أخبار

تخرّج “الأول” من جامعة السلطان قابوس ويواصل طموحه بدراسة لغة “غوته”

تخرّج “الأول” من جامعة السلطان قابوس ويواصل طموحه بدراسة لغة “غوته”
تخرّج “الأول” من جامعة السلطان قابوس ويواصل طموحه بدراسة لغة “غوته” تخرّج “الأول” من جامعة السلطان قابوس ويواصل طموحه بدراسة لغة “غوته”

أثير- مكتب أثير في تونس
حاوره : محمد الهادي الجزيري


شابّ مصري ..متفوّق في دراسته .. ومتخرّج بترتيب الأول في شهادة البكالوريوس على دفعته من كلية الهندسة بجامعة السلطان قابوس ، وهو يتمّ الآن مغامرته الموفقة في ألمانيا ، إضافة إلى كلّ ذلك له دماثة أخلاق ورحابة صدر تنمّ عن التربية الفاضلة التي تمتّع بها ..، لبّى دعوتنا للحديث عن إقامته في سلطنة عُمان وكيف كان جوّ الدراسة الميكانيكية، وحدّثنا عن حنينه إلى إخوان عاشرهم، وزملاء وأساتذة بادلهم ودّا بودّ …..

تخرّج “الأول” من جامعة السلطان قابوس ويواصل طموحه بدراسة لغة “غوته”
تخرّج “الأول” من جامعة السلطان قابوس ويواصل طموحه بدراسة لغة “غوته” تخرّج “الأول” من جامعة السلطان قابوس ويواصل طموحه بدراسة لغة “غوته”

ولدتُ وترعرعتُ في وطني الأم مصر ، وكان ذلك ما بين محافظة المنوفية (حيث أصول أسرتي) ومحافظة القاهرة (حيث الإقامة والنشأة)، وقضيت هناك نصف حياتي تقريباً إلى أن أذن الله وساقتني رياح القدر مع أسرتي الغالية (والداي العزيزان وأختي الحبيبة “ندى” -حفظهم الله جميعاً وجزاهم عني خير الجزاء-) إلى محافظة مسقط عاصمة سلطنة عمان البهية في نهاية المرحلة الابتدائية من عمري نظراً لظروف عمل والدي الحبيب..، وبذلك يمكنني القول إن أغلب سنين دراستي كانت في مسقط ، حيث أكملت تعليمي هناك حتى حصلت على شهادة البكالوريوس من كلية الهندسة بجامعة السلطان قابوس -طيب الله ثراه….
لا أعتبرُ نفسي غريبا عن أي بلاد عربية أشترك مع أهلها في الدين واللغة والعادات، وأشعر أنّ الحظ الطيب كان إلى جانبنا في انتقالنا إلى بلد كسلطنة عمان والتي يشهد القاصي والداني لها ولأهلها بالطيبة وحسن الخلق..، كانت تجربة السفر في الصغر مثرية ، فقد ساهمت في تفتق ذهني لفكرة الانفتاح للتعرف على الشعوب والحضارات الأخرى وثقافة احترام وتقبل الآخر ، خاصةً أن التنّوع والتعدد والثراء الثقافي المدهش يعدّ من أبرز سمات البيئة العمانية والخليجية ، أعتقد أنّ الصعوبة التي واجهتها حين انتقلت إلى عمان كانت في البداية فقط حين ظننت أنني غريب أو منبوذ وسط المجتمع الجديد حولي في هذا العمر، ولكن سرعان ما تحول هذا التحدي إلى مغامرة شيقة حين شعرت بجوانب التشابه بين بلدي الأمّ وعمان…


ـ لقد نلت باقتدار درجة الباكالوريوس في تخصص الهندسة الميكانيكية ..من جامعة السلطان قابوس ..، فماذا لو فسّرت لنا أمر هذه الشهادة ..ثمّ كيف التئم حفل التتويج ؟
لم تكن جامعة السلطان قابوس مجرّد مؤسسة تعليمية بالنسبة لي، ولكنها كانت مصدر إلهام وتشجيع لكلّ من ينتمي لها حتّى يطوّر من نفسه في مختلف جوانب الحياة على الجانب الأكاديمي، كانت تجربة الدراسة هناك تجربة فريدة وثرية، حيث درسنا مناهج دراسيّة قويّة ومعتمدة داخلياً وخارجياً، وبتوفيق الله والاجتهاد في الدراسة تمكنت من الاستفادة والتميّز على مدار دراستي للبكالوريوس، كما ربطتني روابط طيبة ببعض الدكاترة المتميزين في الجامعة والذين استفدت منهم الكثير ، مثل البروفيسور تسنيم بيرڤيز، والدكتور عصام بهدور، وغيرهم الكثير في مختلف كليات الجامعة..، وكان الجزاء الطيب للاجتهاد أنه في كل عام دراسي يكون اسمي على لائحة الطلبة المتميزين أكاديمياً، ويتم تكريمي مرتين سنوياً: مرة من عميد كلية الهندسة، ومرة من رئيس جامعة السلطان قابوس شخصياً.
لقد كانت مرحلة البكالوريوس تجربة فريدة حقا، وكان تتويجها ومسك ختامها هو حفل التخرج، والذي طال انتظاره، فقد كان موعده في نوفمبر 2020، ولكن نظراً لظروف كورونا الخاصة تم تأجيل الحفل حتى أذن الله أن يقام بعد عام من موعده، وكان حفلاً مميزا حقا، حيث سعدت سعادة بالغة بوجود أسرتي حولي، وكذلك برؤية زملاء الدراسة وأساتذتي وجامعتي مرة أخرى بعد فترة غياب، وأكرمني الله بالتخرج بترتيب الأول على دفعتي بحمد الله وفضله، والذي صاحبه شعور وفرحة كبيرة لا توصف بعد اجتهاد ومجهود دام لخمس سنوات دراسية متواصلة.


ـ إلى أين يمضي بك طموحك الجامح ..هل يمكنك اطلاعنا على أحلامك المدروسة ؟
خلال البكالوريوس، تمكنتُ من تنفيذ عدة مشاريع، كان ختامها مشروع تخرجي “تصميم وتصنيع واختبار طابعة ثلاثية الأبعاد”، وعلى مدار هذه المرحلة قامت هذه المشاريع – إلى جانب التفوّق الأكاديمي والمشاركة بفعالية في الأنشطة الطلابية – بالمساهمة في تكوين خبرات عملية وحصولي على بعض الجوائز التي أعتز بها، مثل المكرمة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس (طيب الله ثراه) بالرحلة الطلابية السنوية للطلبة المتميزين بالجامعة لعام 2019، و جائزة أفضل بحث عن فئة طلبة الدراسات الجامعية الأولى في المؤتمر الأوروبي الدولي الثالث للهندسة الصناعية وإدارة العمليات الذي عُقِدَ بمدينة بِلزِن بجمهورية التشيك في 2019، وغيرهم.
بالإضافة إلى ذلك، أكرمني الله بفرص استثنائية لاكتساب خبرات عملية استفدت منها كثيراً، فقد عملت كمساعد باحث في بعض الجهات البحثية الكبيرة والعريقة في ألمانيا وسويسرا وبريطانيا
يسوقنا الطموح دوماً للسعي في طلب المعالي، أملاً أن يتفوّق الشخص في مجاله ويصبح عضواً مؤثراً بإيجابية في مجتمعه..، بالنسبة لي، فقد تمثل هذا الطموح في الاستمرار في مسيرة طلب العلم؛ لإيماني يقيناً أن طلب العلم هو من أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه تبارك وتعالى، ولتشجيع أهلي ودعمهم المستمر في هذا الاتجاه، ولمروري بتجربة علمية وبحثية وتدريسية متواضعة والتي شعرت فيها بالسعادة البالغة وبتحقيق غاية سامية..، وتنفيذاً لتلك الخطة، قررت استكمال الدراسات العليا، وبدأت ذلك في الوقت الحالي بدراسة الماجستير ، والذي أدرسه حالياً بجامعة ميونخ التقنية المرموقة، والتي تتصدر أفضل الجامعات في ألمانيا…
ـ هل ثمة أشخاص وأماكن تشتاق لها كانوا لك خير سند وحلف ؟
أشد ما أشتاق إليه هو أسرتي، وأكثر ما أرغب فيه هو العودة ومعانقتهم والعيش بينهم وسط عطف وحكمة أبي (قدوتي في الحياة) وحنان ومحبة أمي وأختي..، بصفة عامة، أنا في حالة شوق وحنين دائم لأحبّتي (من أهلي الغاليين، وأصدقائي الأعزاء، ومعلمين الأفاضل) حيثما حللت وأينما ذهبوا؛ فالكثير ممن أعرفهم انتشروا في أماكن متفرقة في أرجاء المعمورة، إما لدراسة، أو لعمل، أو لتأسيس حياة في مكان آخر يشعروا فيه بالراحة…، وكذلك أنا نفسي في تنقل دائم ومستمر، ولا أدري إلى أين تسوقنا الأقدار……




ـ أنت بأكثر من لسان ..متمكن من لغتك الأمّ ومن لغة شكسبير وتتعلم لغة غوتة ولغة بودلير .. ، والسؤال هو ..أصحيح أنّ من يمتلك لغة جديدة يفتكّ مفاتيح العالم ..أو جزء جديدا منه ؟
تعلّم اللغات له عدة فوائد، ويعد أحد الاستثمارات التي تعود بالنفع على صاحبها، فهو يساعد على توسيع رقعة الشخص الثقافية؛ حيث يفتح أمامه أبوابا جديدة ومتنوعة مثل سهولة إنشاء صداقات عديدة حول العالم، ويظهر له الكثير من الفرص للسفر والاستكشاف والتعلم عن الثقافات والحضارات الأخرى، وتجربة أنماط حياة جديدة في بلاد مختلفة…..


ـ هل لديك هوايات أخرى إضافة إلى تعلّم اللغات ؟
أحب القراءة سواء لكتب مرئية أو مسموعة ، في مجالات متعددة مثل الكتب الدينية ، وكتب التاريخ والاقتصاد ، وكذلك بعض الروايات من حين لآخر ، بالإضافة طبعاً للكتب التخصصية للاطلاع على كل جديد في مجالي..وكذلك أحب ممارسة الرياضة…


ـ هل ودّعت مسقط ؟ ..ماذا تودّعها مرة أخرى ..ترى ماذا ستقول لأهلها ؟
عمان صارت جزءاً لا يتجزأ من شخصيتي وذكرياتي المبعثرة في بقاعها المختلفة ، صرت مديناً لها ، وتوديع جزء مني ليس بالأمر الهين ، بل أدعو الله أن يجمعني القدر هناك مرات أخرى بأهلها بصفة عامة ، وخاصةً بأصدقائي الأعزاء الذين أحن دوماً للقاءاتهم والجلسات الجميلة معهم (على رأسهم أحمد الندابي من عمان، وحسام فرج من الأردن، وعبد الرحمن المنصوري من اليمن، وحسن تسنيم من باكستان، وغيرهم)، وأساتذتي الأفاضل -من مختلف المراحل الدراسية- الذين أحمل لهم كل الود والتقدير والعرفان بفضلهم وجميلهم. اشتقت لهم جميعاً، ولا جدال أن لهم دوماً مكانة خاصة في القلب أينما بعدوا، ولهذا يصعب جداً أن أقول وداعاً لعمان وأهلها، بل أقول إلى لقاء آخر قريب بإذن الله تعالى.


بادر بالاشتراك في *مجتمع أثير* وكن أول من يطّلع على الأخبار فور صدورها:
‏https://chat.whatsapp.com/EfTqAhQt1653BrwUNRE8Z6


‏https://chat.whatsapp.com/EfTqAhQt1653BrwUNRE8Z6

‏https://chat.whatsapp.com/EfTqAhQt1653BrwUNRE8Z6

Your Page Title