فضاءات

حوار خاص مع الشاعر العُماني محمد قراطاس بمناسبة إيغاله في بغداد

خاص – مكتب أثير في تونس
حاوره: محمد الهادي الجزيري


استمعت إليه عبر الفيديو وهو يتلو أشعاره باعتداد شاعر يعرف ما حبّر على الورق

ينظر في الناس ويصهل الأبيات …
غوايةُ البوحِ
فيما جئتِ هرولةً
وقد أبحتكُ
ما ضمّتهُ قمصاني
مرّي رويدا
وصبّي قبل أن تلجي
في كأسِ نجواي
تعويذات غفراني


فقلت هذا الشاعر محمد قراطاس يقرأ من بغداد أشعاره، وقد سبق أن علمت أنّه مشارك في مؤتمر السرد الرابع دورة القاص جليل القيسي ضمن وفد نخبوي عُماني، فما كان منّي سوى أن اتصلت به وشاورته في مسألة الحوار..، ثمّ كتبت أسئلتي ليردّ عليها الشاعر مشكورا على التفاعل الجيّد..، وأوافيكم الآن بهذا الحوار الخاص….

– شاركت في 11 ديسمبر 2022 في فعاليات الأسبوع الثقافي العماني ببغداد، ضمن وفد يضمّ أسماء أدبية، فهل حدثّتنا عن هذا الحدث الهام؟
نعم تمّت دعوتنا من قبل الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق لحضور مؤتمر السرد الرابع دورة القاص جليل القيسي، ومن ثم إقامة أمسيات شعرية ونقدية تعددت أماكن وأزمان إقامتها من معرض العراق الدولي للكتاب إلى نخيل عراقي وجامعة التكنلوجيا، وكانت المشاركة على امتداد ستة أيام متواصلة حضرتا وشاركنا خلالها في الكثير من الفعاليات في حدود العاصمة العراقية بغداد.
كان الوفد برئاسة المكرم سعيد الصقلاوي. وعضوية كل من الشاعرة سعيدة بنت خاطر والدكتور سعيد السيابي والشاعر عبدالرزاق الربيعي والشاعر محمد سيف العبري، فكانوا نعم الصحبة واسماء تشرف الوطن.


‏- كيف كانت الندوة النقدية والثقافية تحت اسم (الأدب العماني من منظور نقدي)؟
كانت هناك عدة أوراق تحدث خلالها الدكتورة سعيدة بنت خاطر عن الشعر في العهد النبهاني، والدكتور سعيد السيابي عن تأثير المسرح العراقي على المسرح العماني والشاعر عبدالرزاق الربيعي عن الرواية العمانية.


– هل توصلت مع جمهور بغداد ..وكيف كان الصدى؟
الجمهور البغدادي جمهور مثقف ومحب للشعر، ولمسنا ذلك من خلال الحضور والتفاعل خلال الأمسيات والأصبوحات الشعرية. وهو جمهور ناقد وذو خلفية أدبية في جميع أصناف الأدب من الشعر إلى المسرح والقصة والرواية. وقد استمتعنا واستفدنا من خلال الاستماع إلى وجهات النظر قبل وبعد اللقاء الأدبي…


– الأكيد أنّ بغداد دعتك إلى التجوّل فيها..،  هل ذهبت إلى شارع المتنبي أو شارع أبي نواس، هل قصدت الكرادة، هل عبرت الجسور، أي الأماكن ظلّت عالقة في ذهنك؟


بغداد مدينة مثقلة بالتاريخ والأسماء الكبيرة في التاريخ العربي والإسلامي..، وكان لابد من المرور على هذه الأسماء الشهيرة مثل شارع المتنبي وشرب القهوة في قهوة الشابندر الشهيرة ثم التصوير عند تمثال المتنبي..، كذلك ذهبنا إلى شارع أبو نواس على نهر دجلة وتجولنا هناك، مررنا بالكرادة والمنصور والشوارع المهمة..، وتجولنا في ساحة التحرير الشهيرة في الرصافة..، كذلك ذهبنا الى جامع عبدالقادر الجيلاني الشهير..، والكثير من المعالم الرائعة في هذه المدينة الرائعة…. 

- هل سعدت بمقابلة عديد الوجوه الثقافية المعروفة والصديقة من أصحابك وأحبابك؟


نعم لقد سعدت جدا بمقابلة مجموعة من الشعراء الكبار..، والذين كان لي سابق معرفة بهم سواء عن طريق القراءة أو الالتقاء بهم في المهرجانات..، من أمثال الدكتور عارف الساعدي وعمر السراي ومجاهد أبو الهيل ومضر الألوسي وعبدالمنعم الأمير وعلي فرحان ورياض كشكول وغيرهم ممن لم يحضرني اسمه الآن..، وكذلك تعرفت على الكثير من النقاد وكتاب القصة والروائيين العراقيين من أمثال الدكتور علي الفواز وحسن البحار وعاتي بركات والدكتور غنام خضير وهناك الكثير أيضا لا تحضرني أسماؤهم….

– الآن وأنت في ورشتك الحميمة في أدغال عُمان..، ماذا تعدّ لنا من جديد؟
أعود الى ورقتي وقلمي كعادتي مسجلا ما استلمه من وحي الشعر والكتابة..، ولا أعد بشيء كعادتي…


– مرة في إحدى قراءاتي لمنجزك الإبداعي، قلت عنك: “هذا شاعر الوطن” وما زلتُ مصرا على ذلك..، هل حبّرت شيئا حديثا عن بلادك العامرة؟
أنا شاعر فقط هذا يكفيني… وسواء الوطن أو الإنسان أو الفكرة فإنها إرهاصات للروح والقلب والفكر وكيفما شاءت خرجت شعراً أو رواية…، وليس هناك تخصيص للشعر أو الإبداع… ولا أحبذ ذلك….
عليك أن تتركنا مع بعض نصوصك التي قرأتها في بغداد …..
بعض النصوص التي ألقيتها هناك

عميقا في المحبة غصت حتى
تذوب القادمات لك اضطرابا
بديعٌ أنت جئت بلا خيالٍ
تجادل في الغريبات الكتابا
تقول الناس لو قابيل أهدى 
وتسأل أنت من قتل الغرابا
تسيح بكل جارحةٍ غراماً
وتشعل فيه جوهرك المُذابا

وقفوا على نهر المجٓازِ شغافا
‎واستمطروا غيْمٓ الكلامِ سُلافا
‎يستكثرون الشعْرَ أن يمضي بهمْ
‎يا سابحاً بالشعرِ عمْت ضِفافا 
‎خُذ بذرةً للنهر تنمو زورقاً
‎للعابرينٓ على الجنونِ خفافا
‎يا أيها الملأ الذي يجتاز بي
‎فوضى المشاعرِ والمُنى والقافا
‎مُدُني تنامُ على الرصيف وغابتي 
‎سعفُ النخيلِ يُكنّس الأكتافا
‎ثملٌ بما للريف من مجدِ المياهِ
‎وشاعرٌ.. كضبابها إسرافا



Your Page Title