“صاحب الظل الطويل” نموذجًا: هل يُمكن تحويل الرواية إلى عمل درامي؟

“صاحب الظل الطويل” نموذجًا: هل يُمكن تحويل الرواية إلى عمل درامي؟
“صاحب الظل الطويل” نموذجًا: هل يُمكن تحويل الرواية إلى عمل درامي؟ “صاحب الظل الطويل” نموذجًا: هل يُمكن تحويل الرواية إلى عمل درامي؟

مسقط-أثير
إعداد: عهد الغابشية


منذ زمن بعيد والعالم يربط بين الأدب والسينما، كون كليهما من الفنون التي لا غنى عنها، وسعى الكثيرون إلى تحويل الأدب لعمل تلفزيوني وهذا أمرٌ ليس باليسير، وإنما قوة وجرأة، وقد ينجح ذلك في مرات كثيرة وقد يحدث العكس، فرأي المُشاهد وقارئ الرواية وحده من يحدد ذلك.

وسعى الكثيرون إلى تحويل الأدب لعمل تلفزيوني وهذا أمرٌ ليس باليسير،

لكن يبقى السؤال المطروح:
هل تحويل الرواية إلى عمل درامي يعد نجاحًا للرواية؟
أم سيُهضم حقها بسبب هذا العمل الدرامي؟

لكن


هل تحويل الرواية إلى عمل درامي يعد نجاحًا للرواية؟


أم سيُهضم حقها بسبب هذا العمل الدرامي؟

الجدير بالذكر أن تحويل الرواية إلى عمل تلفزيوني أو سينمائي غالبًا ما يكون أمرًا إيجابيًا للرواية، وترويجًا لها، وإيمانًا من المنتِج نفسه بقوة نَص الرواية وجماله، ومما لا شك فيه بأن الناس ينقسمون إلى من يفضّل القراءة على المشاهدة ومن هم عكس ذلك، وتحويل الرواية يكسب الروائي إقبالًا أكبر من جماهير متنوعين.

 

علاوة على ذلك يقول وجدي الكومي:” تضيف السينما للنصوص الأدبية بعدًا ترويجيًا مطلوبًا، ومن الأفضل أن نروج للأدب الجيد بكل تأكيد، فضلا عن مكافأة الروائي أو الكاتب الذي يقضي طيلة عمره محنيًا على مكتب، دون أن يلقى تقديرًا أدبيًا من جماهير أخرى غير جماهير قراء الأدب”

يقول وجدي الكومي:” تضيف السينما للنصوص الأدبية بعدًا ترويجيًا مطلوبًا، ومن الأفضل أن نروج للأدب الجيد بكل تأكيد، فضلا عن مكافأة الروائي أو الكاتب الذي يقضي طيلة عمره محنيًا على مكتب، دون أن يلقى تقديرًا أدبيًا من جماهير أخرى غير جماهير قراء الأدب”

وفي جانب آخر، للمنتِج دور مهم في اختيار الشخصيات الملائمة والمناسبة لأداء هذا العمل، فهو من يصنع نجاح العمل المُشاهَد، وكلما ابتعد عن الشخصيات التي تقتل الأحداث الشائقة بضعف تمثيلها، كان العمل أقوى ويصل إلى النجاح الذي يطلبه المُتَابع. بالإضافة إلى ذلك للروايات تفاصيل دقيقة تضفي لمسة إبداعية يشعر بها القارئ، وحتى لا يفقدها المشاهد يجب على المنتِج ألا يهملها حتى يترجم الرواية بشكل صحيح ودقيق.

 

في المقابل الكثير من الروائيين يرفضون فكرة تحويل الرواية إلى عمل درامي، فعلى سبيل المثال يؤكد الروائي محمود شاكر ضرورة أن يشرف الروائي نفسه على العمل خاصة من ناحية السيناريو والحوار. أما الروائي والكاتب محمد الناصر فرفض فكرة تحويل الرواية إلى عمل تلفزيوني ويشجع على اكتفاء المنتِج بأخذ الفكرة فقط، كما في قوله:(السرد الروائي مهما كان طويلاً من الصعب تمثيله في ثلاثين حلقة دون الوقوع في فخ التمطيط، لكن لو تم اقتباس الرؤية فقط وكتابة مسلسل بناءً على هذه الرؤية أو الفكرة تلك الطريقة هي الأفضل)

 

ورغم ذلك هناك الكثير من الروايات التي نجحت في ذلك، ومن الروايات التي حُولَت إلى عمل تلفزيوني وبالأحرى رسوم كرتوني ولاقت رواجًا كبيرًا رواية “صاحب الظل الطويل”، التي كُتبت عام 1912م، وهي رواية عالمية تدور أحداثها حول فتاة في مقتبل عمرها عاشت طفولتها في ميتم أشبه بالجحيم كما تصفه، إلى أن جاء صاحب الظل الطويل ونقلها إلى الكلية لتكمل دراستها، وشجعها على تنمية موهبة الكتابة عندها، الرواية عبارة عن رسائل شهرية ترسلها له كما طلب منها هو.

ورغم ذلك

 

ترجمت بثينة الإبراهيم الرواية، وسعى الكثيرون إلى الحصول عليها كونهم من متابعي الرسوم الكرتونية قديمًا، وفي داخلهم فضولٌ لقراءة النص الأصلي ومقارنته بالرسوم الكرتونية، ومن يقرأ الرواية يشعر وكأن طفولته تشده نحوها، ولا تغيب عن باله بطلة الرواية (جودي أبوت) شكلًا وصوتًا.

 

“صاحب الظل الطويل” نموذجًا: هل يُمكن تحويل الرواية إلى عمل درامي؟
“صاحب الظل الطويل” نموذجًا: هل يُمكن تحويل الرواية إلى عمل درامي؟ “صاحب الظل الطويل” نموذجًا: هل يُمكن تحويل الرواية إلى عمل درامي؟

وختامًا نرى بأن نجاح العمل الدرامي يزيد من نجاح الرواية ويعطي لها جانبًا حيًا ومتحركًا يسهل على القارئ فهم الأحداث، وكل ذلك يعود إلى ذكاء المنتِج في فهم واختيار الرواية التي تصلح لتحويلها إلى عمل درامي.

Your Page Title