أثير – جميلة العبرية
شهد العرض العسكري بمناسبة العيد الوطني الـ 27 المجيد الذي استضافته مدينة صلالة بمحافظة ظفار يوم 1997/11/18 م تحت الرعاية السامية للسلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- بميدان النصر، مشاركة قوات الفرق الوطنية العمانية الفريدة، بأعداد كبيرة من أفرادها ومنتسبيها.
وحول قوات الفرقة الوطنية العريقة، أوضحت الدكتورة بدرية بنت محمد النبهانية باحثة في التاريخ لـ”أثير” بأن نشأة وتأسيس هذه القوات في سلطنة عمان يعود إلى 1970 م مع تولي جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- مقاليد الحكم، حيث تشكلت نواة هذه الفرق برئاسة واحد من أهم قيادات جبهة تحرير ظفار آنذاك وهو سالم بن مبارك المعشني.

وأوضحت الباحثة بأن تعداد قوات الفرق يتراوح من 10 آلاف إلى 15 ألف عسكري، مراعية في تشكيلاتها التوزيع القبلي لمحافظة ظفار، ومقسمة إلى عدة فرق بمسميات مختلفة على سبيل المثال فرقة صلاح الدين وفرقة خالد بن الوليد وفرقة قابوس وفرقة العاصفة وفرقة جمال عبدالناصر وفرقة العمري وفرقة النصر وفرقة طارق بن زياد وفرقة البادية وفرقة الهدهد الغربية وفرقة صلاح الدين الثانية.
وعن أهمية قوات الفرق الوطنية، أوضحت الباحثة بأنها قوات نظامية شبه عسكرية تابعة للجيش السلطاني العماني، يتم تدريبها وتسليحها وفق الأهداف التي تخدمها، وتتمركز في محافظة ظفار وذلك لخصوصية النشأة والأهمية، ولا يخفى على أحد أن اختيار أفراد من أبناء المنطقة ضمن هذه القوة أسهم كثيرا في المعارك التي خاضتها قوات السلطان المسلحة ضد جبهة تحرير ظفار حتى إعلان النصر عام 1975م، فهم أدرى بتضاريس المحافظة ومناطقها وكذلك لديهم ميزة التأقلم مع هذه الجغرافيا الصعبة، وتحدثهم بلهجات المحافظة المتعددة هي ميزة تضاف لهذه القوات كذلك.

وأضافت: مراكز هذه القوات منتشرة في محافظة ظفار إلى اليوم، وعادة تكون عبارة عن سور بأربعة أبراج وملعب للرياضة ويتوسطه مركز القيادة الذي يتكون من عدة غرف أهمها غرفة الجنود وغرفة الرئيس وغرفة الأسلحة وفي الجانب الشمالي الغربي توجد غرفة لإيقاد النار كما زود كل مركز بسيارة عسكرية للدوريات الليلية.
كما أوضحت الباحثة بأن لباس الفرق الوطنية له دلالات، حيث استوحي من اللبس التقليدي للرجل في محافظة ظفار، وهذا ما يميزها عن قوات الجيش السلطاني العماني، وفي الاحتفالات العسكرية تؤدي الأهازيج المرتبطة بالقتال والقوة والوطنية بلهجة المحافظة المميزة لها.
وفي الختام قالت الباحثة بأنه لا يمكن لأي باحث أو قارئ في تاريخ عمان المعاصر أن يغفل عن الدور الكبير الذي لعبته قوات الفرق الوطنية في (حرب ظفار)، وبالإضافة لدورها العسكري قامت أيضا بتوفير الأمن والاستقرار للمواطنين العمانيين في مناطق القتال، وتزويدهم بالمياه، وكانت تستمر هذه القوات بالقيام بالدوريات لحماية المواطنين وحماية القوات العسكرية المشاركة في المعارك، والتي انتهت بإعلان النصر في 11 ديسمبر 1975 م.