أخبار

منصور الزعابي يروي قصته مع صناعة الخنجر والتحديات التي تواجهها

منصور الزعابي يروي قصته مع صناعة الخنجر والتحديات التي تواجهها
منصور الزعابي يروي قصته مع صناعة الخنجر والتحديات التي تواجهها منصور الزعابي يروي قصته مع صناعة الخنجر والتحديات التي تواجهها

أثير – مـحـمـد الـعـريـمـي

منذ أن كان في العاشرة من عمره، كان يصطحبه والده إلى مهنته التي مارسها بشغف وإتقان منذ سبعينيات القرن الماضي، إلى أن ورث الطفل حِرفة والده وكبر بها ومعها وهي حرفة صناعة الخناجر، فاستمر في موهبته إلى أن رحل والده إلى ربه قبل أكثر من 10 سنوات، وقُدِّر له أن يتولى المشروع فتوسع به محليًا وخليجيًا.

حديثنا عن المواطن منصور الزعابي وهو حرفي ورث مهنة صنع الخناجر فأتقن صناعتها، وصنع بعضها لأفراد من الأسرة المالكة وبعضها لجهات حكومية وأفراد.

“أثير” تواصلت معه للحديث عن مهنته في صناعة الخناجر والتحديات التي تواجهها الخناجر العُمانية في الوقت الحالي ومستقبلًا، بالإضافة إلى ما يتم إدخاله من إضافات وألوان تغير من شكل الخنجر العُماني.

منصور الزعابي يروي قصته مع صناعة الخنجر والتحديات التي تواجهها
منصور الزعابي يروي قصته مع صناعة الخنجر والتحديات التي تواجهها منصور الزعابي يروي قصته مع صناعة الخنجر والتحديات التي تواجهها

قال الزعابي بأن صناعة الخناجر هي مهنة كبيرة من ناحية التصنيع والتركيب وغيرها، وصناعة الخناجر تشتغل فيها أيادٍ عمانية من الحرفيين والحرفيات، والمرحلة الحالية تشهد تداخلًا في الكثير من الأمور والأيادي التي تصنع الخنجر، مضيفا: للأسف المنتشر في السلطنة عدم التفريق بين الصانع والبائع، فالصانع يعلم ما يصنع والبائع لا يعلم ماذا يصنع، فأصبحت الأيادي التي دخلت في هذا الموضوع تغير من شكل الخنجر.

وحول التداخل والإضافات في الخنجر عبّر الزعابي عن ذلك قائلًا: الخنجر العُماني فيه عدة نقوش ولا يغير ذلك من شكله بالكامل، لكن الآن نجد تداخل الألوان وتغيير شكل الخنجر العماني بعد أن دخلت الأيادي الجديدة في صناعتها، مؤكدًا: “الخنجر العماني له شكل ونحافظ عليه كونه موروثا، فهذه الصناعة قديمة جدًا ويجب الحفاظ عليها وعدم إضافة أشياء تغير من شكلها”.

أما فيما يخص آلة صنع الخناجر، قال الزعابي: إذا وفرنا آلة تصنع الخنجر فذلك سيفقد مصدر الرزق للأيادي العمانية، ولا نجد استخدام الآلة حاليًا إلا لدى الوافدين، ونواجه صعوبة في منافستهم.

وأكد الزعابي بأن خط الإنتاج لديه هو الخنجر السعيدي، موضحًا بأن الخنجر السعيدي للأسرة المالكة منذ قرون ولها قرنان ويسميها صانعو الخناجر؛ خنجر الطمس المليان بالفضة والخنجر المفتوح.

وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه الخنجر العُماني لدى الأجيال الحالية والقادمة، قال الزعبي: بعض الأجيال تقول بأن هذه الأشياء تقليدية وقديمة، لكنها صنعة حافظ عليها العمانيون، وهي جزء من هويتنا وهو ما يميزنا عن الكثير في طريقة لبسنا، فعلى الجيل الحالي أن يحافظ على هذا الشيء، وبالتأكيد لا نعمم ففي بعض الولايات حتى الأطفال يتوارثون المهن التقليدية، وعلى الأسر أن تزرع هذا الشيء في نفوس النشء.

وبيّن الزعابي بأن أسعار الخناجر تتفاوت، موضحًا: بإمكان الصانع صناعة خنجر بقيمة 100 ريال لكن جودتها ضعيفة ولا تدوم طويلا، بينما هناك خنجر بجودة عالية وتكون بقيمة عالية متفاوتة وتبقى بحالتها أكثر من 10 سنوات، حيث تتفاوت أسعار الخناجر اعتمادًا على أنواع القرون، فبعض القرون غالية الثمن تبدأ من 8000 آلاف إلى 20,0000 ألف ريال.

وأضاف الزعابي: حاولنا إيجاد بدائل للقرون لأن بعضها انقرض، فأوجدنا بعض الأخشاب الموجودة في عمان ولا يمنع قصها كونها تثمر بسرعة، وحاولنا وضع بعض البدائل من القرون كقرون أشجار القرط البري وشجرة العلعلان وأخرى منها في عُمان، وقد نستعين بأخشاب من خارج سلطنة عمان مصرح ببيعها مثل الصندل بمختلف أنواعه.

ولفت الزعابي إلى أن بعض الوافدين يضيفون بعض الإضافات على الفضة لتخفيف قيمتها وبيعها بأقل سعر، وعلى الزبون أو صاحب المحل التأكد من جودة الخناجر، ونشجع الجيل الحالي على ذلك، ويجب أن تتكاتف الأيدي للمحافظة على رونق وشكل الخنجر بشكل الصحيح من قِبل الجهات التي تقتني الخناجر، بحيث توضع شروط على أن يكون الخنجر عمانيا بحلته الجديدة لكن بشكله العماني التقليدي القديم.

واختتم الزعابي حديثه مع “أثير” قائلًا: حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه- في أي مناسبة نجده يرتدي الخنجر وهذا دليل على أن القيادة العمانية تُحافظ على الخنجر وعلينا أن نقتدي بذلك دائما.

Your Page Title