أثير – ريما الشيخ
الشباب زينة الوطن وهم سواعده، وهم من حملوا السلاح ليحموا هذا الوطن، وهم من حرثوا الأرض لتزهر بنعمة الله علينا، وهم من رسموا الوطن على جبينهم حبًا، ونقشوا أعمالهم بمختلف الصور ليمجدوا هذه الأرض ومن سكن بها.
أنهم الشباب العماني الذي نتحتفي به اليوم من كل عام والذي خصصه جلالة السلطان قابوس بس سعيد –طيب الله ثراه- إكرامًا لهم.
ولو عدنا لبداية النهضة المباركة ومنذُ تولي السلطان قابوس بن سعيد –طيب الله ثراه- زمام الحكم في 23 يوليو من عام 1970م، كان هناك اهتمام جلي بالشباب العماني كونهم يمثلون الشريحة الأكبر من مكونات المجتمع العماني، ففي 1976م تم إنشاء وسام الاستحقاق للشباب (الذكور والإناث) الذين يقدمون خدمات جليلة للوطن والشعب سواء في المجالات العلمية أو الفنية أو الإنتاجية أو الرياضية أو الخدمات العامة أو الأمن أو النظام العام وإنشاء المجلس الأعلى للشباب 1982م الذي تخصص بتحديد الأهداف والسياسة العامة لرعاية الشباب في المجالات الثقافية والاجتماعية والرياضية واقتراح الإجراءات اللازمة لتنفيذها ووضع خطط قومية في ضوء تلك الأهداف والسياسة العامة.
وفي عام 1983م خصص السلطان قابوس -رحمه الله- عامًا للشبيبة، حيث كان هذا العام من الأعوام الأولى التي حرص جلالته على أن يخصصها لقطاع معين ليكون تكريما لهم.
واستمر هذا الاهتمام للأعوام التي تلت عام 1983م، فبعد 10 أعوام من عام الشبيبة، أكد -طيب الله ثراه- مرة أخرى على أهمية دور الشباب العماني التي يقوم بها في مختلف جوانب الحياة وخصوصًا العمل للنهوض بالوطن؛ فأعلن عام 1993م عامًا للشباب العماني، وفي عام 2011م أصدر مرسوم سلطاني خاص بإنشاء اللجنة الوطنية للشباب لتكون منبر الشباب الأول في عُمان.
ولم يغفل –طيب الله ثراه- عن كل ما يشغل فكر الشباب وتطويره للأفضل، فقد اهتم بتعليمهم وتوفير المدارس والجامعات والمعاهد وحرص على أن يتلقى التعليم فالخارج أيضًا، واهتم بالجانب الرياضي، فتم بناء الأندية الرياضية والملاعب، واهتم بالثقافة والصحة وبكل الجوانب المختلفة لهم.
وفي مطلع هذا العام جاء سلطان الشباب، جلالة السلطان هيثم بن طارق –حفظه الله ورعاه– ليكمل هذا الاهتمام ويبارك الشباب العماني بعلمه ونوره، ويقودهم للافضل لتحقيق متطلباتهم وطموحاتهم.
فعند تولي جلالته -حفظه الله ورعاه- الحكم، أكّد في خطابه السامي أن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي ينضب، و هم حاضر الأمة ومستقبلها، مؤكدًا ضرورة الاستماع لهم وتلمس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم، ليتمكنوا من الإسهام في بناء متطلبات المرحلة المقبلة، وذلك من خلال الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي، والتي ستكون في سلم أولويات جلالته الوطنية، مع إمدادهم بكافة أسباب التمكين.
أن للشباب دور مهم في نهضة البلد، فهم عماد المجتمع، وتحمل المسؤولية والسعي لبناء لبنة الوطن كان من أولوياتهم، ورغبتهم بتطوير وطنهم ليرتقي بمستوى الدول المتقدمة ، وهم من قادوا انفسهم وثبتوا في كل الظروف الصعبة، وتنوعوا في تذليل الصعاب التي تواجههم ، فكانت انجازاتهم يشهد لها على مستوى الوطن العربي والعالمي.
هكذا هم الشباب العماني، عطاء مستمر بلا توقف وبلا حدود، فهنيئًا للوطن بشباب لا يزال يكافح من أجل وطنهم.