أخبار

النساء أكثر عرضة للإصابة به: دكتور يوضح حول مرض التصلب اللويحي المتعدد وأعراضه

النساء أكثر عرضة للإصابة به: دكتور يوضح حول مرض التصلب اللويحي المتعدد وأعراضه
النساء أكثر عرضة للإصابة به: دكتور يوضح حول مرض التصلب اللويحي المتعدد وأعراضه النساء أكثر عرضة للإصابة به: دكتور يوضح حول مرض التصلب اللويحي المتعدد وأعراضه

أثير – ريـمـا الشـيخ

يعد مرض التصلب اللويحي المتعدد مرضًا عصبيًا مزمنًا يصيب الجهاز العصبي المركزي، وله أعراض كثيرة منها التوازن واعتلال الرؤية والإرهاق المستمر.

ولمعرفة المزيد عن هذا المرض، حاورت ”أثير“ الدكتور سليمان بن خليفة الحاتمي، استشاري أمراض مخ وأعصاب، بمستشفى القوات المسلحة بالخوض، حيث قال في بداية حديثه أن مرض التصلب اللويحي المتعدد هو مرض عصبي مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي ويؤثر على الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب البصرية, ويسبب تلفًا في الغشاء المحيط بالخلايا العصبية والذي يدعى المايلين؛ مما يسبب خللًا في نقل الإشارات العصبية ويظهر في تباطؤ تلك الإشارات أو عدم نقلها، مما يسبب مشكلات في التواصل بين الدماغ وباقي أعضاء الجسم.

وأوضح الدكتور أن أعراض هذا المرض مختلفة ومتفاوتة بشكل كبير، وهي تختلف من مريض لآخر وكذلك تختلف باختلاف نمط المرض وماهية العصب المتضرر، وتتراوح هذه الأعراض بين اختلال في التوازن واعتلال الرؤية والإرهاق المستمر وتنمل الأطراف، وقدد تتطور الأعراض لتصل إلى عدم القدرة على المشي وصعوبات إدراكية كالتركيز والذاكرة، خصوصًا إذا تأخر المريض في تلقي العلاج.

وأضاف: أما عن مضاعفات المرض فهي كذلك متفاوتة تبعا لسرعة التشخيص واستجابة المريض للعلاج وتشمل: تكرار التهابات المسالك البولية، زيادة خطر الإصابات بالالتهابات  المتعددة والجلطات الدموية والوريدية، هشاشة العظام وأخيرا قد يعاني المريض من مشاكل نفسية تتمثل في الاكتئاب والقلق.

هذا وقال الدكتور بأن مرض التصلب اللويحي المتعدد يحدث كنتيجة مهاجمة جهاز المناعة لطبقة المغلفة للخلايا العصبية والتي تعمل على توصيل المحفزات العصبية في كل من الدماغ والحبل الشوكي، وكذلك الأعصاب البصرية، والسبب الرئيسي والمباشر لهذا المرض لا يزال غير معروف، إلا أن هناك بعض العوامل قد تكون محفزا للمرض وسببًا محتملا لحدوث الانتكاسات بعد تشخيص المرض، ومن هذه العوامل:

 -العوامل الجينية، وهنا يجب التنبيه أن التصلب اللويحي المتعدد لا يعتبر مرضا وراثيا بشكل أساسي ولا ينتقل من الوالدين إلى الأطفال، ولكنه يعتبر حالة جينية حيث تلعب جينات متعددة دورا في الإصابة به.

– السن، حيث تشيع الإصابة بين فئة الشباب التي تتراوح بين 17 إلى 42 سنة

– الجنس: تعتبر النساء أكثر عرضة للأصابة وقد يكون للإستروجين والبروجيسترون دورا في تحفيز نشاط المرض.

– الإصابة بعدوى بعض الفيروسات، ولعل أشهر هذه الفيروسات إبشتاين بار (Epstein barr)

وتطرق الدكتور بالحديث عن تشخيص هذا المرض، فذكر بأن تشخيص المرض يبدأ عن طريق التاريخ المرضي والفحص السريري وإجراء الفحوصات المختبرية وأخذ عينة من سائل الحبل الشوكي، وكذلك إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي، وهو الفحص الأكثر أهمية لتشخيص المرض، وقد يقوم الطبيب المعالج بإجراء فحوصات غير معتادة  أخرى طبقا لحالة المريض.

كما أكد بأن علاج التصلب اللويحي المتعدد يشهد تطورا متسارعا، كما أنه يتم إجراء بحوث علمية بشكل دائم لاستحداث أدوية جديدة وفعالة، وحاليا هناك أدوية متعددة وقد تعطى عن طريق الحقن أو الحبوب أو عن طريق الوريد والتي تتطلب تنويما بالمستشفى، وتهدف العلاجات الحالية إلى السيطرة على المرض وتقليل الأعراض والحد من تطوره، ومن هذه الأدوية أدوية الستيرويد والتي تستخدم لعلاج الانتكاسات الحادة.

وأضاف: قد يلجأ الطبيب للعلاج بالبلازما في حالة الانتكاسات الشديدة والتي لا تضبطها أدوية الستيرويد،  فضلا عن الأدوية التي تعطى لعلاج الأعراض المرتبطة بالمرض مثل أدوية علاج تقلص العضلات والأدوية المساعدة  للحركة وقد يحتاج المريض لأدوية علاج الاكتئاب، والجدير بالذكر أن العلاج الطبيعي المستمر والمكثف يلعب دورا هاما في التشافي من الانتكاسات التي يسببها المرض.

هذا وقال الدكتور بأنه على الرغم من الدراسات التي تربط بين ظهور مرض التصلب اللويحي المتعدد وبعض الإصابات بالعدوى الفيروسية والتي تدعم ولو بشكل نظري أخذ اللقاح لتقليل احتمالية حدوث المرض، فأنه لا توجد حاليا توصية معتمدة لأخذ هذه اللقاحات بشمل روتيني ولا توجد طرق معروفة لمنع ظهور المرض، وتتلخص طرق الوقاية حاليا بالوقاية من حدث الانتكاسات بعد تشخيص المرض، ومن هذه الطرق الالتزام بأخذ الأدوية وأخذ التطعيمات الدورية، كما أن أخذ فيتامين د قد يقلل من احتمالية حدوث الانتكاسة لا سيما ممن يعانون من انخفاض فيتامين د في الدم.

وفي ختام حديثه مع ”أثير“ ، قال الدكتور سليمان الحاتمي أنه يجب التنويه بأن مرض التصلب اللويحي المتعدد هو مرض دقيق ويتطلب طبيبا مختصا ذو خبرة علمية طويلة، فعلى  المريض الالتزام بتوصيات الطبيب المعالج وبخطة العلاج الشاملة والتي في أغلب الأحيان وإلى حد بعيد تكون فعالة  في السيطرة على المرض، وأن لا يلجأ إلى أساليب  غير المختصين الذين يهدفون لربح المادي والذين يستغلون رغبة المريض في بالعلاج السريع، وإيهام المريض بإمكانية الشفاء بطرق غير مثبتة علميا وقد تكون أحيانا ضارة بصحة المريض.

Your Page Title