مسقط-أثير
أصدرت سفارة دولة فلسطين الشقيقة في سلطنة عمان بيانًا عن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بعنوان ” العدالة المغيبة، وتقوم “أثير” بنشه للقرّاء الأعزاء بنصه الآتي:
تمر اليوم الذكرى الخامسة والأربعين لإعلان الأمم المتحدة عن 29 نوفمبر يوماً عالمياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع والواجب من أجل تحقيق حقوقه المشروعة والثابتة والمقرة من الشرعية الدولية ، والتي تحظى بإجماع دولي واسع ، لايكاد يستثني أحداً سوى بعض دول قليلة في هذا العالم .
تأتي هذه الذكرى اليوم في ظروف صعبة وخطيرة واستثنائية، يتخللها استمرار هذا العدوان الاسرائيلي المتواصل منذ 75 عاماً ، ففلسطين الأن تواجه معركة مصيرية تتجسد أبعادها بتوجه اسرائيلي مدعوم من بعض القوى المؤثرة في هذا العالم تهدف إلى إضعاف القضية الفلسطينية ، ومحاولة تجاوزها والتنصل من الإيفاء بالاستحقاقات الواجب دفعها من أجل تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .
إن العدوان على قطاع غزة والمستمر منذ أكثر من 50 يوماً ، والذي يمثل إبادة جماعية بكل ما تعنيه الكلمة ، ولعل حجم الضحايا الذين سقطوا والجرحى وتدمير البيوت والمستشفيات ودور العبادة والمدارس بأعمال غير مسبوقة في الحروب ، إنما يؤكد على ذلك ، ناهيك عن المخططات الرامية ، والتي أعلن عنها المتعلقة بعملية تهجير ممنهج لأهالي القطاع خارج وطنهم.
إن ما يحدث اليوم في غزة ، ليس منفصلاً عما يحدث في الضفة الغربية والممارسات الاسرائيلية المتواصلة ، سواء تلك التي تتعلق بالاعتداءات والاقتحامات للمسجد الأقصى والأماكن الدينية ، أو استمرار الاستيطان وقضم الأرض الفلسطينية للحيلولة دون إقامة الدولة الفلسطينية المتواصلة ، إضافة إلى الإغلاقات والحواجز والاعتقالات والاقتحامات للمدن الفلسطينية التي ترافقها عمليات قتل مستمرة.
كم ينتظر هذا العالم ، وكم هو مطلوب أن يدفع الشعب الفلسطيني من دماء أطفاله ونسائه ورجاله ، حتى يصحو ضمير تلك الدول المؤثرة ، والقادرة على أن يكون لها دور فعال في الضغط على اسرائيل ، قوة الاحتلال ، للامتثال للقوانين والقرارات الدولية المتعددة التي اتخذت في إطار الشرعية الدولية ، مجلس الأمن والأمم المتحدة ، من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتقرير المصير للشعب الفلسطيني .
كنا ننتظر أن نحتفل هذا العام باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وأن يحتفل العالم معنا كونه يوما عالميا أقرته الأمم المتحدة في العام 1977بقرار رسمي، لكن هذا العدوان حال دون ذلك ، ومأساة غزة التي تحدث أمام نظر العالم وعلى شاشات التلفزة مباشرة ،وحجم الدمار والقتل ومنظر الأطفال الخُدّج ،يجعلنا أسرى لمتابعة هذا الألم والحزن المحيط بشعبنا وبكل المتضامنين مع شعبنا وحقوقه المشروعة.
إن صمود أبناء شعبنا على أرض وطنهم ، سواء في الضفة الغربية والقدس أو قطاع غزة ، الذي يئن من الجراح ورفضهم التهجير أو إخلاء البلاد ، إنما يشكل الأساس للقرار الفلسطيني الذي يؤكد على تمسكه بأرض وطنه والرافض للتهجير أو تمرير المخططات الرامية لإدخاله في نكبة جديدة.
إن الحركة الجماهيرية والشعبية المتصاعدة ، والتي شهدتها معظم العواصم العالمية ، الرافضة للعدوان والمتضامنة مع أبناء شعبنا الفلسطيني ، والغير مسبوقة ، إنما هي الرد الحقيقي لأحرار العالم على همجية ووحشية الاحتلال ، وانها إعادة تأكيد على مركزية القضية الفلسطينية في العالم ، مهما حاول البعض نسيانها أو التقليل من شأنها ، ولن يكون هناك أمن وسلام واستقرار في المنطقة والعالم إلا بحصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة في إنهاء الاحتلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.