عبدالله العريمي يكتب: غانم المفتاح غاباتُ رِجال وحياةٌ أرحب

عبدالله العريمي يكتب: غانم المفتاح غاباتُ رِجال وحياةٌ أرحب
عبدالله العريمي يكتب: غانم المفتاح غاباتُ رِجال وحياةٌ أرحب عبدالله العريمي يكتب: غانم المفتاح غاباتُ رِجال وحياةٌ أرحب

عبدالله العريمي

في زحمة انشغال مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار كأس العالم 2022  ثمة مقطع مرئي تم تداوله لـ غانم المفتاح ردا على قول أحدهم كيف ستدافع أنت إن حدث شيء في وطنك فكان جوابه الذي أثبته بحرفيته ” هذه اليد ستصبح سلاحا وهذا الجسم سيكون كاملا”، أدلى بذلك غانم المفتاح كمن يسكب الفجر على جيش من ظلام، دون أي تلاعب بلاغي كان هذا الرد ضربا من ضروب الفرح، يجرُّ الحياة بعبارة واحدة، إنه معنى أسطوري الدلالة دوَّنه غانم المفتاح على كتابِ الحياة حرفا حرفا، معنىً يوغل في إدراك الوردة لاشتقاقاتها اللونية، وإدراك الشجرة لقيمة أوراقها، وإدراك البحر لمعنى زرقته، متنصلا من متلازمة التراجع الذيلي وموغلا في معنى أن يكون. إن محاولات الاكتمال لا تكترث ببضعة سنتمترات يمكن أن نُقاس بها، لأن الجوهر الذي يسكننا روح لا تحدُّ، يسير غانم المفتاح باتجاه الريح دون أن يعوِّل إلا على ما يمكنه أن يكون دون أي تعبيرات باذخة أو بطولات زائفة، إنه في حالة عناق دائم مع حلمه، وسفر يرتجله بمهارة وتناغم ممتع مع الحياة، لست مهووسا بـ ” شخصيات مواقع التواصل الاجتماعي التي يُعرَّف بها، ولكني وجدت في هذا البطل تجسيدا لقدرة الروح في الانتقال من التمني والرجاء إلى الحسي والملموس، وإيقاعا حياتيا يقود إلى وعي يحرر الكمال الروحي من قيود النقصان، لم يبدو غانم المفتاح منشغلا بـ متى أو أين، إنه مسكون فقط بـ من، لذلك يولد في كل يوم ذاتا قادرة على احتضان الدنيا، ويصير الكون كله كونا لائقا به. كان مبدأ السخرية الذي حاول البعض به أن ينال من هذا البطل مساحة ليُكتب عليها فصلٌ إلياذي جديد، فصل مصفى من كوميديا البشر، فصل فيه صراع على الحياة والحرية والفرح، فإما أن تستسلم فيه وتلف بالبياض وتحاط به وإما أن تنتصر وتصبح منحازا لحزب اللون، وتكون هذه السنتمترات التي قاسوك بها وسجنوك فيها غابات رجال وامتدادا أرحب لحياة معافاة مكتملة الفرح. إنك يا صديقي تصنع ذاكرة للأمل، وتحرسها من الصدأ الذي قد يصيبها، إنك بما تقدمه تتجرد من أَسر الجسد لتكون فعلا طبيعيا يشبه انفجار البرق وهطول المطر وتتابع الموج، شيء يشبه السحر اللغوي كلما اصطدم بشيء غيّر تكوينه إلى الأجمل، إنك فعل يترك أثره على هذا الكوكب ويكتب على الغيم عبارات ثبوتية مروره بهذه الأرض، إنك تضخ في مدار الحياة أكثرَ أطوار الحياة جمالا.

Your Page Title