أثير – تاريخ عمان :
من رجالات النهضة المباركة المغفور له بإذن الله معالي الشيخ بريك بن حمود الغافري :
لتاريخ عُمان في عصر نهضتها رجال لهم بصماتهم التي ما تزال موجودة، فكان لهم دور في خدمة هذا الوطن، وساهموا بشكل فعّال في تحقيق كل ما فيه خير لعُمان وأهلها، لذا كان رحيلهم له وقعه المؤلم على النفوس، ومن هؤلاء الرجال الذين سيظل ذكراهم دائما محفورا في سجل أبطال عُمان معالي الشيخ بريك بن حمود الغافري الذي تولى منصب وزير الدولة ووالي ظفار حتى سنة وفاته 1979م ( رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
المغفور له معالي الشيخ بريك بن حمود الغافري
– حياة الشيخ بريك بن حمود الغافري :
–
حياة الشيخ بريك بن حمود الغافري :
عندما أذن الله لصفحة الراحل الكريم الشيخ بريك بن حمود الغافري أن تطوى، وأن يغيب عن عالمنا ، فإنه لا يفوتنا أن نتصفح سيرته، وأن نرويها للأجيال القادمة من أبناء عُمان حتى تكون لهم نبراسا، فالشعوب الحية تأخذ من ماضيها لحاضرها وتخلد على الأيام ذكرى أبنائها الأوفياء البررة، فإذا رجعنا بالذكرى إلى عام 1354هـ / 1934م يوم بُشّر والي ظفار آنذاك المرحوم الشيخ حمود بن حمد الغافري بأن الله قد رزقه بمولود اختار له اسم بريك، وأشرف الشيخ حمود على تنشئة ابنه تنشئة حميدة، كما أنشأه فارسا وراميا، التحق الشيخ بريك بالمدرسة السعيدية ، وقد شهد بداية النهضة الحديثة عام 1970م وعهد إليه جلالة السلطان قابوس المعظم ( يحفظه الله ويرعاه) بولاية ظفار ثم عُيّن في أواخر عام 1974م وزيرا للدولة وواليا لظفار. قرابة تسع سنوات ساهم معالي الشيخ بريك بجهده الوافر وعطائه الذي لم يحد للوطن حيث كان يقوم بجولات كثيرة في كل شبر على جبال ظفار لكي يؤمن عملية البناء والتشييد في جميع فروعه من حفر للآبار وشق للطرق واقامة المدارس والمستشفيات، لقد كان معالي الشيخ بريك جنديا مخلصا لبلده وسلطانه العظيم، وفيا للمبادئ العظيمة التي زرعها رائد عُمان وبثها في شعبه وأبنائه.
مع صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم في لقاء مع أحد رجال الفرق الوطنية بظفار
– جزء من اللقاء الصحفي والذي كان أخر حديث أدلى به المغفور له معالي الشيخ بريك بن حمود الغافري إلى مجلة العقيدة في أغسطس 1977م:
–
جزء من اللقاء الصحفي والذي كان أخر حديث أدلى به المغفور له معالي الشيخ بريك بن حمود الغافري إلى مجلة العقيدة في أغسطس 1977م:
1- يوم 23 يوليو يثير ذكريات رائعة في نفس كل عُماني، ونريد أن نعرف ماذا يثيره هذا اليوم من ذكريات في نفسك معالي الشيخ ؟
الإجابة : إن ذكرى هذا اليوم العظيم تثير في خلجات نفسي ذكريات حبيبة إلي وإلى نفس كل عُماني، فعندما أعود بشريط الذكريات إلى مثل هذا اليوم منذ سبع سنوات مضت تمر بخاطري الانجازات التي شهدتها السلطنة وتشهدها كل عام، بل كل يوم يمر ما أرى إلا وانجازا عظيما قد تحقق أو خطط له، إن عُمان الحديثة اليوم قد تبوأت مكانتها بين دول العالم بصفة عامة وبين أخواتها الدول العربية أو دول العالم الثالث على وجه الخصوص هذا على مستوى الصعيد العالمي، أما على الصعيد الداخلي فيكفي نفسي زهوا وغبطة وسرورا حين أرى العمارات الحديثة قد شيدت والطرق الكثيرة قد عُبّدت والمدارس قد فتحت والمستشفيات قد أنشئت وإلى غير ذلك من المرافق التي تم انجازها في عهد القائد الميمون – حفظه الله – وفي هذه الفترة الوجيزة من السنين في عمر الدول التي تعتبر بمثابة اعجاز إذا ما قيست بالإنجازات التي تمّت والأعمال التي نفذت خلالها، فإنني أعتبر هذه الذكرى بمثابة وقفة تأمل أتابع فيها شريط الذكريات والإنجازات واين كانت تسير عُمان منذ سبع سنوات مضت من عُمان اليوم عُمان الحديثة، أعاد الله علينا هذه الذكرى وبلادنا الحبيبة تشهد كل يوم انجازا في طريق الرقي والازدهار تحت قيادة قائدنا العظيم مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس حفظة الله.
2- ما هو تقييمكم للجهد الذي بذل في كافة الميادين ( عسكرية _ مدنية ) من خلال السنوات السبع الماضية ؟
الاجابة : منذ بداية 1970م كرس القائد العظيم جلالة السلطان قابوس حفظه الله جُل جهده لشعبه للنهوض به والسير به نحو العلم والتقدم وبناء عُمان الدولة الحديثة ففتحت المدارس الكثيرة حتى يتلقى أبناؤنا من تلقي العلم لكي يتولوا أمور بلادهم كما فتحت المستشفيات ليتلقى المواطنون العلاج على أحدث النظم الطبية الحديثة كما أنشئت المطارات والطرق وأسست وسائل المواصلات السلكية واللاسلكية ، أما الجيش فقد أولاه القائد كل اهتمامه وذلك لبناء جيش حديث يصون حدود عُمان الحبيبة فزود الجيش بأحدث الأسلحة.
3- لوحظ أن ما أحدثه الاعصار بمرباط وغيرها من أجزاء المنطقة الجنوبية لم تأخذ حقها الواجب في الإعلام العالمي، وكان التركيز على أعاصير مصيرة، ما هو السبب باعتقادك وماهي خطة المستقبل لتعمير الأماكن المخربة ؟
الاجابة: إن أجهزة الإعلام والنشر قد قامت بدورها البارز نحو تغطية الأخبار بالنسبة لجميع المناطق التي تضررت من جراء الإعصار الذي أصاب بعض المناطق بالسلطنة إلا أن الإعلام العالمي على وجه الخصوص كان قد كثف الأخبار الأخبار بالنسبة لجزيرة مصيرة، وفي اعتقادي أن مرد ذلك يرجع إلى أنها من أكثر المناطق التي تضررت أو بالنسبة لموقعها الاستراتيجي أما الخطة لإعادة التعمير فبعد انتهاء لجنة إغاثة المنكوبين من عمل المسح بالنسبة للمناطق التي تضررت من جراء الإعصار بالسلطنة، ستقوم الدولة بعمل خطة لإعادة بناء جميع المناطق المتضررة.
– نعي جلالة السلطان المعظم للشيخ بريك بن حمود الغافري بتاريخ 4 يونيو 1979م :
–
نعي جلالة السلطان المعظم للشيخ بريك بن حمود الغافري بتاريخ 4 يونيو 1979م :
بسم الله الرحمن الرحيم
(( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)) صدق الله العظيم، ينعى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم إلى شعب عُمان ابنا بارا وفيا من أبناء هذا الشعب الأبي وهو المغفور له معالي الشيخ بريك بن حمود الغافري وزير الدولة ووالي ظفار الذي وافته المنية ظهر أمس أثر حادث سيارة مؤسف بعد أن قضى رحمه الله حياته مثلا في البذل والعطاء والتفاني في سبيل وطنه وأمته وقائده، حتى آخر لحظه في حياته، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهمنا وأهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
توفي معالي الشيخ بريك يوم الجمعة 3 يونيو 1979م إثر حادث سير أليم، حيث كان رحمه الله في صباح يوم الجمعة ذاهبا إلى ميناء ريسوت لتفقد بعض الأعمال ومع عودته في الساعة الثانية عشرة والنصف وعلى بعد ثلاثة كيلومترات من صلالة وقع الحادث اذ انقلبت السيارة التي كان يقودها ثلاث مرات مما أدى إلى إصابته اصابات كبيرة ونقل على أثر الحادث مباشرة إلى مستشفى قابوس بصلالة حيث حاول الأطباء جاهدين انقاذ حياته إلا أن إرادة الله فوق كل إرادة إذ أصيب بنزيف لم يستطع الأطباء ايقافه، وفي الساعة الواحدة والنصف ظهرا فارق الحياة، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
الملوك والرؤساء وكبار المسؤولين يعزون جلالة السلطان المعظم ( يحفظه الله ويرعاه) :
تلقى جلالة السلطان المعظم برقيات تعازي من عدد من رؤساء الدول والمسؤولينفي وفاة المغفور له معالي الشيخ بريك بن حمود الغافري منهم :
– محمد أنور السادات ( الرئيس المصري ).
– الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ( رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة).
– محمد حسني مبارك ( نائب الرئيس المصري).
– سرور بن محمد آل نهيان ( رئيس ديوان الرئاسة بدولة الإمارات ).
– الوليد بن زاهر وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية.
– سفير السلطنة لدى إيران.
– القنصل العام للسلطنة بكراتشي وأعضاء القنصلية.
صورة السيارة بعد الحادث
المصدر : مجلة العقيدة – 1979م