مسقط-أثير
خلُصت دراسة أجرتها الباحثة سُعاد بنت سرور بن مبارك البلوشية بهدف كشف وتوصيف وتحليل استخدام الصحفيين في الصحف العُمانية العربية اليومية لشبكات التواصل الاجتماعي، وتحديد تأثير استخدام هؤلاء الصحفيين لهذه الشبكات على أدائهم المهني وما يواجه هذا الاستخدام من تحدياتإ لى العديد من النتائج من بينها أن شبكة تويترTwitter هي الأكثر استخداما لدى الصحفيين المبحوثين في الدراسة. وأوضحت نتائج الدراسة أن الهواتف الذكية كانت هي الأجهزة الأكثر استخداما لتصفح الشبكات، وجاء المنزل كأكثر أماكن ولوج عينة الدراسة إلى الشبكات. كما أظهرت نتائج الدراسة أن ثلث العينة يقضون (من ساعة إلى أقل من ساعتين) في تصفح الشبكات. وكشفت الدراسة تصدر الموضوعات الاجتماعية من حيث متابعتها ومشاركتها من قبل المبحوثين. وتوصلت الدراسة أيضًا إلى أن 35% من المبحوثين يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي في أداء أعمالهم الصحفية، وأكد 97 % من المبحوثين أن هذه الشبكات قد أثرت على أدائهم المهني، خصوصا في مجال الحصول على مواد إعلامية من صفحات المسؤولين،مما ساعدهم على إنجاز أعمالهم الصحفية بسهولة ومتابعة مختلف الأخبار.
وأوضحت الدراسة أنه رغم استخدام غالبية الصحفيين المبحوثين لشبكات التواصل الاجتماعي، إلا أن 39 % منهم يلجأون إلى الشبكات للحصول على معلومات، في مقابل نسبة كبيرة منهم تتشكك في مصداقية هذه الشبكات كمصدرِ للمعلومات وإمكانية الوثوق بها. وأظهرت الدراسة قلة حصول الصحفيين على دورات تدريبية حول التعامل مع هذه الشبكات، حيث أكدت نتائج الدراسة أن 26 % فقط من المبحوثين التحقوا ببرامج تدريب متخصصة في مجال استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، فضلاً عن تحديات أخرى تتمثل في الأعباء المهنية وكثرة الواجبات الوظيفية، وعدم توفر أجهزة مزودة ببرامج مُحدثة وغياب خدمة “الوايفاي” في المؤسسات الصحفية، وبالتالي تقليص الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي في العمل الصحفي.
وأوصت الباحثة في دراستها التي قدمتها لاستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في الإعلام بضرورة توفير المؤسسات الصحفية جميع العناصر والموارد والأدوات التي تسهل على الصحفيين استخدام شبكات التواصل بما يخدم عملهم، ودعوة المؤسسات الصحفية في السلطنة إلى الاهتمام بحصول الصحفيين بمختلف مسمياتهم الوظيفية على دورات متخصصة في كيفية التعامل المحترف مع وسائل التواصل الاجتماعي، وأن تقومالجهات التي تنظم وتشرف على عمل المؤسسات الصحفية في السلطنة، مثل وزارة الإعلام وجمعية الصحفيين العُمانية، بوضع خطط لتحقيق التكامل والتوازن بين تنمية مهارات الصحفيين في استخدام شبكات التواصل، وبين حث الصحف على تطوير وتحديث أجهزتها وتعزيز الوسائل والأساليب التدريبية. كما أوصت بتعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية (الجامعات والكليات) والصحف بشكل أكبر مما هو عليه الآن، للتأكد من مدى مواءمة المقررات الدراسية في المؤسسات التعليمية للمستحدثات التقنية الجديدة، المستخدمة عالميا في مجال الصحافة، ومن ثم طرح مقررات جديدة تتجاوب مع تطورات بيئة العمل الصحفي الرقمية في عالم اليوم.