الشخصية العُمانية التي امتلكت 22 ألف رسالة مخطوطة

الشخصية العُمانية التي امتلكت 22 ألف رسالة مخطوطة
الشخصية العُمانية التي امتلكت 22 ألف رسالة مخطوطة الشخصية العُمانية التي امتلكت 22 ألف رسالة مخطوطة

أثير- تاريخ عمان

أثير- تاريخ عمان

إعداد: د. محمد بن حمد العريمي

إعداد: د. محمد بن حمد العريمي

على مدى تاريخها الحضاري الضارب في العراقة والقدم، أنجبت الحضارة العمانية العديد من الأسماء والشخصيات التي برزت في مختلف المجالات، وكانت أشعةً من نور، ومصابيح أضاءت الطريق لمن أتى من بعدهم بإنجازاتهم المختلفة، وإسهاماتهم الحضارية التي أسهمت في تخليد اسم عمان الحضاري بأحرفٍ من ذهب.

(أثير) تعرض في هذا التقرير ملامح من سيرة إحدى هذه الشخصيات التي برزت في المجال الاجتماعي والثقافي، لدرجة أنه كان يمتلك حوالي اثنتين وعشرين ألف مراسلةٍ مخطوطة مع عدد من شخصيات عصره المختلفة، وهو الشيخ علي بن عيسى الزدجالي. 

الشخصية العُمانية التي امتلكت 22 ألف رسالة مخطوطة
الشخصية العُمانية التي امتلكت 22 ألف رسالة مخطوطة الشخصية العُمانية التي امتلكت 22 ألف رسالة مخطوطة

نشأته

نشأته

هو علي بن عيسى بن خميس الزدجالي من شخصيات صور البارزة في القرن العشرين، وُلد في منطقة المخرمة (نعمة) بولاية صور وذلك في عام 1312هـ/ 1894م، ونشأ فيها حيث قرأ القرآن وتعلم مبادئ العلوم في الكتّاب، ثم التحق بالمدرسة التي أنشأها الشيخ سالم بن عبد الله الخنجري بمطرح حيث لازمه عدة أعوام وقرأ عليه في شتى الفنون، قفل الشيخ بعدها راجعًا إلى صور حيث تولى بعض المهام الشرعية في أول أمره كالإمامة والخطابة والوعظ في جامع حارة البلوش.

اهتماماته وإنجازاته

اهتماماته وإنجازاته

برز الشيخ علي بن عيسى في عدة مجالات كالتجارة والملاحة وعلوم الدين والتاريخ، وكان واحدًا من روّاد التنوير في الشرقية، كما كان مولعًا بالمطالعة ومتابعة أخبار الأقطار حول العالم ويقتني لذلك المجلات التي كان يشترك فيها، فتصله الأعداد إلى صور بل ويشارك في الكتابة بها ويرد على بعض كتّابها، وينسب إليه أنه أول من دخل ميناء صور بسفينة غير شراعية، وأول من أدخل المذياع إليها، وكان له مجلس يلتقي فيه أعلام الشرقية.

برز الشيخ علي بن عيسى في عدة مجالات كالتجارة والملاحة وعلوم الدين والتاريخ

، وكان واحدًا من روّاد التنوير في الشرقية، كما كان

مولعًا بالمطالعة ومتابعة أخبار الأقطار حول العالم ويقتني لذلك المجلات التي كان يشترك فيها، فتصله الأعداد إلى صور بل ويشارك في الكتابة بها ويرد على بعض كتّابها

، وينسب إليه أنه أول من دخل ميناء صور بسفينة غير شراعية، وأول من أدخل المذياع إليها، وكان له مجلس يلتقي فيه أعلام الشرقية.

ولسعة اطّلاعه فقد كان الشيخ علي متقنا لعدة لغات ولهجات إضافة إلى العربية كالزدجالية والسواحلية والحيدر أبادية والبلوشية والإنجليزية وغيرها، كما كان له باعٌ طويل في أنساب القبائل والعشائر بالمناطق الشرقية بعمان مع اطلاعه على تاريخها.

 لكن أبرز مجالاته هو الدور الذي قام به قبل عصر البريد والهاتف، من تنظيم الاتصال وتبادل المعلومات والوثائق والأموال بين الناس، حيث كانت للشيخ دراية في توثيق الرسائل التي كانت تصل إليه من داخل عمان وخارجها ومن كل أطياف المجتمع حتى أسس لذلك نظاما بريديا يعد الرائد فيه، وقد احتفظ بمجمل الرسائل التي تلقاها من شخصيات عصره الشهيرة من حكام وعلماء فبلغت اثنتين وعشرين ألف رسالة ما تزال مخطوطة، وهي تقدم صورة دقيقة عن الحياة في منطقة الخليج في النصف الأول من القرن العشرين، ولم يبق منها سوى 6000 وثيقة حيث ضاع أغلبها في الأنواء المناخية التي ضربت عمان 2007.

 لكن أبرز مجالاته هو الدور الذي قام به قبل عصر البريد والهاتف، من تنظيم الاتصال وتبادل المعلومات والوثائق والأموال

بين الناس، حيث كانت للشيخ دراية في توثيق الرسائل التي كانت تصل إليه من داخل عمان وخارجها ومن كل أطياف المجتمع حتى أسس لذلك نظاما بريديا يعد الرائد فيه، وقد احتفظ بمجمل الرسائل التي تلقاها من شخصيات عصره الشهيرة من حكام وعلماء فبلغت اثنتين وعشرين ألف رسالة ما تزال مخطوطة، وهي تقدم صورة دقيقة عن الحياة في منطقة الخليج في النصف الأول من القرن العشرين، ولم يبق منها سوى 6000 وثيقة حيث ضاع أغلبها في الأنواء المناخية التي ضربت عمان 2007.

اثنتين وعشرين ألف رسالة

علاقاته

علاقاته

كان الشيخ على علاقة وطيدة بالعديد من السلاطين والأمراء والشيوخ في عُمان ومنطقة الخليج العربي، ويدل على ذلك كثرة المراسلات المتبادلة بينهم، ومن يتتبع تلك الرسائل يجد أن بعضها يعود إلى عدد من مشايخ إمارات الخليج، وبعضها يعود إلى شخصيات عمانية عديدة مثل السيد أحمد بن إبراهيم، والشيخ سليمان بن حمير، والإمام غالب بن علي، ومشايخ آل حمودة، والشيخ سليمان الرؤّاف أحد علماء الدين في منطقة جعلان في الأربعينيات من القرن العشرين، وغيرهم العديد من الشخصيات الدينية والسياسية والاقتصادية، كما كان على علاقة وطيدةٍ كذلك مع السلطان سعيد بن تيمور الذي قرّبه وكان يستشيره في العديد من الأمور العامة والخاصة، وكانت المراسلات بينهما لا تنقطع.

مؤلفاته

مؤلفاته

للشيخ علي عدة مؤلفات فُقد أغلبها ومن بينها كتاب جمع فيه إجاباته على عدد من المسائل الفقهية التي وجهت إليه، وله مخطوط كتاب “الحاوي” دوّن فيه مذكراته وملاحظاته في موضوعات عديدة، وهو مفقود، كما وضع كتابًا حول تاريخ صور بطلب من أحد معاصريه، وقد استعاره أحد أصدقائه لينسخه لنفسه وانقطع خبر الكتاب.

وفاته

وفاته

توفي الشيخ في العاشر من رمضان من عام 1387هـ الموافق 1967م، وقد حضر جنازته جمعٌ كبير من الناس لمكانته العلمية والاجتماعية، ولعلاقاته الطيبة مع كافة أطياف المجتمع.

المراجع

المراجع

1-    البلوشي، إبراهيم والعوبثاني، هادي. التاج المرصّع، ج2، ط1، مكتبة الورّاق العامة، سلطنة عمان، 2019.

1-   

البلوشي، إبراهيم والعوبثاني، هادي. التاج المرصّع، ج2، ط1، مكتبة الورّاق العامة، سلطنة عمان، 2019.

2-    موقع صارية الإلكتروني http://www.sariyah.net

2-   

موقع صارية الإلكتروني

http://www.sariyah.net

3-    موسوعة السلطان قابوس لأسماء العرب (دليل أعلام عمان)، جامعة السلطان قابوس، ط1، مكتبة لبنان 1991.

3-   

موسوعة السلطان قابوس لأسماء العرب (دليل أعلام عمان)، جامعة السلطان قابوس، ط1، مكتبة لبنان 1991.

4-    يوسف، محمد خير رمضان. معجم المؤلفين المعاصرين، ج1، مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض، 2004.

4-   

يوسف، محمد خير رمضان. معجم المؤلفين المعاصرين، ج1، مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض، 2004.

  • الصور من كتاب (التاج المرصّع) ج2، ومن مواقع مختلفة بشبكة المعلومات العالمية (الإنترنت).

الصور من كتاب (التاج المرصّع) ج2، ومن مواقع مختلفة بشبكة المعلومات العالمية (الإنترنت).

Your Page Title