فضاءات

قامات مضيئة عبر “أثير”: شيخ القصّاصين الفلسطينيين

قامات مضيئة عبر “أثير”: شيخ القصّاصين الفلسطينيين
قامات مضيئة عبر “أثير”: شيخ القصّاصين الفلسطينيين قامات مضيئة عبر “أثير”: شيخ القصّاصين الفلسطينيين

أثير- مكتب أثير في تونس
إعداد: محمد الهادي الجزيري


حتّى لا أضيّع البوصلة ..وأكون عند وعدي وعهدي الذي قطعته على نفسي ..وهو أن أكتب عن فلسطين في ما تبقّى من حياتي ولو لماما ، لأعوّضها عن اعتنائي بغيرها من نساء ومدن وعواصم ..لعلّها تغفر لي ، أقول هذا مع الالتفات من حين إلى آخر إلى مواضيع أخرى ومسائل هامة لأكون وفيّا للحياة والله المستعان …

قامات مضيئة عبر “أثير”: شيخ القصّاصين الفلسطينيين
قامات مضيئة عبر “أثير”: شيخ القصّاصين الفلسطينيين قامات مضيئة عبر “أثير”: شيخ القصّاصين الفلسطينيين


قامات مضيئة عبر “أثير”: شيخ القصّاصين الفلسطينيين
قامات مضيئة عبر “أثير”: شيخ القصّاصين الفلسطينيين قامات مضيئة عبر “أثير”: شيخ القصّاصين الفلسطينيين


 

يقرّب لك الكاتبُ الصحفيّ معن البياري صورة الأديب محمود شقير من خلال هذه الكلمة المعبّرة المأخوذة من دراسة واسعة عنه ..ففي كلمات يضعك وجها لوجه مع الراحل المحتفى به ..يقول :
” مشكلتان، وربما أكثر، تُربكانك إذا أردتَ الكتابة عن محمود شقير ليس منهما أنه شيخ القصّاصين الفلسطينيين، وأن حضوره كاتبا ومثقفا وناشطا يمتد إلى نحو ستة عقود، ما قد “يورّطك” في متاهةٍ تحيّرك أي زوايا في عالمه تقترب منها. أولاهما، أن الكاتب الفلسطيني المعروف نثر في سبعة كتب (سيعقبها باثنين) من بين أزيد من 60 كتابا أصدرها، سيرته وحياته وأسفاره وذاكرته وتجربته ذاتها في الكتابة، وبسَط كل ما قد تنشدُّ إلى إضاءته في شأن مساراته في إنتاج أدبه، وفي محطّات حياته، مناضلا وأسيرا في سجون الاحتلال ومبعدا عن فلسطين (ثم عائدا) ونقابيا وفاعلا في العمل الثقافي العام، وقبل ذلك كله وبعده خياراتِه كاتب أدبٍ، منذ بواكير تقليديةٍ كلاسيكيةٍ، مرورا باختباراتٍ جماليةٍ وبنائية، عبورا إلى ألوانٍ من السرد والقصّ، لا تزيّد في الزعم إن محمود شقير كان صانع التجديد الأبرع فيها، في متن القصة الفلسطينية، فساهم بذلك في رفد القصة القصيرة العربية بأمزجةٍ خاصة ”
في حوار له مع هيثم حسين في موقع الجزيرة بتاريخ 4 / 3 / 2016 تطرّق محمود شقير إلى مسائل عديدة وقال في خصوص رواية ” مديح لنساء العائلة ” :
” كنت مَعنياً وأنا أكتب هذه الرواية بإضاءة منطقة في التجربة الفلسطينية كانت طوال الوقت في الظل، هي حياة البدو واشتباكهم مع الحداثة والغزاة في آن واحد، وضمن هذا السياق كانت المحافظة على ذاكرة المكان واحدة من ركائز هذه الرواية، باعتبار الهيمنة على المكان تشكل جوهر الصراع مع الغزوة الصهيونية..، وأثناء ذلك، تعرضت الهوية الفلسطينية لمحاولات التبديد والتذويب، إلا أن تمسك الفلسطينيين بأرضهم، وبانتمائهم لوطنهم، أسهم في إبقاء الهوية عصية على كل المحاولات، بل إنها ازدادت غنى بالنظر إلى انفتاحها على ثقافات الشعوب من دون تعصب أو انغلاق “



قامات مضيئة عبر “أثير”: شيخ القصّاصين الفلسطينيين
قامات مضيئة عبر “أثير”: شيخ القصّاصين الفلسطينيين قامات مضيئة عبر “أثير”: شيخ القصّاصين الفلسطينيين



قامات مضيئة عبر “أثير”: شيخ القصّاصين الفلسطينيين
قامات مضيئة عبر “أثير”: شيخ القصّاصين الفلسطينيين قامات مضيئة عبر “أثير”: شيخ القصّاصين الفلسطينيين


أحضر له صديقان من خلف الخط الأخضر حجرا من بيت ولد فيه محمود درويش، وذلك في يوم ذكرى وفاته، وقد كتب عنه ما يلي :
” منذ شهر ونيف يقيم معنا في البيت حجر البروة الذي “وقعت سماء ما عليه وأدمته شقائق النعمان”، الحجر من بقايا البيت الذي ولد فيه درويش، وهو يقيم معنا في صمت أبلغ من كل كلام، يذكرني كل صباح بالقرية التي أنجبت شاعرا عظيما، حجر البروة يقيم معنا منذ شهر ونيف، وسيبقى معنا ما حيينا، وهو يستقر الآن في مكانه المرموق في البيت، يذكرني كل صباح بهموم الوطن الذي يتطلع إلى الحرية والاستقلال، وبمعاناة القدس التي يهددها خطر التهويد صباحا مساء..”


هذا القليل والقليل من قامة مقدسية كرّستْ ثمانين عام للكتابة والدفاع عن معاني الحياة ومن ضمنها طبعا : فلسطين ..الوطن المسلوب النازف المقاوم ..، وأرجو أن يراه حرّا وهو على قيد الحياة ..، ويكفيه فخرا أنّه أخلص وكتب عنه ونشره قصصا وروايات ومقالات في العالم الذي التفتّ إليه خاصة مع صراخ غزّة المجيدة …….

Your Page Title