أثير- أحمد بن سعيد الحارثي
في ظل تزايد شعبية الرياضة في دول وطننا العربي، خصوصًا كرة القدم، يظهر التعصب الجماهيري واحدًا من التحديات الرئيسة التي تواجه المجتمعات الرياضية، وهذا التعصب لا يقتصر فقط على الشغف الزائد بالأندية، بل يتجاوزه إلى إثارة التوترات وأحيانًا العنف.
من أهم الأسباب التي تمكّن من نشوء هذا التعصب هو وجود عدة عوامل أبرزها الولاء المفرط للنادي، والهوية القبلية أو الإقليمية المرتبطة بالأندية، وكذلك التنافس الشديد، أضف إلى ذلك الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في تأجيج هذه المشاعر من خلال التغطية المستمرة والأحيان المثيرة للجدل.
التعصب الجماهيري ترتبت عليه تأثيرات متعددة وهي العنف في الملاعب وحولها، والتمييز ضد الجماهير الخصم، وتشويه صورة الرياضة كنشاط يجمع الشعوب بدلا من أن يفرق بينها. هذا بالإضافة إلى الضغوط النفسية التي يمكن أن تترتب على اللاعبين والمسؤولين.
توجد عدة حلول وإستراتيجيات لنبذ التعصب الجماهيري في ملاعبنا الخليجية والعربية أهمها تعزيز الوعي العام بسلبيات التعصب وتقديم برامج تثقيفية تركز على قيم التسامح والاحترام المتبادل بين المشجعين، وأيضا تفعيل القوانين والعقوبات ضد أي شكل من أشكال العنف أو التمييز في الملاعب، مع تشديد العقوبات على المخالفين، والاعتماد على دور الأندية والاتحادات الرياضية بأن تأخذ دورًا فاعلا في محاربة التعصب من خلال حملات توعوية مشتركة وفعاليات تعزز الروح الرياضية، وأخيرا ،التعاون مع وسائل الإعلام من خلال العمل على إيجاد شراكة مع وسائل الإعلام لتوفير تغطية تركز على الجوانب الإيجابية للرياضة وتجنب إثارة النزعات التعصبية.
ومع التزام الجميع بدوره في محاربة التعصب الجماهيري، يمكن تحويل الملاعب ومقار الأندية إلى أماكن للاحتفاء بالرياضة والثقافة بصورة تعكس القيم الإيجابية للمجتمع وتوجد بيئة أكثر تسامحًا وقبولًا.