رصد – أثير
إعداد – ريما الشيخ
تشارك السلطنة دول العالم يوم غدٍ الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة من خلال الحملة التي أطلقتها الأمم المتحدة وتستمر حتى العاشر من شهر ديسمبر المقبل؛ وذلك للتوعية بظاهرة العنف ضد النساء.
فما سبب الاحتفال بهذا اليوم؟ وما هي أهميته؟
تشير المعلومات التي رصدتها “أثير” للقارئ الكريم بأنه يتمُّ الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر من كلّ عام، وذلك لرفع مستوى الوعي لدى الشعوب بقضية العنف الجسدي والنفسي الذي تتعرّض له ملايين النساء والفتيات داخل بيوتهنَّ وخارجها، ويُشكّل هذا اليوم بدايةً لحملة من النشاطات ضد العنف الاجتماعي، حيث تستمر هذه الحملة ستة عشر يوماً من النشاطات وتنتهي في اليوم العاشر من ديسمبر الذي يُصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ويعود الفضل في نشأة هذه الحملة إلى أول معهدٍ للقيادة العالمية للنساء وذلك بتنسيق وتوجيهاتٍ من المركز الرئيسي للقيادة العالمية للنساء.
تاريخ اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة
لم يتمّ اختياره صدفةً، حيث يعود هذا التاريخ إلى حادث اغتيال الأخوات ميرابال عام 1960م؛ بسبب هويتهم كنساء وكونهنّ ناشطات يُدافعن عن حقوقهن؛ لذا بدأ نشطاء حقوق المرأة منذ العام 1981م بإحياء ذكراهنّ في هذا الوقت من كلّ عام، وفيما بعد أعلنت هيئة الأمم المتحدة قراراً في العام 1993م يُعنى بالقضاء على العنف ضدّ المرأة، حيث تضمّن القرار تعريفاً للعنف على أنَّه أيّ فعل من الأفعال القائمة التي ينتُج عنها أو من المحتمل أن تؤدّي إلى الأذى أو المعاناة الجسدية أو الجنسية أو حتّى النفسية للمرأة، كما يشمل ذلك التهديدات بمثل هذه الأفعال أو الإكراه أو الحرمان التعسّفي من حريّتها، سواء كانت هذه الأفعال في الحياة الخاصة أو العامة،وقد مهدّت جميع هذه الجهود الطريق للقضاء على العنف ضدّ النساء إلى حين اتخاذ الجمعية العامة قراراً رسميّاً في السابع من شهر شباط من العام 2000م بإعلانه يوماً عالمياً، ودعت الحكومات والمنظمات الدولية للانضمام وتنظيم أنشطة تهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى الشعوب.
حادثة الأخوات ميرابال
وُلدت الأخوات الثلاثة باتريا، ومينيرفا، وماريا تريزا للأبوين إنريكي ميرابال وماريا مرسيدس ريا في الأعوام 1924م ،1927م، 1927م على التوالي في جمهورية الدومينيكان، وقد تلقين تعليمهن في الجمهورية ثمَّ واصلن التعليم الجامعي إلاَّ إحداهن، وعملن الإخوات مع أزواجهنّ في النشاط السياسي، ونتيجةً لذلك تمَّ اضطهادهنّ وعائلاتهنّ، وبالرغم من أنَّهن تعرضن للسجن وأزواجهن إلّا أنَّهنّ واصلن المشاركة في الأنشطة السياسية والدفاع عن حقوقهنّ، وتمّ اغتيالهنّ وهنّ في طريقهنّ لزيارة أزواجهنّ في السجن، الأمر الذي تسبّب في غضب الشعب حينها.
أهمية وجود يوم عالمي للقضاء على العنف ضد المرأة
هُناك العديد من الأمور التي تدعو إلى وجود يوم عالمي للقضاء على العنف ضدّ المرأة ومنها ما يأتي:
* اعتبار العنف ضدّ المرأة إحدى صور انتهاك حقوق الإنسان. اعتبار العنف ضدّ المرأة وباءً عالمياً.
* ظهور العنف ضدّ المرأة نتيجة التمييز ضِدّها في القانون، والأعمال، وعدم المساواة بين الجنسين.
* إبطاء العنف ضدّ المرأة لعملية التقدّم في العديد من المجالات؛ ولا سيّما القضاء على الفقر، ومكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، وكذلك في الأمن والسلام.
* إمكانية التغلّب على ظاهرة العنف ضدّ المرأة، حيث إنَّها ليست حتميةً فالوقاية ممكنة وضرورية.
قانون العُنف الدولي ضدّ المرأة
يعدّ قانون العنف الدولي ضد المرأة (I-VAWA) جزءاً مهماً من التشريع الذي قُدّم في اجتماع الكونغرس الأمريكي رقم 110 و111، يهدف إلى التصدّي للعنف ضد النساء والفتيات وإنهائه تماماً في جميع أنحاء العالم، ويُمثّل هذا القانون التزامًا من قِبل حكومة الولايات المتّحدة التي خصّصت موارد مالية كبيرة من أجل المساعدة على إيجاد نهج شامل في التصدّي للعنف ضد المرأة، وذلك من خلال ضمان اهتمام السياسة الخارجية وبرامج المساعدة باتّخاذ مجموعة من الإجراءات اللّازمة، بالإضافة إلى دمج الجهود المبذولة لتحقيق ذلك بشكل منهجي بما يضمن حقوق الإنسان.
يتطرّق القانون إلى مشكلة العنف ضد المرأة بشكلٍ عام، فهو يشمل أنواعاً عديدةً من العنف، منها: العنف الأسري، والزواج القسري أو زواج الأطفال، والاغتصاب، وجرائم الشرف، كما يهتمّ بالتصدّي لذلك من خلال إدراج جهود الولايات المتّحدة في عدّة مجالات كبرامج الإغاثة الإنسانية، والإغاثة في حالات الكوارث، والنزاعات وغيرها، ويعتمد قانون العنف الدولي ضد المرأة على اتّباع استراتيجية شاملة، مع وجود آلية مساءلة لتحديد الأسباب الجذرية للعنف، ثمّ تقديم الاستجابة المتكاملة التي تساهم في معالجة المشكلة بكافّة عناصرها.
تاريخ قانون العنف الدولي ضد المرأة
تقديم القانون لأول مرة
وُضع مشروع قانون العنف الدولي ضد المرأة لأوّل مرّة في عام 2007م، إذ قُدّمت أهدافه والميّزات الرئيسية له والتي لا تزال تؤخذ بعين الاعتبار إلى يومنا هذا، ومن هذه الأهداف معالجة التحدّيات التي تواجه النساء والفتيات، والاهتمام بتمكين المرأة، وترسيخ مناصب عليا لتنسيق وتوجيه الجهود المبذولة في ذلك، وقد وضع مشروع القانون خطّة تُبيّن مجموعة من الأنشطة التطويريّة والإنسانيّة التي تهدف للحدّ من العنف القائم على النوع الاجتماعي، إضافةً لتمويل هذه الأنشطة، وبالرغم من دعم مشروع القانون من قِبل العديد من الجمهوريين إلّا أنّه توقّف ولم يتجاوز تطبيقه حدود اللّجنة.
قُدّمت نسخة ثانية من مشروع قانون العنف الدولي ضد المرأة في عام 2010م، وقد أبقى مشروع القانون حينها على الأنشطة الخطية التي وُضعت سابقاً حتى تُنفّذ في أطر استراتيجية، بينما أزال التقييد الذي تميّز به القانون السابق، ومن أهمّ الأنشطة التي تمّ الحفاظ عليها؛ تعزيز قدرة القطاع الصّحي على الاستجابة لحالات العنف، وتعزيز الحماية القانونية والقضائية، ويجدر بالذكر أنّ التغييرات الجديدة على مشروع قانون العنف الدولي ضدّ المرأة قد ساعدت على إكسابه مزيدًا من النجاح، ممّا أدّى بدوره إلى إثارة مخاوف وانتقادات بعض المنظّمات المعنيّة، لذا أُجري تعديل عليه كمحاولة لتهدئة مخاوف المحافظين ونقله خارج حدود اللّجنة، إلّا أنّ محاولة التعديل لم تنجح.
تحويل العالم إلى البرتقالي: موّلوا، واستجبوا، وامنعوا، واجمعوا!
مع تنفيذ البلدان تدابير الإغلاق لوقف انتشار فيروس كورونا، اشتد العنف ضد المرأة وبخاصة العنف المنزلي في بعض البلدان، حيث زادت المكالمات إلى أرقام المساعدة خمسة أضعاف.
وركزت حملة اتحدوا التابعة للأمين العام للأمم المتحدة لإنهاء العنف ضد المرأة — التي تعد حملة متعددة السنوات تهدف إلى منع العنف ضد المرأة والفتاة والقضاء عليه، والتركيز على تعزيز الدعوة إلى اتخاذ إجراء عالمي لجسر ثغرات التمويل، وضمان الخدمات الأساسية للناجيات من العنف خلال أزمة كوفيد – 19 — على الوقاية وجمع البيانات التي يمكن أن تحسن الخدمات الرامية لصون المرأة والفتاة.
وموضوع اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة لهذا العام هو تحويل العالم إلى البرتقالي: موّلوا، واستجبوا، وامنعوا، واجمعوا!”. وكما في السنوات السابقة، سيصادف اليوم الدولي لهذا العام تدشين 16 يومًا من النشاط الذي سيختتم في 10 كانون الأول/ديسمبر 2020 الذي يزامن حلول اليوم العالمي لحقوق الإنسان.