أثير – ريما الشيخ
تمتلك إرادة قوية لا تثنيها عن الوقوف بوجه المصاعب، وعزيمة وثقة بالنفس لا تنافَس، جعلت من كفاحها قصة وعبرة للآخرين فسُجلت في كتاب “ملهمون من عمان”.
اختارت مجال الإعلام لحبها له، فكانت تهواه منذ أيام الدراسة، فألقت الشعر وقدمت البرامج على المسرح المدرسي، وناقشت أمورًا كثيرة تخص ذوي الإعاقة، وحاولت أن تغير نظرة المجتمع لهم، كونهم قادرين على أداء الوظيفة التي تناسبهم، وهذا ما دفعها للاستمرار في مجال الإعلام، فعزيمتها وإرادتها قوية ولم تكن بحاجة لتخبئ إعاقتها خلف الكاميرا، فكانت تبحث كثيرًا عن مَن باستطاعته أن يساعدها بتطوير موهبتها.
إنها أميرة بنت خميس الخصيبية من ولاية منح بمحافظة الداخلية، تخرجت من تخصص علوم الحاسب الآلي في مركز الخوض للمعاقين، وأصبحت باحثة عن عمل، لكنها لم تتوقف بأخذ الدورات الصيفية المتعلقة بكل ما يخص تخصصها، رغم إعاقتها الحركية.
تتحدث أميرة لـ “أثير” قائلة: وجدت من يدعمني بعد بحث طويل، ألا وهو المذيع آدم السالمي الذي أدخلني في الفريق التطوعي M3 بقيادة الأستاذ محمد البوسعيدي، وهو الذي شجعني كثيرًا للوقوف على منصة المسرح والتحلي بالثقة التامة أمام الجمهور، بعد شعوري بالتوتر والتردد من نظرات الحضور لي، لكن الحمد لله حظيت أول تجربة لي بالنجاح وتلقيت الكثير من المدح، فرحت بتقبلهم لي وأنا بهذا الوضع، فزاد هذا من حبي لتقديم المزيد، فانضممت لفرق أخرى مثل فريق بارتي تايم مع الأستاذ عبد العزيز الراشدي ، وأيضًا فريق نيازك العطاء وشبكة السفراء الإنسانية.

وتضيف: على الإعلامي أن يملك القناعة التامة بين نفسه وإرادته فيما يقدمه بمجال الإعلام، وأن يثق بالله أولًا ثم بنفسه ، وأن تكون له عزيمة وثقة وصبر وتفاؤل وإصرار، فهذا المجال ليس سهلًا، بالتأكيد يحتاج دراسة وخبرة وموهبة لتكون إعلاميًا ناجحًا ومتألقًا وجريئًا في الوقت نفسه، وألا يخلو وجهك من الابتسامة، فلا تخف ولا تخجل ولا تتردد، ادعم نفسك أولًا وتوكل على الله وبالتأكيد ستحصل على دعم الجميع بكل خطوة تخطوها .


أما عن تضمين قصتها في كتاب “ملهمون من عمان” الذي احتوى على عدة شخصيات موهوبة من ذوي الإعاقة المختلفة في السلطنة، فتوضح عنه: غمرتني الفرحة عندما علمتُ بوجود قصتي في كتاب ملهمون، وشعرت بفخر كبير، فمنذُ سنوات كنت أحلم بهذا اليوم، كان يوما مميزًا لي حين ذهبتُ لأوقع الكتاب للعامة وخصوصًا الذين دعموني بكل حب ومدوا لي يد العون، فكان يومًا لا ينسى.

ذوو الإعاقة الحركية يواجهون في حياتهم صعوبات كثيرة، أهمها انتقاد البعض لهم وانتقاصهم والتلميح بكلمات جارحة لهم، وهذا ما واجهته أميرة من نظرات المجتمع لها وكلامهم الجارح والسلبي والمحبط لها كونها تعاني من إعاقة حركية، لكنها واجهت كل هذا ولم تستلم لكلامهم، بل عدّته نجاحًا لها، وهذا ما أكدته بقولها: وضعتُ ثقتي بالله أولًا وبنفسي، ولم أنصاغ للكلام الجارح، بل جعلته حافزًا لي، فصبرتُ وتفاءلتُ بالخير، وتيقنت بأن الإعاقة ليست في العقل ولا بالإرادة بل الإعاقة في الجسد فقط.

اليوم ترجو أميرة من الإعلام إعطاء الفرص لتوظيف ذوي الإعاقة الحركية، فهم ليس كما يظن المجتمع بأنهم ليسوا قادرين لتقديم الأفضل في هذا المجال، لكن لو أعطيت الفرصة لهم لأثبتوا ما يستطيعون فعله وتقديمه، وعدم الحكم عليهم من إعاقتهم.مؤكدةً بأن طموحات ذوي الإعاقة الحركية لا تختلف عن الإنسان الطبيعي، فهم يملكون طموحًا ليس له حدود، ويملكون من القدرة للعمل ويأملون يومًا أن يشغلوا حيزًا من الوجود الوظيفي في المجالات المختلفة، متأملة بأن تصبح مقدمة برامج في التلفزيون أو في الإذاعة، وتقديم برنامج خاص بذوي الإعاقة لتمثلهم وتسليط الضوء عليهم وإبراز إنجازاتهم ، كما تطمح إلى حمل الشهادة المعتمدة دوليا لتؤهلها للقب الكوتش أو المدربة أميرة .

وفي ختام حديثها لـ “أثير” توجهت أميرة بالشكر لكل من وقف بجانبها من الأهل والأقارب والأصدقاء والمتابعين لها في منصات التواصل الاجتماعي، وخصت بالشكر الأستاذ محمد البوسعيدي رئيس فريق الثلاثي M ، والأستاذ عبد العزيز الراشدي والأستاذ أكرم المعولي وأيضًا فريق نيازك العطاء.