أثير – مـازن المقبـالـي
بحكم ميوله للطبيعة وكثرة مغامراته في الجبال والأودية سعى الباحث والمستكشف لقمان بن محمد الهوتي إلى البحث عن تفاصيل الأحجار الكريمة العمانية من خلال شراء وقراءة كتب مختصة بعلوم الصخور والمعادن والمشاركة في دورات لاكتساب خبرة ومعلومات جيولوجية من أساتذة متخصصين من الخارج.
وفي حوار لـ “أثير” معه قال لقمان: بدأت الفكرة في البحث عن الأحجار الكريمة في سلطنة عمان عندما تولد معي تساؤل لماذا لا نسمع عن الأحجار الكريمة في السلطنة، واستمر هذا التساؤل يراودني كل ما مررت على مناطق جبلية، بعدها قررت البحث عن مصادر تذكر الأحجار الكريمة بالسلطنة ولكن لم أجد أي معلومة سوى لبعض أنواع العقيق والكوارتز، ثم تولدت لدي الهمة في البحث والاستكشاف عن هذه الأحجار وأقوم بتوثيقها من خلال المقاطع المصورة وتدوين مواقعها وكيفية العثور عليها في كتاب خاص.
وأشار لقمان الهوتي إلى أنه في عام 2015م بدأ بأول عملية بحث فعلية لكن لم يتوفق بالعثور على أي شيء بعدها أدرك أن البحث العشوائي غير مجدٍ وإنما يجب على الباحث أن يتزود بالمعلومات والمعرفة العلمية عن أنواع الصخور والمعادن وكيفية تكونها ثم يبدأ البحث على أسس علمية صحيحة.
وحول أنواع الأحجار الكريمة التي وجدها، أوضح الهوتي ذلك قائلًا: هناك أنواع عديدة من الأحجار الكريمة التي وجدتها وتعد من الأحجار النادرة والمميزة، ومنها:
– كريستالات الكوارتز الضخمة بوزن ٢ كيلو للكريستالة الواحدة، وهذا يعد من الأحجام النادرة والمميزة وهي من الأحجار الشبه كريمة.

– جيوب لأحجار الجمشت وجدتها في أحد جبال محافظة مسقط وكان هذا أول اكتشاف لها في سلطنة عمان بهذه الأحجام الكبيرة والجودة العالية.

– حجر الأوبال الناري متداخل الألوان وحجر الأكوامارين وهما يعدان من الأحجار الكريمة الثمينة ذات القيمة السوقية العالية ويعد أول اكتشاف موثق لهذه الأحجار في سلطنة عمان.

– حجر الجارنت الأخضر (تسافوريت) وحجر الجارنت الأحمر وهو حجر نادر وثمين جدًا.

– كذلك هناك أنواع أخرى مثل: (العقيق الشجري، والأوبال الشجري، والعقيق الأخضر، والعقيق المرجاني الاحفوري ذو اللون الأحمر المميز، والفيروز العماني عالي الجودة والنقاء، وأحجار اليشب الأخضر وهو نوع من أنواع أحجار الجاد، وأحجار الجاسبر الأحمر الدموي والسترين وأحجار عين النمر والفلورايت).

وعن الصعوبات والتحديات التي واجهة الهوتي في استكشاف هذه الأحجار، قال: في البداية هي عدم اقتناع فئة كبيرة من الناس بجدوى البحث الذي أقوم به، لكن مع الوقت ومع الاكتشافات التي لم تتوقف أصبحت الأحجار الكريمة العمانية أمرا رائجا وتوسعت ثقافة التنقيب بين الشباب، ومشككو الأمس أصبحوا اليوم أكثر الناس المهتمين بمتابعة منشوراتي وكل ما هو جديد من اكتشافات لأحجار جديدة، كذلك التكاليف الباهظة لعملية التنقل من مكان لآخر وعملية صيانة المركبة باستمرار بحكم التنقل الدائم في الطرق الوعرة.
واختتم الهوتي حديثه لـ “أثير”، قائلًا: لكل المهتمين بهذا المجال أقول لهم بأن سلطنة عمان حباها الله بخيرات كثيرة ومنها الأحجار الكريمة ويجب الحفاظ على المعالم الجيولوجية البارزة وعدم العبث بالمواقع التي يقوم بدراستها الطلاب والمختصون، كذلك يجب قبل البدء في البحث أن يتزود الباحث بالمعرفة الكافية من خلال قراءة الكتب الجيولوجية المتاحة التي تعنى بعلوم الصخور والمعادن، ثم مع المعرفة والجهد سيكلل جهده بالنجاح.