أثير- جميلة العبرية
عندما يراهن الجميع على شباب الوطن في النهوض والارتقاء به، كلٌ حسب مجاله فهم مُحقون تمامًا؛ فما نراه من تفوّق للفرق العُمانية في مشاركاتها الخارجية وتحقيقها للمراكز الأولى من بين عددٍ لا يُستهان به من المشاركين يؤكد لهذا الرهان، ويُحفِّز لبذل المزيد من شبيبة هذا الوطن المعطاء.
فريق منصة “وصاية” من كلية الخليج الحاصل على المركز الأول في مسابقة الهاكثون الافتراضي الذي حمل عنوان ” الابتكار في زمن كورونا ” من قِبل الجمعية البحرينية للباحثين والمخترعين ( برينز)، هو أحد تلك النماذج التي نجحت في كسب الرهان بأن الشاب العماني مُبدع في كل المجالات وتحت أي ظروف كانت.
“أثير” تواصلت مع الفريق حيث حدثتنا سوزان بنت حميد السيفية مديرة المنصة عن فكرة المشروع قائلةً: بدأت فكرة المشروع بعدما لاحظنا أن أولياء الأمور خصوصًا الأمهات العاملات يواجهن صعوبة في التنسيق بين العمل وإيجاد البديل الأنسب لرعاية الأطفال في فترة وجودهن بمكان العمل، وتحديدًا أن البعض يقيم في منطقة مختلفة عن مسقط رأسه بحكم طبيعة العمل، فمن خلال تحليل البيانات التي قمنا بها وجدنا أن (45%) من العينة التي قمنا بدراستها مُقيمة في محافظة مسقط، ونسبة (74%) منهم تجد صعوبة في التعرف على المؤسسات أو موقعها والتي من شأنها أن تقوم بدور الأم البديل أثناء انشغال الوالدين عن الطفل. فعلى الرغم من انتشار مؤسسات التعليم قبل المدرسي المتمثلة في ( الحضانات ورياض الأطفال ) بشكل واسع حيث تصل إلى ألف مؤسسة متوزعة في محافظات السلطنة إلا أن هناك حاجة مجتمعية مُلحة في إنشاء دليل لمثل هذه المؤسسات حتى يسهل على الأم الموظفة عملية اختيار الأقرب والأنسب لأطفالها؛ لذلك تم إنشاء تطبيق خاص أطلقنا عليه اسم “وصاية” يربط بين شريحتين من العملاء:أولياء الأمور كمستفيدين من الخدمة، ومؤسسات التعليم قبل المدرسي المصنفة كمقدمي خدمة.
وتضيف السيفية: التطبيق له عدد من المزايا التي من شأنها أن تُحسّن عملية البحث، وتسهّل بعد ذلك عملية التسجيل والتواصل مع إدارة المؤسسة المنتسب لها الطفل، ومتابعة ما يقوم به على مدار الوقت الذي يكون فيه داخل المؤسسة.
وعن فريق وصاية تخبرنا بقولها: كل فرد من أفراد الفريق كان مكملا للبقية، وكل شخص منهم متخصصٌ في مجال ولديه خبراته الخاصة والمعينة على سد حاجيات العمل، حيث يضم الفريق إلى جانبي أنا المسؤولة عن إدارة المشروع، سالم بن أحمد الحبسي المعني بإدارة الجانب التقني وتقديم الدعم الفني في مشروع منصة وصاية، ومحمد بن أحمد الحبسي – مدير الشؤون المالية ، ومروة الربيعية – المختصة بإدارة الجانب التسويقي ، وسعيد بن أحمد الحبسي – مسؤول قسم العلاقات العامة والموارد البشرية.
وتوضح سوزان مراحل المشاركة في مسابقة الهاكثون الافتراضي الذي حمل عنوان ” الابتكار في زمن كورونا ” قائلة: مررنا بعدة مراحل للمشاركة وهي فترة التسجيل حيث قمنا بتقديم مقترح المشروع عن طريق تعبئة استمارة إلكترونية ، وانتهت فترة التسجيل في تاريخ 26 أغسطس ليتم الإعلان عن مقترحات المشاريع المؤهلة للمشاركة في تاريخ 2 سبتمبر والتي ضمت أكثر من 22 فريقا منافسا من دول الخليج والوطن العربي، ليتم تدريبهم وتأهيلهم لتحويل فكرة المشروع إلى أرض الواقع من خلال تقديم العديد من الورش التدريبية على أيدي نخبة من الخبراء في المجالات المختلفة. وانتهى الهاكثون الافتراضي بتتويج مشروع “منصة وصاية” بالمركز الأول على مستوى الوطن العربي، يليه مشروع “كمام إلكتروني بتقنية النانو” من المملكة العربية السعودية بتتويجه بالمركز الثاني وأما المركز الثالث فجاء من نصيب جمهورية العراق بفوز مشروع “منظومة تحفيز وإخراج البلغم والمواد المخاطية من المجاري التنفسية والرئتين للمريض”.
سألناها: ماذا يعني لكم هذا الفوز، فأجابت: فوزنا على الصعيد الدولي أكسب “وصاية” مكانة وسمعة طيبة وسط السوق العربي، تُمهِّد إلى الوصول لهدف أكبر وهو ضم المؤسسات المستهدفة من قِبل الدول المجاورة، وأيضا هو مكسب لنا من ناحية توثيق العلاقات مع ذوي الخبرة الذين لطالما كان لهم الفضل الأبرز في دعم المشاريع الشبابية المبتكرة، أما على الصعيد المحلي فهو بمثابة عامل جذب لاستقطاب أكبر عدد من شريحة العملاء المستهدفين للتعرف أكثر على التطبيق والانضمام إليه وذلك من أجل الإسهام في تطويره وتنميته من قبلهم ولمصلحتهم، وهذا يعد أحد المُمكِّنات الرئيسية لاستدامة هذا المشروع.

وتضيف: التحدي الأكبر الذي واجهناه في بداية مسيرة تكوين مشروع وصاية هو كيفية الوصول إلى العملاء في ظل تطبيق الإرشادات الصحية الصادرة من اللجنة العليا لمكافحة كورونا (كوفيد -19) لجمع بعض البيانات المهمة والداعمة للتحقق أكثر عن وجود المشكلات التي تعاني منها الفئات المستهدفة في منصة وصاية . وقد اتبعنا العديد من الحلول البديلة التي تكللت بالنجاح في الوصول لعدد جيد من أولياء الأمور ومؤسسات التعليم قبل المدرسي . ومن هذه الحلول إعداد استمارة إلكترونية لكلا الطرفين تحتوي على أسئلة واستفتاءات لفهم أكثر لطبيعة المشكلة على أرض الواقع ومدى تقبل أولياء الأمور والمؤسسات لاستخدام التطبيق دون بذل المزيد من الجهد واستنزاف الوقت في المشاوير وهدر المال. وقد تم توزيعها عبر منصات التواصل الاجتماعي بالتعاون مع المعارف والأصحاب لضمان الوصول لأكبر عدد ممكن وتغطية جميع محافظات السلطنة.
واختتمت مديرة المنصة حديثها لـ “أثير” قائلة بأن الجهود لا تزال تتضافر والعمل متواصل لجعل التطبيق بين أيديكم في أقرب وقت لتجربته والتجول بين مزاياه، تابعونا عبر الحسابات الخاصة بوصاية لمعرفة كل ما هو جديد، والحدث الأهم وهو موعد إطلاق المنصة بالنسخة الأولى الرسمية في المتاجر الإلكترونية.