رصد – أثير
إعداد: مـحـمـد الـعـريـمـي
نفذت البحرية السُّلطانية العُمانية قبل أيام عملية إغراق لإحدى سفنها السريعة بالمياه المطلة على محافظة مسندم بعد أن خدمت قرابة 35 عامًا أنجزت خلالها العديد من المهام والواجبات الوطنية، وذلك لاستخدامها لأغراض سياحية والاستفادة من حطامها في تكوين الشعاب المرجانية والأحياء البحرية وبما يتناسب مع البيئة البحرية العُمانية.
وذلك يُعيدنا لعملية إغراق سابقة تمت قبل نحو 20 عامًا لإحدى سفن البحرية السلطانية العمانية كذلك، وكانت بأوامر من السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيّب الله ثراه-، وقد صُنعت في بريطانيا وأُغرقت في بندر الخيران بعد أن خدمت لـ 24 عامًا، فماذا تعرف عن السفينة “المناصر” وأين تم إغراقها.
سفينة المناصر
هي سفينة انضمت إلى البحرية السلطانية العُمانية في شهر يناير من العام 1979م وقد بُنيت في بريطانيا ويبلغ وزنها 2000 طن وكان يعمل على متنها 45 ضابطًا وجنديًا، وتتسلح بمدفع عيار 76 مم وأسلحة مضادة للطائرات ويتسع سطحها لهبوط طائرة هليكوبتر كما يمكنها أن تحمل 8 دبابات قتال كبيرة.
وفي الفيلم الوثائقي “سواحل عمان” الذي أجرته قناة الجزيرة قبل 8 أعوام، تضمن جزءًا عن السفينة “المناصر” تحدث فيه الغواص العماني عبدالله وهو مدرّب غوص، حيث قال بأن السلطان قابوس أمر بإغراق سفينة “المناصر” في عام 2003م ببندر الخيران، وقد شاركت في حرب الخليج وهي لا زالت تعمل حينها ولكن فكرة السلطان كانت ترتكز على تنمية سياحة الغوص.
وأضاف: “أنزل السفينة مُهنْدسينَ بريطانييْن بنفس وضعيتها على سطح البحر، وكانت الخطة بعد غرق السفينة واستقرارها أن نبدأ بالغوص ونرى موقعها وكيفية ثباتها، وبعد 20 دقيقة من الإغراق بدأت الفقاعات تطفو وعند نزولنا لموقع السفينة تحت المياه رأينا بعض المرافق التي لم تدخلها المياه ولمدة أسبوعين نذهب للغوص ونرى السفينة ونجد بعض الخانات لم تصل إليها المياه حيث نغوص لمسافة 20 مترًا تحت المياه ونتحدث تحت المياه في الخانات والمرافق التي لم تصلها المياه، وبعد مرور الزمان أصبحت المياه تغطي كل مرافق السفينة”.
وخلال الفترة الماضية خاض أحد الغواصين المتمرسين وهو كريس كومبس تجربة استكشاف موقع حطام سفينة “المناصر”، بحسب ما ذكره لموقع CNN بالعربية، ويصف كومبس، موقع حطام السفينة الحربية الغارقة قائلًا إنه “يحوي مستويات متعددة يمكن الوصول إليها دون الدخول إلى الحطام”، مضيفًا أن “المعالم البارزة تشمل منصة البندقية وطائرة الهليكوبتر”.
وأشار كومبس إلى غنى الحياة البحرية في الموقع، حيث يمكن مشاهدة الأحياء المائية النادرة بما في ذلك ثعبان البحر، والسلاحف، والرقيب، والأسماك الكبرى، والنهاش، وسمك الراي، موضحًا أن حطام سفينة “المناصر” يوفر تجربة بصرية فريدة من حيث موقع الحطام ذاته والحياة البحرية التي تتخذه موئلًا، وفقًا لما ذكره.
ومن بين التحديات التي واجهها كومبس في توثيق حطام سفينة في قاع بحر عُمان، هو إيجاد كائنات بحرية دون تعكير صفو البيئة، لاسيما الشعاب المرجانية محاولًا تجنب لمس ما حوله، مشيرًا إلى أن الرؤية في موقع حطام السفينة محدودة مقارنة بالحطام في أجزاء أخرى من العالم، وبالتالي فإن النطاق محدود للحصول على لقطات شاملة للحطام، وفقًا لما ذكره المصور.
