أثير – موسى الفرعي
الأرقام أداة إقناع بأمر ما أو محاولة لإشباع فكرة ما، واليوم ونحن نحتفل بعيدنا الوطني الثالث والخمسين المجيد، نقف بامتنان تام لأسلافنا الذين كانوا مشتركين في بناء الحضارة الإنسانية، انفعالًا وتفاعلًا معها مما يحتم وجود العديد من الأصفار إن كان لا بد منها على يمين الأرقام التي تعد بها أعيادنا الوطنية.
عمان بحاضرها الفارق المبني على تراكم تاريخي عميق لا تحتاج إلى لغة الأرقام في تعداد أعيادها، كما لا تحتاج إليها لإشباع رغبة ناجمة عن فكرة سياسية مستحدثة، لا تحتاج إلى برهان عددي في ظل هذا الوجود الحقيقي علوما وإنسانية ودينا وسياسة، وجود يلاحقنا ظله دائما، لا ليحبسنا بداخله، بل ليدفعنا إلى الوصول إلى ما هو لائق بتاريخنا ومعنى وجودنا، الذي يثبّت الحقيقة في مكانها ويدافع عنها من المتربصين بها.
العيد الوطني استعادة دائمة للفرح والفخر بمنجزات أشبه ما تكون في الماضي القريب مستحيلة، وارتقاء إنساني لا مثيل له، وحضور سياسي فارق على كافة المستويات،على الرغم من تحديات وانعطافات الحياة، استطاعت السفينة العمانية تجاوز كل ذلك بحكمة قيادية بالغة وإنسان مؤمن بها، فكيف لا يشكل ذلك عيدا يوميا لا يقاس بالأعوام، وكيف لا نكون وحدة وطنية ثابتة ونحن نرى البشائر قوية التراكيب تجيء على يد فارس عمان وسيدها، جلالة السلطان هيثم بن طارق -أبقاه الله-.
علينا إذاً أن نهنئ أنفسنا باحتفال دائم بعمان تاريخا وحاضرا ومصيرا واحدا، فعمان أكبر وأسمى من أن تحصرها الأرقام، وعيدنا الثالث والخمسون المجيد يحمل في جوهره ملايين الأعوام، وجلالة القائد يحمل تاريخا كبيرا ينير له حاضره ويكشف له مواطن الآتي، والإنسان هو يدرك هذا وذاك، لذلك هو الواثق والعارف.
كل عام وعمان مجرى حياة يتدفق دائما، وسلطاننا المفدى فارسنا الأمين وقلبنا السخي الدفاق بالمحبة أبدا، والعمانيون جوهر أصيل لا تغيرهم مسارات الحياة ولا تبدلهم الأيام.