذلك منها ما وثق عبر الشعر الشعبي كفن العازي والرزحة وغيرها… ولكل مما ذكرنا سنستشهد عليه بشاهد يؤكده ونبدأ بالأقدم فالأحدث، فمن تلك الشواهد:
– لعل أقدم جرفة ومطر حفظه تاريخنا العماني وبه أضرار بشرية ما كان في ق٢ عام ١٩٢ من الهجرة في زمن الإمام الوارث بن كعب عندما اقترب وادي كلبوه من اجتياح المساجين فهّب الإمام الوارث بن كعب – رحمه الله – لنجدتهم – وقيل- تبعه سبعون من رجاله فأقرهم الوادي جمعيا الإمام وأصحابه والمساجين… انظر تحفة الأعيان.


10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال
10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال 10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال
10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال
10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال 10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال


10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال
10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال 10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال

هذه الجرفة حدثت في ق١٠ وقد حصر كاتبها الأضرار الناجمة بالتفصيل فحفظ هذه الواقعة بهذا النقش المكتوب فتعاقب نقله من قرن إلى قرن عبر الزمان.
– وعلى صخرة في قرية (العليا) بولاية دما والطائيين من كتاب (الكتابات والنقوش الأثرية في المنطقة الشرقية لمؤلفيه سند بن حمد المحرزي ومحمد الرزيقي) نص النقش (قد جرا الماء بهذه الشرجة شهر زمان لكثرة المطر سنة ١١٥٧ كتبه سلطان بن كهلان ستوى بشكال جميع عمان من وطاحت منه البيوت وكثر الصيد.. كتبه سلطان بن كهلان ص٣١
– من وثيقة بها تقييد عن حادثة مهمة راح ضحيتها خلق كثير وهذا نصها (في يوم الأربعاء عند صلاة الظهر إلى الغروب في الرابع والعشرين من شهر شوال من سنة ١١٣٥ هجرية وقع مطر وريح مطر وريح بقرية سرور في سمائل وسقط من النخل من قرية سرور ألفا نخلة فصاعدا وحمل الوادي من البشر من سرور قدر مائتي نفس من الجنبه وغيرهم من أهل الباطنة وذلك يوم الأربعاء عند صلاة الظهر إلى المغرب..


10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال
10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال 10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال




10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال
10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال 10″جَرْفات” وثّقها العمانيون وتسببت بخسائر في الأرواح والأموال

نلاحظ بعد استعراض الوثائق والكتابات عن الجراف والفيضانات والسيول أن العمانيين لهم اهتمام بالغ في حفظ النوازل والكوارث النازلة بهم من تقييدها بمختلف الطرق التي ذكرناها، وفي بعضها تفاصيل بمثابة إحصائيات عن الأضرار الحادثة من فقد أرواح وممتلكات وأموال. كما أن الواضح بذلك استخدام مصطلح (الجرفة) أكثر من غيرها (كالسيول والأمطار والأعاصير والفيضانات) وقد استعملت كلمة (جرّافة) في زماننا المعاصر للمعدات التي تعمل في البحر على شفط الأسماك أي تجرفها جرفا وتجرف الجرّافات كل ما يمكن لها جرفه.

فجرفة الماء من سيول الأودية تأتي على كل شيء فتجرفه قاعا صفصفا من بيوت وبشر وحيوانات وتقتلع الأشجار وتدمر الأنهار وتهيّج البحار وكل ما يكون في طريقها لذلك شاع استخدامها – كلمة جرفة؛ لبشاعة وهول ما تخلّفه من دمار وليستشعر الواقف على الخبر وسامعه كارثة الحاصل بمجرد سماعه (جرفة).

ومن أهم ما ينبغي ذكره هنا أن هذه الجراف دائما ما تسبب خسائر علمية فكم من المكتبات والكتب العلمية راحت ضحيتها وأذكر هنا مما سمعته من أهل سمائل وكنت حينها أسأل عن كتب ومخطوطات الشيخ حمد بن عبيد السليمي فكان الجواب (إنها جرفة الـ 70 أي عام 1370 حصلت جرفة في سمائل) ولم يبق منها سوى اسمها والأمر لله.
وهكذا دائما حال الإنسان كل أمره له خير وأمر الله مقضي وليس لنا سوى التسليم والرضى بما قدره وما هو كائن والأخذ بالحيطة والحذر والعمل بالأسباب.


Your Page Title