أثير – ريما الشيخ
الحلم لازمه منذُ الصَّغر، وكان دافعهُ لتحقيق مراده، والاجتهاد والمثابرة ألهمته ليرى نفسه ذلك المهندس الناجح ، فزاده إصرارًا لتحقيق مناله.
إنه الشاب العُماني محمد بن راشد الغملاسي من ولاية صحم ، بدأت مسيرته الدراسية بجامعة (Louisiana at Lafayette) لدراسة اللغة الإنجليزية لمدة 10 أشهر، ثم انتقل لجامعة Western Kentucky ) ) ليتخرج منها بدرجة امتياز في تخصص الهندسة الكهربائية وتخصص فرعي في هندسة النظم والرياضيات.
حصل الغملاسي على جائزة Cody Mahan)) التي تُعطى باتفاق الهيئة التدريسية في التخصص على حسب المشاركات والإنجازات على مستوى الكلية، حول ذلك، قال محمد لـ “أثير”: تم اختياري بحمد الله وتوفيقه للانضمام إلى جمعية Engineering Honors Society التابعة لكلية الهندسة وذلك من ضمن مشاركاتي في كلية الهندسة، حيث يقوم أعضاء الجمعية باختيار الأعضاء الجدد على حسب المعدل التراكمي وفعاليتهم في الكلية، كما تقوم الجمعية بتنظيم بعض الفعاليات الأكاديمية على مستوى كلية الهندسة.
وأضاف: كما شاركت في جمعية المهندسين الكهربائيين التابعة لكلية الهندسة بمنصب سكرتير، حيث تهدف هذه الجمعية إلى توفير بيئة دراسية لطلاب التخصص وتهيئتهم لمواجهة الحياة بعد التخرج عن طريق تنظيم محاضرات تعليمية.
وقد تم اختيار محمد الغملاسي للعمل على تطوير بعض المنتجات للشركات المتعاقد معها مثل شركة Samsung و شركة TempurSealy الأمريكية، حيث أوضح بقوله: المختبر بشكل عام مختص في تطوير المنتجات الإلكترونية لهذه الشركات؛ لزيادة كفاءتها أو صنع منتجات تساعد الشركة في عملية التصنيع واكتشاف الأخطاء، وجميع الموظفين في هذا المختبر هم طلاب الجامعة من تخصصات مختلفة، ومن ضمن المشاريع التي قمت بالعمل عليها هي مشروع رأس الإنسان لشركة TempurSealy ومشروع آخر لجهاز إلكتروني لشركة Samsung، كما قمتُ ببناء حساسات إلكترونية لبعض المشاريع، وخلال فترة عملي في المختبر اكتسبت الكثير من الخبرات ومهارة التعلم الذاتي، على سبيل المثال قمتُ بتعلم لغات البرمجة مثل لغة Matlab و برنامج Microsoft VBA ؛ لاستخدامهم في تحليل النتائج وإنشاء الرسوم البيانية.
ولا يخلُو درب العلم من الصعوبات أو التغيرات الثقافية خصوصًا إذا كان الدرب خارج بلدك، وهذا ما أكده محمد، فقد واجه في بداية دراسته بعض الصعوبات في فهم المصطلحات العلمية في التخصص، كما واجه اختلاف عادات وتقاليد بلاد الغرب، لكن مع مرور الأيام استطاع التغلب على هذه الصعاب، حيث قال : وفرت الجامعة الكثير من وسائل المساعدة للطلبة، سواء إن كانوا من داخل الولايات المتحدة أو خارجها، أما الفروقات الثقافية فهي من الأشياء الأساسية التي تواجه الطالب المبتعث من وجهة نظري، بحكم أن مجتمعنا العماني قائم على الدين الإسلامي وعلى عادات وتقاليد مختلفة بشكل كبير عن مجتمعات الغرب، لكن نستطيع التغلب على هذه المشكلة عن طريق التعرف على أشخاص من ثقافات أخرى لمعرفة الفروقات والتعامل معهم على حسب ثقافتهم ، وقد ساعدني الاختلاط مع الناس المحليين خلال مشاركاتي في الفعاليات المرتبطة بالثقافة الأخرى باسم الجمعية العمانية على مستوى الجامعة ومدينة بولينج جرين.
الحياة مدرسة، أستاذها الزمن ودروسها التجارب، هكذا كانت حياة الطالب محمد في الخارج، تعلم منها دروسًا كثيرة منها الاعتماد على النفس، والسعي إلى إنجاز أي مهام سواء في مجال الدراسة أو في الحياة اليومية.
وختم محمد الغملاسي حديثه مع “أثير” ناصحًا الطلبة الدارسين في الخارج بالتمسك بهويتهم كعمانيين وأن يكونوا خير سفراء لبلادنا الحبيبة عمان، وعليهم أن يضعوا بعين الاعتبار أن الدراسة هي هدفهم الأساسي في بلد الابتعاث ، كما شكر حكومة السلطنة على توفير فرص الابتعاث، وخص بالشكر والديه اللذين كان لهما الفضل الكبيرعليه، وكل من سانده لتحقيق ما يصبو إليه والوصول إلى هذا المستوى من معلمين وأصدقاء وأقارب.