فضاءات

د.سالم بن سلمان الشكيلي يكتب: عجيبٌ أمرك أيّها الشاهين

د.سالم بن سلمان الشكيلي يكتب: عجيبٌ أمرك أيّها الشاهين
د.سالم بن سلمان الشكيلي يكتب: عجيبٌ أمرك أيّها الشاهين د.سالم بن سلمان الشكيلي يكتب: عجيبٌ أمرك أيّها الشاهين

أثير- د.سالم بن سلمان الشكيلي

طغت خلال الأيام الماضية حادثة الشاهين وما فعله بفرائسه، الأمر الذي أدى إلى غلق حسابه على وسيلة التواصل الاجتماعي “تويتر”، دون ذنب اقترفه غير أنه غرّد بمجموعة تغريدات مثل خلق الله، لم تتضمن إساءة مباشرة تخرج عن خط تداول المعلومات المتاحة في العديد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية لكتاب معروفين في الشرق والغرب .

ورغم أني لست من متابعي حساب الشاهين قبل هذا المقال، إلا أنّني لم أجد مبررًا واحدًا في تغريداته يُخرجها عن الذوق العام ويكون سببًا في غلق الحساب؛ فالشاهين تعاطى مع مجموعة تحليلات وفرضيات سياسية وعسكرية متاحة بشكل طبيعي في وسائل التواصل الاجتماعي، لكن المبرر الخفي الذي دفع بإدارة تويتر إلى أن تفعل ما فعلت هو النكاية به وعقابه وترهيب الآخرين على وقع “إيّاك أعني وافهمي يا جارة”.

نحن في زمن الحريات ومن بينها حرية الرأي والتعبير عنه، وحرية الصحافة التي تكفلها المواثيق والعهود الدولية، وتكفلها الدساتير والأنظمة الأساسية، وقبل هذا وذاك تكفلها شريعتنا الإسلامية، ولا حجر على رأي طالما أنه لم يتسبب في الإساءة لكرامة الإنسان، أو يثير الفتنة أو يدعو إلى العنصرية ، وليس في تغريدات الشاهين أيٌ من ذلك .

يبدو أنك أيها الشاهين بما سطرته في تغريداتك من معلومات أوجعت فرائسك إلى الحد الذي جعلها تتدخل وتضغط بكل ثقلها المالي لغلق حسابك؛ حتى لا تعود لسيرتك الأولى، ظنًا منهم أنك ستستكين ويستكين غيرك، غير مدركين أنّ لدينا بدل الشاهين الواحد مئات الشياهين أو الشواهين التي لن تستسلم، ولن تسكت عن قول الكلمة الحرة والحقيقة المرة في حلوق مَن لا يهواها وينكرها لتحقيق مآرب هو يهواها، “فهم للحق كارهون” .

والعتب كل العتب على إدارة تويتر التي أصبحت مسيّرة وليست مخيرة، تأتمر بأوامر مَن لها دافع الدراهم والدنانير فليس لها حول ولا قوة غير السمع والطاعة، حتى لو كان ذلك يُخالف السياسات المعتمدة لديها .

ولنلقي نظرة على مئات التغريدات التي يبثها الذباب الإلكتروني يوميًا ضد سلطنة عمان، لماذا لم تتخذ إدارة تويتر قرارات شبيهة بغلقها أسوةً بما فعلته بحساب الشاهين؟ أم أنها تعمل بمقولة “حرام على العمانيين حلال لغيرهم” ؟ لقد فقدت إدارة تويتر الإقليمية مصداقيتها وحياديتها في هذه المسألة، فكيف ستصلح ما فسد !

أما أنت أيها الشاهين الكاسر فامضِ فيما أنت ماضٍ فيه دون هوادة دفاعًا عن الكلمة الحرة وتبيان الحقائق خصوصًا إذا تعلق الأمر بالدفاع عن عماننا الحبيبة، فلا نامت أعين الجبناء. أما ما يُؤخذ عليك بشأن اسمك المستعار -على الرغم من أني شخصيًا لا أحبذ ذلك – إلا أن ذلك لا يُعدّ جريمةً شنعاء حتى تُعاقب عليها؛ فالكثير من الأشخاص يكتبون في وسائل الإعلام المختلفة بأسماء مستعارة ، فما علا ضدهم صوتٌ ولا ارتفع جفنٌ ، ولست أدري لماذا يضنون عليك بذلك.

Your Page Title