تعال لنقربك أكثر من التونسية التي ألفت كتابًا عن الصلت بن مالك

تعال لنقربك أكثر من التونسية التي ألفت كتابًا عن الصلت بن مالك
تعال لنقربك أكثر من التونسية التي ألفت كتابًا عن الصلت بن مالك تعال لنقربك أكثر من التونسية التي ألفت كتابًا عن الصلت بن مالك

أثير – مكتب أثير في تونس
حاورها : محمد الهادي الجزيري


لعلّ أجمل خصال هذه المرأة التونسية اعترافها للفضل لزوجها في كلّ نجاحاتها، وحكمها على تجربة 17 سنة في عُمان بالإيجاب، وعلى المجتمع العُماني بالانفتاح والتواصل والطبيعة الخيرة ورقيّ التعامل أبرز ما تلمسه في شرائح المجتمع المختلفة، ضيفتنا اليوم الأستاذة مديحة الجلاصي، وجدنا منها كلّ ترحاب وسعة صدر فأجابتنا عن أسئلتنا المتعلقة بإقامتها في السلطنة، وحول ترؤسها لنادي الجالية التونسية.. وأشياء أخرى سيكتشفها القارئ…

تعال لنقربك أكثر من التونسية التي ألفت كتابًا عن الصلت بن مالك
تعال لنقربك أكثر من التونسية التي ألفت كتابًا عن الصلت بن مالك تعال لنقربك أكثر من التونسية التي ألفت كتابًا عن الصلت بن مالك


نعم مرّ على وجودي في سلطنة عمان قرابة 17 عاما، لم يكن قرار السفر مبرمجا له ولم أكن فعلا ممن يرغب في مغادرة الوطن، أو التخطيط للعيش خارجه، شاءت الأقدار فقد تحصل زوجي على الموافقة للعمل في إطار التعاقد الفني، قبل سنة من قدومي، وعند خوضه التجربة أعحبته الحياة ونمطها وهو ما شجعني على خوض التجربة، التي لا تتعارض مع طموحاتي، ومن ذلك الحين وأنا موجودة في السلطنة، نعم التجربة كانت إيجابية بأتمّ معني الكلمة، لعلّ ذلك يرجع لطباعي الشخصية فأنا أومن بالتغيير وبالإرادة والفاعلية أؤمن بأن نجاح الانسان يظهر في قدرته على التأقلم.

تعال لنقربك أكثر من التونسية التي ألفت كتابًا عن الصلت بن مالك
تعال لنقربك أكثر من التونسية التي ألفت كتابًا عن الصلت بن مالك تعال لنقربك أكثر من التونسية التي ألفت كتابًا عن الصلت بن مالك

– هل كان لك تصوّر ما عن المجتمع العماني؟ كيف وجدته بعد أن خضت فيه من عام 2006؟

الحقيقة لم تكن لدي  فكرة كبيرة عن المجتمع العُماني.. إلاّ من خلال بعض القراءات أو المعلومات من بعض الأصدقاء الذين سبقونا في التجربة، وعندما اندمجتُ في سوق الشغل وكوّنتُ علاقات مع أفراد المجتمع بحكم  العمل أو الجوار، انبهرت بما وجدت وخاصة الأخلاق الرفيعة وثقافة التسامح والتعاون والاحترام المنتشرة بين جميع شرائح المجتمع بلا استثناء، وهو أمر مدحه فيهم  رسولنا الكريم عندما قال عنهم: “لو أنك أتيت أهل عمان ما سبّوك وشتموك”، الطبيعة الخيرة ورقيّ التعامل أبرز ما تلمسه في العمانيين، وهذا فعلا من أبرز ما شجعنا على تجديد عقودنا العملية ومزيد الاستقرار في هذا البلد الخيّر.

تعال لنقربك أكثر من التونسية التي ألفت كتابًا عن الصلت بن مالك
تعال لنقربك أكثر من التونسية التي ألفت كتابًا عن الصلت بن مالك تعال لنقربك أكثر من التونسية التي ألفت كتابًا عن الصلت بن مالك


تبوأت منصب رئيسة نادي الجالية التونسية بعد أن وقع انتخابي من قبل أعضاء مجلس الإدارة الذي أنا كنت أمينة السرّ فيه، أحدثك قبلا عن حبي للعمل الاجتماعي، حبي لوطني الذي رأيت أنّ في استمرار انخراطي في العمل الاجتماعي وأنا خارجه خدمة له، أنا وطنية حد النخاع، تونس الحبيبة تسكن جوارحي وعقلي وذهني فلولا ما قدمه وطني الغالي العزيز ما كنت لأكون هنا، لقد كنت في تونس ناشطة في المجتمع المدني وواصلت المشوار في عمان والحمد لله.

تعال لنقربك أكثر من التونسية التي ألفت كتابًا عن الصلت بن مالك
تعال لنقربك أكثر من التونسية التي ألفت كتابًا عن الصلت بن مالك تعال لنقربك أكثر من التونسية التي ألفت كتابًا عن الصلت بن مالك

أبرز ما قمنا به في النادي أننا سعينا إلى التعريف بثقافة وطننا وقد شكلنا لجان عدة داخل النادي لعلّ أبرزها اللجنة الاجتماعية التي لعبت دورا كبيرا في مساعدة التوانسة فترة كورونا، ووفرنا الاحتياجات الغذائية والعلاجية للمتضررين  بمعية نخبة من الإخوة التوانسة الذين قدموا خدمات جبارة لهم كل الشكر والتقدير، كما أوجدنا في صلب النادي  اللجنة الثقافية، اللجنة الرياضية، المرأة والأسرة وحرصنا على إحياء المناسبات الوطنية والدينية المولد للنبوي الشريف، عيد الاستقلال، إفطار جماعي في رمضان، وقد جمعنا الإخوة التوانسة والإخوة العُمانيّين في المناسبات المذكورة التعريف ببلدنا وتعميق العلاقات المشتركة بين البلدين.

– من سيرتك الذاتية نكتشف أنّك موزّعة على التدريس والكتابة والمشاركة في الأنشطة الأدبية والمقالات العلمية، إضافة إلى هواجسك وأفكارك ومشاغلك المعيشية، فيحقّ لنا أن نسأل: كيف تستطيعين فعل كلّ هذا الاستثناءات دون كلل أو ملل، ألأنّك تونسية؟

أعجبني السؤال كثيرا، سبق أن أسررت عن جزء منه في السؤال الأول، أنا أؤمن بالتغيير وأومن بإرادة الإنسان وأرى أنّ على هذه الأرض ما يستحق الحياة، لا أخفيك أني تعبت جدا لتحقيق ما تعلم وأنّي تكبّدت عناء الرحلة، ولا أزال والحمد لله، أسعى دائما إلى تنظيم الأولويات وحسن التخطيط في حياتي وما كان كل هذا أن يكون لولا مساندة ومساعدة زوجي الذي أدين له بالكثير في جميع خطوات النجاح في حياتي.

– عُمان بمناطقها الرائعة، هل لك بقاع تفرّين إليها، بعيدا عن مشاغل الحياة أثمّة جهة ما تختارينها كلّما رغبت في الاستجمام، خاصة أنّ الطبيعة غاية في الروعة؟

عمان بلد جميل جدا وشاسع وجذوره تضرب في أعماق التاريخ، لعلّ أجمل الأماكن التي أعشقها تلك التي تقع على البحر، أعشق الهدوء والصفاء، كثيرا ما أجلس على البحر سواء للتأمل أو المسامرة ولاسترجاع ذكريات الوطن الغالي.. فهذه عادة تربيت عليها منذ صغري، أنا ابنة بنزرت،  أحب الجبال العالية، حيث تتركز الحصون والقلاع التي لا يزال أهلها الى يومنا هذا يحتفظون -بكل عزة وفخر- بذكريات وحكايات عن معارك وبطولات خاصة تلك التي تسرد قصة الانتصار على  المستعمر البرتغالي.

– بعد الكتاب المشترك الصادر في 2020 بعنوان (الإمام الصلت بن مالك) هل ثمّة كتب أخرى تنوين إصدارها أو دراسات تفكّرين في نشرها؟

نعم أنوي إصدار مؤلفات أخرى بعد صدور كتاب “الصلت بن مالك”، بعضها لا يزال في طور الإعداد والبعض الآخر لا يزال ينتظر الاستكمال، أغلبها تدور حول الحضارة والتاريخ العماني وأواصر العلاقات مع بلدان شمال أفريقيا وتحديدا تونس، كما ركّزت عملي على المعالم العمانية الأثرية والتاريخية بمختلف أصنافها ورصدت طرق الصيانة والتوظيف، ونأمل بإذن الله رؤية الأعمال المذكورة للنور قريبا، هذا بخلاف المقالات التي أشتغل عليها كذلك.

– هل يمكن القول: أنّك تأقلمت مع النسيج المجتمعي العماني، ونجحت في التواصل مع مختلف شرائح الناس، خاصة أنّ التواصل والتعايش والانسجام من طبيعة العُمانيين؟

الحمد لله كوّنتُ علاقات وصداقات كثيرة في المجتمع العماني، سعيدة جدا بها، هي علاقات إنسانية أتشرّف فعلا بها، وكما أسلفتُ الذكر؛ العمانيون يتميزون بالأخلاق العالية والرقي الفكري والتواضع، وهذا فعلا ما عمّق الجانب الإنساني معهم وكان الدافع الكبير لتطوير العلاقات معهم.

– هل تحنّين إلى تونس؟ وهل تزورينها من حين إلى آخر؟

تونس تسكن أعماقي، حافظت ولا أزال على علاقاتي السابقة: فهي مصدر قوّتي وإلهامي، سواء العائلة أو أصدقاء الطفولة والدراسة او دكاترة الجامعات.. وغيرهم ممن تربطني بهم علاقات طيبة، أنا أتنفس تونس عشقا وهذا ما أبثه لمن حولي سواء أولادي أو أصدقائي أو طلبتي، أنا دائمة الزيارة لتونس وكلما سنحت لي الفرصة، نحن سفراء لها في كل مكان، وطننا عزيز وغالي حفظه الله ورعاه، أتمنى فعلا تطوير العلاقات الثقافية بين البلدين وأن توجد منصة رسمية تعرّف بالكفاءات التونسية خارج الوطن…

Your Page Title