أثير – د. سعيد السيابي، كاتب وباحث أكاديمي في جامعة السلطان قابوس
الاحتفال العالمي بيوم القصة يصادف 14 فبراير من كل عام. ولم نلحظ احتفاء مستحقا به هذا العام حتى من أصحاب التجارب الكتابية أنفسهم، فكيف بالمؤسسات الراعية للثقافة من عامة وخاصة، ولا حتى جمعيات المجتمع المدني التي دورها ترعى الكُتاب بجميع أطيافهم وتخصصاتهم الكتابية وتهتم بإنتاجهم الإبداعي؟
إذا تجاوزنا الأعذار للمؤسسات لخصوصية برامجها وميزانيتها الثقافية المحدودة جدا، فإن النقاد من الأكاديميين الكبار الذين يتبؤون الصفوف الأولى في لجان التحكيم والندوات النقدية الرسمية، فإنهم غائبين عن المشهد الاحتفالي العالمي كليا، وشراكتهم مع المبدعين ما هي إلا نظرة رأسية، متى ما نزل تكليف لهم من الأعلى هبوا فرادى وجماعات، وما عدا ذلك فالمشهد القصصي ينزوي تحت ثقل القابضين على جمر حروفه، والمتمسكين بأن القادم أجمل، والاحتفال العالمي ربما سيتذكرهم فيه أحدهم يوما ما.
إن الاحتفال بهذا اليوم العالمي ليس مقصوراً على الصبغة الدعائية بإحصاء الأشهر من كُتاب القصة، وإنما بتناول الأبعاد التي يقدمها ويتناولها، والطرق التي يدخل فيها كُتاب القصة، وأنواع التجارب الكتابية التي تتصاعد بتنوع ألوان القصة، والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا والأقصوصة، وما يتقبله القارئ ويُقبل على قراءته والتعلق به والنقاش المجتمعي حوله، فهناك تجارب في كتابة القصة القصيرة جدا في السلطنة تجاوزت حدود الكتابة الورقية، لتتداول بشكل واسع في وسائل التواصل الاجتماعية وتصل لخارج حدود المحيط المحلي وتعبر عن قضايا إقليمية وبأبعاد موضوعية مطروقة في الفضاء العربي الكبير.
ومع أن التناسي حدث هذا العام، إلا أن هناك إشراقات في أماكن أخرى تضع بصماتها على الكُتاب والمبدعين في اليوم العالمي للقصة، فهناك مؤسسات حرصت على الاحتفال بهذا اليوم العالمي، نذكر منها: هيئة الأدب السعودية احتفت بيوم القصة العالمي، ووزارة الثقافة القطرية ممثلة في الملتقى القطري للمؤلفين وغيرها من الملاحق الثقافية في الصحافة العربية والخليجية، وبهذا محليا لا يسعنا إلا أن نشيد بصحيفة أثير الإلكترونية التي تتشارك بهذا اليوم مع المؤسسات الصحفية في الفضاء المفتوح لتضيف بصمة في سماء معارفنا بما أنجزه وينجزه كتاب القصة العمانيين، وأهمية التشجيع على قراءة القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا، ونشر المجموعات القصصية وتبني طباعتها وتشجيع جميع شرائح المجتمع على القراءة ومحاولة الكتابة لما لهذا الفن الكتابي من ميزات في الاختزال والولوج للكثير من الأسرار وتسجيل اللحظات والومضات عنها.