أخبار

خبيران يوضحان: التخفيض الطوعي لإنتاج النفط؛ ما أسبابه وما توقعات تأثيره على الأسعار؟

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

أثير – خالد الراشدي

أعلنت سلطنة عمان مساء أمس الأحد عن خفض إنتاجها من النفط خفضًا طوعيًا بمقدار 40 ألف برميل يوميًا، ورافق ذلك إعلان عدد من الدول ضمن بيانات منفصلة عن القيام بالإجراء ذاته، ابتداءً من شهر مايو وحتى نهاية عام 2023م.

حول هذا الموضوع تواصلت “أثير” مع حمد الوهيبي خبير في مجال الطاقة وعضو مجلس إدارة الجمعية الاقتصادية العمانية الذي قال في تعليقه على موضوع خفض الإنتاج النفطي: قرار مفاجئ وجاء قبل الاجتماع الرسمي المخطط له في يونيو، حيث إن هذا الخفض الطوعي يعطي مؤشرًا لأسواق النفط إلى أن أوبك+ باستطاعتها الالتفاف مع بعضها في أي وقت لمواجهة تغييرات أسواق الطاقة وتحدياتها، وإيجاد توازن بين العرض والطلب في هذا الخفض الطوعي لإنتاج النفط بما يزيد على 1.5 مليون برميل يوميا، وربما لن يتحقق في الواقع بشكل تام، لكن حتى إذا تحقق بنسبة 80 % فهو كافٍ لإحداث تغييرات في أسعار النفط العالمية.

وقال علي الريامي خبير في مجال الطاقة لـ “أثير”: نرى بأنه قرار مفاجئ، لكن نتمنى أن يكون الهدف منه إيجاد نوع من الموازنة في العرض والطلب، فحسب الأرقام المتداولة يبدو أن هناك مخاوف من الركود وانخفاض معدلات النمو؛ لذا اتخذت المنظمة قرارًا سيكون له تأثير في أسعار النفط العالمية، ومن المبكر إيجاد الأسباب الحقيقية، خصوصًا أن اللجنة الوزارية للمنظمة ستعقد اجتماعًا خلال الثلاثة أو الأربعة أيام القادمة، ونتوقع ومن خلاله اتضاح أسباب هذا القرار.

وأشار حمد الوهيبي إلى تأثر أسعار النفط وأسباب اتخاذ هذا القرار قائلًا: بعض الدول المشاركة صرحت بشأن الخفض الطوعي بأن القرار هدفه اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة التحديات التي تواجه السوق النفطية العالمية ولتحقيق التوازن بين العرض والطلب، وأهم التأثيرات المتوقعة هو ارتفاع بسيط في أسعار النفط في الأيام القادمة وأيضا احتمالية انخفاض معدل الأسعار في النصف الثاني من 2023م قد يكون بنسبة ضئيلة، وهذا يعني أن الأسعار ستبقى بمتوسط 80 دولارًا للبرميل فما فوق.

وبيّن حمد الوهيبي بأن محاولة الولايات المتحدة السحب من الاحتياطي الإستراتيجي أثبتت أنها غير مجدية، مستبعدا تكرار الإجراء خصوصا أن هذا الاحتياطي في أقل مستوياته حاليًا، مما يسبب قلقا في الولايات المتحدة وخوفا من عدم قدرتها على زيادة المخزون الاحتياطي بما يحقق أمن الطاقة المطلوب.

وفي ختام حديثه لـ “أثير”، قال علي الريامي: لا نستبعد أن تقوم أمريكا بسحب النفط الاحتياطي الإستراتيجي وهو خيار وارد جدًا، لكن قد يكون بعد فترة من تأثير خفض الإنتاج الطوعي، ومدى ارتفاع الأسعار لاحقا، ومن السابق لأوانه التنبؤ بهذا، حيث يعتمد كل ذلك على ارتفاع سعر برميل النفط وحسب استيعاب السوق، ونتمنى ألا يكون هناك نوع من العناد بين دول المنظمة وأمريكا، وتجنب الدخول في متاهات غير متوقعة.

Your Page Title