أثير- نوف الغافرية
لا يُمكن لنا عبر سطور قليلة أن نختصر الحديث عن تاريخنا العماني العظيم، ففي كل مرة أبحث عن قصة معينة أجد نفسي أمام بحر من القصص التي لا يُمكن تجاهلها، وقصة اليوم بدأت بتواصل المواطن محمد بن أحمد أمبوسعيدي مع “أثير” حول موضوع لفت انتباهنا جميعًا سأسرده عبر السطور القادمة.
يقول محمد بأنه بالصدفة وعلى طريق عبري-الرستاق وجد كهوفًا صغيرة فيها هياكل بشرية، ومن المحتمل أنها مقابر أثرية قديمة جدًا.
ويسرد تفاصيل أكثر لـ “أثير” فيقول: “كنت متّجهًا من ينقل إلى صحار، وفضّلت الذهاب عبر طريق عبري-الرستاق لأني أحب هذا الطريق؛ لما فيه من جمال، لكن لفت انتباهي وجود كهوف صغيرة على جانب الطريق فتوقفت لأنظر إليها فتفاجأت بوجود هياكل بشرية بداخلها وما أثار دهشتي بأن الهياكل غير مدفونة”.
“أثير” بدورها أخذت تفاصيل المكان للبحث أكثر عن الموضوع حيث علمنا بأن اسم المنطقة هو “الدفع” وهي في وادي بني غافر بولاية الرستاق.
ويوضح المواطن علي بن حمد الغافري من منطقة “الدفع” بأن هذه الكهوف تسمى محليًا بـ “اللِّجي” وكانت تُستخدم في الخمسينات والستينات قبل وجود المستشفيات في السلطنة لعزل المرضى.
ويضيف: “كان يتم وضع أي مريض مصاب بمرضٍ معدٍ مثل “الجرب” وغيره في هذه البيوت الصغيرة أو الكهوف؛ حتى لا ينقل المرض للآخرين ويوضع فيها حتى يشفى، ونسبة الشفاء كانت ضئيلة جدًا والأغلب وبنسبة 95% يتوفون”.
وناشد الأمبوسعيدي الذي عثر على الكهوف وزارتي السياحة والتراث والثقافة عبر “أثير”؛ للاهتمام بهذه المقابر التي قد تكون لها صلة بتاريخ معين يحكي عن الإنسان العماني القديم والنظر والبحث أكثر عن الطرق العلاجية والإجراءات الصحية عن ذلك في التاريخ العماني.