مسقط-أثير
تكتبها: نوال الحجرية – رئيسة الفعاليات والإعلام في شركة ماف آند بارتنرز
يعد التصميم الداخلي أحد الأساليب التي تلبي احتياجات الناس عامة في المساحات التي يوجدون فيها بشكل دائم، كالمنزل أو مواقع العمل أو حتى الأماكن التي يرتادون إليها كالمطاعم والمحلات وغيرها، بالمقابل هناك سؤال يتبادر إلى البعض: ما هو الدور الذي يفعله المصمم الداخلي حتى يلبي هذه الاحتياجات؟ وبصورة أخرى لماذا نحتاج إلى مصمم داخلي؟
ثقافة المصمم الداخلي لم تنتشر سابقا مثل الآن، فسابقا كنا نلجأ إلى المقاول ونكلفه ببناء البيت وفقا لاحتياجاتنا أو بالضبط احتياجات الناس العامة بالنسبة للحياة المعيشية والمهنية في المكان المطلوب، وبعد الانتهاء من عملية البناء ننتقل بأنفسنا لتأثيث المكان وتركيب الأرفف والأغراض وغيرها، وربما سنجد أنفسنا نعتمد على بعض الصور التي نبحث عن ما يماثلها دون التفكير عن مناسبة ذلك لنا أم لا، أما الآن وبعد انتشار تخصص التصميم الداخلي أصبح الأمر أوسع وأشمل من كونه عملية بناء وتأثيث، فهناك مسؤولية تقع على عاتق المصممين الداخليين وهي توفير الجو الذي يتناسب مع كل أفراد المكان وشخصياتهم وأعمارهم، بالإضافة إلى دراسة طاقة المكان وحركة الناس فيه وموازنة كل الخامات الموجودة والقياسات الصحيحة للمكان، وصولا لتحقيق الانسجام والتوازن والراحة فيه.
سنطرح مثالا واضحًا على عمل المصمم الداخلي في مشروع سكني كالمنزل مثلا، حيث يكمن دور المصمم في إكمال الدور الذي يشغله المهندس المعماري من تخطيط للمكان والمساحات، فبعد عمل المهندس يبدأ عمل المصمم الداخلي في بناء البيئة الداخلية للزوايا التي خططها المهندس المعماري، بالصورة التي تتناسب مع أسلوب المعيشة الذي يبحث عنه أصحاب المنزل ، لذا بعد أن يمسك المصمم الداخلي المشروع يبدأ أولا بدراسة بعض البيانات لأصحاب المنزل وهي: حالة الزوجين (مثال) من ناحية توفر الأبناء حاليا، كم شخص سينام في كل غرفة، كيف هي نظرتهما للمجلس، المطبخ وغيرها، ثم تبدأ عملية القيام بمخطط الأثاث، والذي لا يعرف عنه الكثير من الناس بأن أهمية مخطط الأثاث تكمن في رسم العلاقة بين الإنسان والمساحة الموجودة، حيث إن الإنسان هو من سيستخدمه وهو من سيتحرك من خلاله وحوله في المكان نفسه، لذا على المصمم معرفة خلفيات هذا المخطط والأشخاص الذين سيكونون ضمن هذا المخطط، مثل أعمارهم، عددهم، أجناسهم ، المرحلة التي يشغلها إن كان بينهم من في المدرسة أو في الجامعة، هل سيستخدمها لدراسته أم أن هناك غرفة أخرى لهذا الغرض، وغيرها من المعطيات المهمة لبناء قاعدة تفيده في تصميم المساحات بما يتناسب معهم على المدى البعيد، بعدها وبناء على إجابات تلك الأسئلة، تبدأ مرحلة تنفيذ القياسات للمساحة حسب مخطط الأثاث والبيانات، فحين يبدأ المصمم بالعمل على الغرفة، يبدأ من المدخل وهو الباب ليتماشى مع كل المساحة بنظام، يوزع السرير، غرفة الملابس إن وجدت، دورة المياه الخاصة بالغرفة، الإنارة، نقاط الكهرباء على جانبي السرير، مكان الهاتف المنزلي، زر التحكم بإنارة السقف، مكان النوافذ وغيرها من عناصر المخطط الذي رسمه المصمم وفقا للبيانات الموجودة حتى الانتهاء والخروج من الباب نفسه، وكل ما سبق ينطبق على كل غرفة أو مساحة في المنزل.
الجدير بالذكر أن العمل على مخطط التصميم الداخلي للمساحات يتم بطريقة إلكترونية عبر تصميمه بصيغة الثري دي الذي يساعد أصحاب المنزل على رؤية الغرفة قبل أن تُنفذ وكأنها على أرض الواقع، مما يسهم في اتخاذهم القرار المناسب وإعطائهم المرونة في التفكير بإيجابية دون قلق من ماهية تنفيذ المنزل وهل سيكون مريحًا أم العكس، وعليه يمكن القول بأن التصميم الداخلي هو عمارة داخلية، حيث إن المصمم الداخلي هو من يحدد الحركة الداخلية وأبعادها و نمطها بناءً على الواقع الذي لديه واحتياجات المالك.