أثير- جميلة العبرية
أضيء مؤخرًا برج ميناء الدقم في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وهو إشارة إلى جاهزية التشغيل التجاري لميناء الدقم بنسبة 100%.

“أثير” بحثت عن تفاصيل برج ميناء الدقم ومكوناته، حيث يُعدّ البرج أحد المكونات الرئيسية للبنية الأساسية اللازمة للتشغيل الكُلي للميناء، وهو المنظم الرئيس للحركة والأنشطة البحرية من حيث دخول وخروج السفن الى حوض الميناء ورسوها على الرصيف التجاري، أو رصيف المواد السائلة والسائبة المخصص للمنتجات النفطية أو أرصفة الحوض الجاف أيضا.
ويتكون البرج من مكاتب إدارية وقاعة للمراقبة البحرية، وأجهزة اتصالات ومراقبة لحركة السفن، ويصل ارتفاعه إلى حوالي 55 مترًا أي حوالي ارتفاع 11 طابقًا..

ويُعد البرج أيضًا معلمًا مهمًا داخل أرض الميناء، وقد روعي في تصميمه وهندسته بأن يكون مواكبًا للمواصفات العالمية للموانئ بالإضافة إلى معايير الجوانب التشغيلية للميناء بصفة خاصة.
جديرٌ بالذكر بأن ميناء الدقم يقع على الشاطئ الجنوبي الشرقي للسلطنة، ويجاور أكبر مشاريع النفط والغاز والتعدين في البلاد، وهو مشروعٌ مشترك بين مجموعة اسياد واتحاد ميناء أنتويرب.
وتقوم المرحلة الأولى من مشروع ميناء الدقم، على تجهيزه برصيف رسو للأغراض التجارية بطول 2200 متر وقنوات بعمق 18 مترًا جاهزة لاستقبال جميع أنواع السفن، وذلك ضمن مخططٍ لجعله بوابة تجارية عالمية متعددة الأغراض ومركزًا للشحن العابر، إذ يستفيد من موقعه المثالي كبوابة متكاملة واحدة تتدفق منها البضائع نحو أسواق الشرق الأوسط، وخصوصًا البضائع القادمة من آسيا. وقد صُمّمت العملية بالكامل كي تبقى قابلة للتوسعة مع نمو حصة الميناء من السوق. بالإضافة إلى ذلك، تُعرف هذه المنطقة بثروتها الهائلة من الموارد السمكية، لذلك يطمح ميناء الدقم أيضًا إلى أن يصبح مركزًا بارزًا لصناعات معالجة الأسماك ولمشاريع الاستزراع السمكي.
ونجح ميناء الدقم منذ بدء عمله عام 2012م بمراكمة خبرات قيّمة في مجال مناولة الحمولة الموزّعة وفي التعامل مع مشاريع الشحن الكبرى والشحنات الصلبة الضخمة. وقد دخل الميناء الخدمة بعد سنةٍ واحدةٍ من افتتاح الحوض الجاف المجاور، واستفاد من خطّ التغذية المتعدد الأغراض الذي يربط الدقم بالموانئ الإقليمية الرئيسية، مما سهّل حركة الحاويات الداخلة إلى الميناء والخارجة منه واختصر الأوقات اللازمة لتوصيل الشحنات.
وخلال العام الجاري 2020م سُمِح للميناء بالانتقال من “مرحلة ما قبل التطوير” إلى “مرحلة التشغيل” التام. ويضم الرصيف التجاري محطة حاويات متكاملة يُمكن توسعتها لتستوعب 1.5 ملايين وحدة مكافئة لعشرين قدمًا، ومحطة مخصّصة لسفن الدحرجة، ومحطة متعددة الأغراض، ومحطة للبحرية، ومحطة للشحنات الصلبة بقدرة استيعابية تبلغ 5 ملايين طن في السنة لاستقبال شحنات المعادن المتوفرة بكثرة في المناطق القريبة من الميناء. أما محطة الشحنات السائلة المخطّط إنشاؤها في القطاع الشمالي من الميناء وافتتاحها عام 2020م قبل وقتٍ من افتتاح مصفاة الدقم، فتمتد على 70 هكتارًا من مساحة الرصيف وتضمّ 7 مراسٍ ومن المقرّر أن تبدأ عملها عام 2023. وسيسمح ذلك أيضًا لميناء الدقم بأن يتجه إلى تطوير مشاريع للشحنات السائلة الضخمة في وقتٍ أبكر.