رصد-أثير
يُصادف تاريخ اليوم 5/6/2016م الذكرى التاسعة لوصول الإعصار المداري ” جونو” إلى سواحل السلطنة، حيث تعرضت السلطنة في صيف 2007 م إلى إعصار مداري قوي ضرب شواطئها المطلة على بحر العرب ووصلت درجته إلى الدرجة الخامسة، مخلفا وراءه الكثير من الخسائر منها غرق بعض البيوت و المباني وانقطاع في بعض الطرقات إثر تحطم الشوارع وجرف عدد كبير من السيارات.
“أثير” رصدت محطات من إعصار جونو، من مصادر عدة من بينها موضوع نشره ” فيزيائي” على سبلة عمان، وتقدمها للقارئ الكريم.
3/6 البداية
بدأت قصة هذا الإعصار في يوم الأحد الثالث من يونيو 2007م حيث صدر بيان رسمي من المديرية العامة للطيران المدني والارصاد الجوية جاء فيه” أن عاصفة مدارية في بحر العرب إلى إعصار مداري” ، وفي اليوم ذاته بلغ الإعصار درجته الأولى مع استمرار زيادة شدته حيث بلغت سرعة الرياح في مركزه أكثر من 120 كم/ساعة وكمية الأمطار وصلت إلى 240 ملم. وحسب البيانات الرسمية فإن الخرائط كانت تشير إلى أن الإعصار يتجه نحو جزيرة مصيرة ويتوقع له أن يصل سواحل السلطنة بعد يومين أي في الخامس من يونيو2007 م
4/6 تطور متسارع

بدأ الترقب والاستعداد يوم الاثنين الرابع من يونيو 2007م مع تحول الإعصار إلى الدرجة الثانية ووصول سرعة الرياح إلى 166 كم/ساعة، وفي اليوم نفسه تحول الإعصار إلى الدرجة الرابعة ووصلت سرعة الرياح في مركزه إلى 240كم/ساعة مع وجود توقعات بتراجع قوته عند وصوله اليابسة ، وفي هذا اليوم تم إعلان حالة الطوارئ بين قوات الجيش والشرطة وتم تشكيل لجنة وطنية للكوارث الطبيعية بموجب مرسوم سلطاني، كما تم إعلان حالة الطوارئ في قاعدة مصيرة وصدرت أوامر بإجلاء المواطنين من الجزيرة واتخاذ المدارس مأوى لهم.
ونظرا لزيادة سرعة الرياح في مركزه والتي وصلت إلى 259 كم/ساعة تحول الإعصار إلى الدرجة الخامسة وهي أعلى درجة، وبدأ تدفق السحب الركامية إلى جزيرة مصيرة مع ارتفاع في أمواج البحر.
غير الإعصار اتجاهه إلى الشمال الغربي باتجاه رأس الحد، مع توقعات بأن يدخل مركز الإعصار رأس الحد ويتابع طريقه إلى مسقط ثم الباطنة ، وبالتالي فإن الخطورة قلت على جزيرة مصيرة وازدادت على صور والعاصمة مسقط فتم إخلاء ميناء الغاز بصور من السفن مع استمرار إخلاء المناطق الساحلية في الشرقية من السكان, كما قامت الشرطة بنشر سيارات الدفاع المدني في المناطق المتوقع تعرضها للأضرار.
5/6 الوصول

في الخامس من يونيو 2007 م وصل الإعصار إلى سواحل السلطنة حيث صدر بيان من شرطة عمان السلطانية جاء فيه ” ان تاثيرات الاعصار المداري “جونو” وتوابعه بدأت تصل الى سواحل السلطنة حيث تتعرض الان معظم الولايات الواقعة على الساحل الشرقي للسلطنة لسقوط امطار غزيرة مصحوبة برياح قوية وارتفاع منسوب الموج الى 12 مترا مع رياح بلغت سرعتها ما بين 212 الى 260 كم/س”.
وعلى إثر ذلك تم إنشاء غرف عمليات في مديريات بلدية مسقط تعمل على مدار الساعة لتقديم مختلف الخدمات، كما أكدت وزارة التجارة والصناعة أن لديها السلع الغذائية الكافية لسد كافة احتياجات المواطنين.
بدأت الآثار بانقطاع التيار الكهربائي في بعض الأماكن في ولاية صور مع حدوث عطل في شبكات الاتصالات في بعض مناطق الشرقية إثر الهطول الغزير لمياه الأمطار.
وفي اليوم نفسه حدث أمر مفاجئ وهو أن مركز الإعصار انحرف باتجاه الشمال لذلك جاءت التوقعات بدخوله من رأس الحد والمرور بالقرب من سواحل محافظة مسقط وليس عبر المحافظة ويتوقع وصوله مسقط خلال ثلاث إلى أربع ساعات، وهذا يعني أن مركز الإعصار لن يكمل طريقه في اليابسة لذلك لن تقل شدته كما كان متوقعا مما جعل مسقط في خطر حقيقي.
رفعت السلطنة درجة التأهب الى الخط الاحمر ونشرت شرطة عمان السلطانية 4000 عنصر لمواجهة خطر الإعصار، وأصدرت أوامر سامية بتعطيل العمل في الدوائر الحكومية والمدارس تغلق أبوابها، وقامت وزارة البلديات الاقليمية والبيئة وموارد المياه بتنظيف مسارات عدد من الاودية وفتح جميع فتحات تصريف الامطار والتاكد من سلامة وجاهزية السدود لاستقبال فيضانات هذه الاودية، كما تم تهيئة بعض المدارس والمجمعات الرياضية كأماكن للإيواء في مسقط.
وفي التاسعة من مساء اليوم نفسه استمر هطول الأمطار الغزيرة على الشرقية ودخلت مياه البحر إلى بيوت المواطنين في رأس الحد.
6/6 الشرقية ومسقط في المواجهة

بدأ في الواحدة بعد منتصف الليل هطول الأمطار على محافظة مسقط مع دخول المياه المنازل في بعض ولايات الشرقية ومسقط مع انقطاع الاتصالات والكهرباء وعدم قدرة الدفاع المدني القيام بعمليات إنقاذ عن طريق السيارات أو عن طريق الطائرات العمودية لأن مستوى الماء مرتفع والرياح شديدة تصل سرعتها لأكثر من 200 كم/ساعة.
في الخامسة من صباح يوم الأربعاء عبر الإعصار الشرقية باتجاه مسقط وانخفضت شدته مع تحركه بشكل سريع وسط أحداث متسارعة للآثار حيث دخلت المياه إلى مساكن المواطنين وجرف الكثير من السيارات وانقطاع الطرق عن العامرات وقريات.

في اليوم نفسه أعلن التلفزيون العماني أنه لم تسجل خسائر في الأرواح في الشرقية، وتم إغلاق مطار مسقط الدولي، وميناء صحار.
في الثانية ظهرا تعرضت مسقط لأمطار غزيرة ورياح شديدة واجتاحت الفيضانات الشوارع ودخلت المياه البيوت حتى وصلت إلى الطابق الثاني في بعضها، وغرقت القرم، وقام البعض بالاستغاثة من على سطوح المنازل والشرطة تحاول الإنقاذ عن طريق القوارب المطاطية.


ومع استمرار الهطول الغزير والرياح الشديدة استمرت نداءات الاستغاثة مع تعذر استخدام الطائرات العمودية بسبب سوء الحالة الجوية.


وفي مشهد متسارع عبر الإعصار مسقط واتجه إلى الباطنة مع استمرار هطول الأمطار وانقطاع الكهرباء عن بعض المناطق.
7/6 مغادرة وانكشاف للآثار
في يوم الخميس السابع من يونيو 2007م تحول الإعصار إلى عاصفة إستوائية واتجه إلى إيران، مع بزوغ الشمس على المناطق المتأثرة بالإعصار وانكشاف ما خلفه من كوارث في الطرقات والبيوت والسيارات وسط تكاتف أبناء الشعب العماني وتآزرهم في تقديم المساعدات كتوزيع المواد الغذائية في المناطق المتضررة وتنظيف الشوارع من ما خلفه الإعصار.




11/6 اجتماع مجلس الوزراء وأوامر سامية
تم في الحادي عشر من يونيو 2007 اجتماع مجلس لوزراء برعاية سامية من لدن جلالة السلطان –حفظه الله- الذي أمر بتشكيل لجنتين لاحتواء آثار الاعصار: الأولى لفحص عدد البيوت والمساكن المتضررة والثانية برئاسة وزير الاقتصاد الوطني ( الملغاة) لإصلاح البنية الأساسية والجسور والطرق التي تم تدميرها، كما أمر جلالته بتأجيل الاختبارات النهائية لطلاب المدارس.
كما وجه جلالة السلطان – أبقاه الله- خطابا إلى الشعب العماني حمد فيه الله عز وجل على ما قدر ولطف وشكر فيه كل الجهود التي بذلت في التلاحم والتآزر بين أبناء الوطن لمعالجة آثار الإعصار.
جلالة السلطان – أبقاه الله-