أثير-جميلة العبرية
اتجهت الأنظار الأسبوع الماضي إلى العاصمة الأمريكية واشنطن؛ عبر الزيارة التي قام بها معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، والتي خرجت بعدة لقاءات وبيان مشترك بين سلطنة عمان والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي هذه الأيام من شهر نوفمبر المجيد تواصلت “أثير” مع سعادة موسى الطائي سفير سلطنة عمان لدى الولايات المتحدة الأمريكية بواشنطن الذي أوضح في بداية الحوار أبرز الملامح العامة في العلاقات العمانية الأمريكية، قائلا: العلاقات العمانية الأمريكية ضاربة في القدم، حيث وقعت أول اتفاقية ثنائية في عام 1833م، ثم زار السفير أحمد بن النعمان الكعبي الولايات المتحدة في عام 1840 على الرحلة التاريخية للسفينة سلطانة كمبعوث للسلطان سعيد بن سلطان، وتواصل تحديث اتفاقيات التعاون حتى تم توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين في عام 2009م، وذلك بهدف تعزيز التبادل التجاري، حيث تضاعف التبادل التجاري نتيجة للتوقيع على هذه الاتفاقية، والفرص مواتية للقطاع الخاص من الجانبين لزيادة التبادل التجاري في مختلف المجالات، إضافة إلى التعاون الاقتصادي، يشمل التعاون مختلف المجالات كالتعاون العلمي والثقافي والعسكري.
وعن زيارة معالي السيد وزير الخارجية لواشنطن أكد سعادته أن الزيارة كانت مهمة، وتأتي ضمن تبادل الزيارات الرفيعة بين البلدين، وتعبر عن نمو وتجديد لعلاقات الصداقة التاريخية القائمة بينهما. وتم كنتيجة لها إطلاق الحوار الإستراتيجي الذي يركز على جملة من الأهداف المشتركة مثل الاستثمار والتعاون التجاري والعلمي ومجال المناخ والطاقة المتجددة والتبادل الثقافي، إضافة إلى لقاء وزير الخارجية الأمريكي، والالتقاء بعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين بهدف تطوير العلاقات بين سلطنة عمان والولايات المتحدة الأمريكية، والتشاور حول بعض القضايا الإقليمية والدولية.
وأضاف: تعمل الدبلوماسية العمانية على تعزيز التعاون الاقتصادي مع مختلف دول العالم، في ضوء رؤية عمان 2040، والولايات المتحدة الأمريكية قوة اقتصادية عالمية، وشريك اقتصادي فاعل لسلطنة عمان؛ لذلك تضمنت أهداف الزيارة التعريف بالمزايا الاستثمارية في سلطنة عمان، والعمل على توظيف الاتفاقيات والتسهيلات والإمكانات التي تتميز بها السلطنة لدعوة الشركات الأمريكية للاستثمار، وكذلك بناء شراكة عمل بين القطاعين العام والخاص، وقد شهد حجم التبادل التجاري نموا كبيرا في الفصول الثلاثة الأولى من هذا العام، ويأتي ذلك تواصلا للنمو الذي تحقق في العام الماضي.
يحمل سعادة السفير بكالوريوس العلوم السياسة من الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد التحاقه بوزارة الخارجية تدرج في مسؤوليات متنوعة عبر الدوائر السياسية والاقتصادية في ديوان عام الوزارة، وبعدها العمل في بعثة الأمم المتحدة بنيويورك، ثم سفيرًا في كوريا الجنوبية، وبعدها المملكة المغربية، والآن سفيرا في الولايات المتحدة الامريكية. كما انتدب للعمل لعدة سنوات موجها إستراتيجيا بكلية الدفاع الوطني بمسقط، وشارك في عدد من المؤتمرات الإقليمية والدولية. وبناءً على خبرته الطويلة سألناه عن أبرز تحديات العمل الدبلوماسي فأجاب: العمل الدبلوماسي خدمة وطنية مشرفة، وبالرغم من وجود تحديات متوقعة نظرا للتباعد الجغرافي وحجم البلد ودورها العالمي وتنوع العلاقات معها، غير أن السياسة الحكيمة المتوازنة التي تتميز بها سلطنة عمان تسهّل من أداء البعثة لمهامها، سواء في خدمة أبناء عمان الموجودين في بلد البعثة أو الزائرين لها، وكذلك أصحاب الأعمال من الجانبين.
وأضاف: يركز أعضاء البعثة على بناء وتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية التي سبق ذكرها، وبالتعاون مع المؤسسات المختلفة في البلدين الصديقين بما في ذلك السفارة الأمريكية في مسقط التي نتشارك معها في المهمة ونشكرها على علاقة الصداقة والتعاون بيننا.
واختتم سعادته الحوار مع “أثير” بكلمة بمناسبة العيد الوطني 52 المجيد قائلًا: يشرفني أن أتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه، وإلى الشعب العماني المخلص، داعيا الله تعالى أن يمن على سلطنة عمان بالأمن والأمان والمزيد من التقدم والرخاء، وكل عام والجميع بخير.