رصد-أثير
اتبع آسيوي طريقة جديدة وأسلوبًا نوعيًا في الترويج للمخدرات في السلطنة.
وحسب ما رصدته “أثير” من مجلة الادعاء العام “المجتمع والقانون” فقد وردت معلومات من أحد المصادر السرية الموثوق بها، مفادها قيام شخص من جنسية آسيوية – وهو أحد أفراد عصابة دولية متخصصة في ترويج المواد المخدرة في إحدى ولايات السلطنة- بحيازة كمية كبيرة من المواد المخدرة من نوع الهيروين، وأن المتهم يتَّبع أسلوبًا جُرمیًا مختلفًا لبيع المواد المخدرة، يتمثل في قيامه بوضع تلك المواد على الهواتف العمومية والأماكن العامة، وفي مواقع مختلفة، وذلك بعد أن يقوم المشتري بالتواصل مع التاجر الرئيس الموجود في إحدى الدول الآسيوية، وبعد أن يقوم المشتري بتحويل مبلغ الشراء، يقوم التاجر بإرسال موقع وإحداثيَّات المادة المخدرة عن طريق برنامج (الواتساب)، ثم يذهب المشتري إلى الموقع المحدد ويأخذ المادة المخدرة دون أن يلتقي بأحد، ودون أن يعرف من قام بوضعها.
وبعد فحص المعلومة والتأكد منها، تبين لرجال الضبطية القضائية أن التاجر يقوم باستخدام رقم هاتف دولي فتم تجنيد أحد المصادر السرية للتواصل معه بتاريخ 22 أبريل 2018م، وبعد أن دفع المصدر المصدر السري وأرسل له إحداثيات موقع كمية المادة المخدرة التي قام بوضعها له وتبين بأنها عبارة عن كبسولة موضوعة في علبة سجائر أسفل إحدى المركبات المتوقفة أمام مركز تجاري معروف، إلا أنه لا أثر لواضعها، وبتاريخ 2 مايو 2018م تم إعادة المحاولة دون جدوى.
وفي مساء يوم الواقعة بتاريخ 3 مايو 2018م تواصل المصدر مرة أخرى مع التاجر، وعرض عليه مبلغًا اتفقا فيما بينهما عليه قيمة لكمية من المواد المخدرة،واتبع الأخير الطريقة السابقة نفسها، وأخذ فريق الضبط مواقع مختلفة حتى اشتبهوا في شخصٍ شاهدوه وهو يضع كوبًا ورقيًا بداخله شيء ما، في أحد الهواتف العمومية، مقابل مركز تجاري معروف، فتوجهوا إليه فتم التحفظ عليه وبصدور مذكرة القبض، قام رجال الضبطية القضائية بتحريز الكوب الذي قام المتهم بوضعه ليتضح لهم بعد ذلك أن بداخله محارم ورقية ملفوفٌ بداخلها كبسولة تحتوي على مسحوقٍ بني اللون، وضبط بحوزته هاتف نقال.
وبمجريات البحث والتحري وجمع الاستدلالات اعترف المتهم بأنه يحوز على كمية كبيرة من المواد المخدرة في مقر سكنه، وعند قيام فريق الضبط بتفتیش المسكن، عثروا على مسحوق بني اللون يشتبه أنه لمخدر الهيروين، وكبسولة واحدة ملفوفة وبها المسحوق نفسه وكيس بلاستيكي أبيض اللون كبير الحجم وبداخله عدد (104) كبسولات يحتمل أن تكون من مخدر الموفين وعدد (6) تحتوي المخدر ذاته، وتم ضبط علبة سجائر تحتوي على كبسولتين ومحفظة جلدية تحتوي مبالغ وبطاقات صرف آلي تابعة لأحد البنوك في السلطنة وهاتف نقال.
وباستجواب المتهم لدى الادعاء العام اعترف بما قارفه من فعل مقررًا أنه أتى إلى السلطنة متسللًا عبر البحر وعمل في البلاد في عدة مهن مختلفة دون ترخيص، كما خلص تقرير المركز الوطني للمعلومات المالية بعد فحص بطاقة الصراف الآلي للمتهم إلى وجود شبهة غسيل أموال، وقد أثبت التقرير أن المتهم كان يستخدم بطاقة صرف آلي لشخص من نفس جنسيته كان قد غادر السلطنة قبل عدة أشهر من الواقعة وأكدت التحليلات المالية المجراة أن حركة الحساب كانت مريبة، إذ تدفقت إليه مبالغ جمة من أشخاص بجنسيات مختلفة لديهم سوابق جرمية في قضايا المخدرات.
وفي الختام حكمت المحكمة الابتدائية في جلستها بتاريخ 3 فبراير 2019م حضوريًا على المتهم بإدانته بجنحة تعاطي المواد المخدرة في غير الأحوال المرخص بها قانونًا وجنحة دخول البلاد خلسة بطريقة غير مشروعة ومن غير المنافذ المحددة قانونًا وجنحة العمل بدون ترخيص من الجهة المختصة، وقضت بمعاقبته عن الأولى والثانية بالسجن مدة سنة واحدة وتغريمه مبلغًا وقدره (500) ريال وعن الثالثة بالسجن مدة شهر واحد وتغريمه مبلغًا وقدره (500) ريال، على أن تدغم العقوبات في بعضها وينفذ منها الأشد، مع الأمر بإبعاده من البلاد وعدم السماح له بالعودة إليها.