أثير – ريـمـا الشـيخ
تخشى الكثير من الأمهات من نوم أطفالهن بمفردهم في غرفة خاصة بهم، خوفًا من سقوطهم على الأرض أو شعورهم بالخوف، لذلك، فإن كثيرًا منهن يفضلن نوم أطفالهن بالقرب منهن.
لكن ما العمر المناسب لنوم الطفل بمفرده؟
تواصلت ”أثير“ مع الدكتورة سمية الحضرمية، طبيبة أطفال في قسم صحة الطفل بمستشفى جامعة السلطان قابوس،-حاصلة على البورد الكندي في طب الأطفال وطب الأطفال التطوري- للحديث حول هذا الجانب، حيث قالت: توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بنوم الطفل حديث الولادة في مهده الخاص أو سريره الخاص في غرفة نوم والديه، ولا ينبغي أن يفصل الطفل في غرفته الخاصة حتى يبلغ 6 أشهر على الأقل ومن الأفضل حتى 12 شهرًا، حيث أظهرت الدراسات أنه عندما يكون الأطفال قريبين من والديهم، يمكن أن يساعد ذلك في تقليل خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ.
أثير
وأضافت: في حقيقة الأمر النوم الجيد في مرحلة الطفولة المبكرة يحسن فرص النوم الجيد لاحقًا، فهناك دراسات تشير إلى أن الأطفال الذين ينامون في غرفة مختلفة، كان ذويهم أكثر حرصًا على تحقيق روتين ثابت لوقت النوم، وهو أمر ثبت أنه يساعد الأطفال على النوم بشكل أفضل، وفي المقابل فإن الأطفال الرضع الذين يتشاركون الغرفة مع أمهاتهم، حصلوا على الرضاعة الطبيعية لفترة أطول، وكما نعلم الرضاعة الطبيعية مهمة لصحة الأم والطفل.
وأوضحت الدكتورة بأنه لكثير من الأمهات والآباء نوم الطفل بمفرده قد يكون أمرًا مقلقًا وباعثًا للتوتر، ويجب الأخذ بعين الاعتبار استعدادهم وراحتهم لاتخاذ هكذا خطوة.
وبسؤال لـ ”أثير“ عن الخطوات المحفزة التي يجب اتباعها لتعويد الطفل على النوم بمفرده، أجابت الدكتورة: اتباع عادات النوم الجيدة مهمة لتعويد الطفل على النوم والتي تتضمن نمط نوم منتظما بمعنى أن يكون للطفل أوقات منتظمة للنوم والاستيقاظ، ويفضل أن تكون هذه الأوقات هي نفسها أو متشابهة في أيام الدراسة والعطلات، فلكل منا ساعة بيولوجية تعمل على مدار 24 ساعة، تتحكم الساعة البيولوجية بالنعاس واليقظة بشكل أفضل إذا كان هناك روتين نوم منتظم.
وأضافت: وضع روتين ثابت قبل النوم والذي يشمل حمامًا دافئا للطفل، لبسًا مريحًا للنوم ، والقراءة بهدوء، فوضع روتين مستقر سيساعد الطفل على الاستقرار والاستعداد للنوم، كذلك التأكد من أن بيئة النوم هادئة ومظلمة ومريحة، ومن الممكن البدء في وضع روتين مستقر للنوم منذُ الأيام والأسابيع الأولى من حياة الطفل.
أما للأطفال الأكبر سنا فنصحت الدكتورة بتجنب ممارسة الرياضة أو تحفيز اللعب قبل ساعة من النوم، وتجنب الأجهزة الإلكترونية (بما في ذلك التلفزيون والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وألعاب الكمبيوتر) والتعرض للضوء الساطع في غضون ساعة إلى ساعتين قبل وقت النوم، فيمكن أن يؤدي التعرض للضوء الساطع أو ضوء LED من الأجهزة الإلكترونية إلى تقليل مستويات الهرمون المعزز للنوم (الميلاتونين) مما يجعل النوم أكثر صعوبة. كما يجب أن تبقى الأجهزة الإلكترونية خارج غرفة النوم حيثما أمكن ذلك.

كما حذرت من تناول الكافيين للأطفال خصوصًا الموجودة في الشوكولاتة ومشروبات الطاقة وبعض المشروبات الغازية قبل النوم.
وفي ختام حديثها مع ”أثير“ قالت الدكتورة بأن هناك توصيات عامة لنوم آمن للطفل بفرده في غرفة خاصة به تتضمن تجنب وضع البطانيات والوسائد والألعاب المحشوة والمصدات والأشياء الناعمة الأخرى في مساحة نومه، ووضعه على ظهره للنوم، والرضاعة الطبيعية إن أمكن، وتجنب التدخين أمامه أو بقربه.
