فضاءات

د.رجب العويسي يكتب: يوم الشرطة؛ شواهد إنجاز في ذاكرة الوطن الآمن

د.رجب العويسي يكتب: يوم الشرطة؛ شواهد إنجاز في ذاكرة الوطن الآمن
د.رجب العويسي يكتب: يوم الشرطة؛ شواهد إنجاز في ذاكرة الوطن الآمن د.رجب العويسي يكتب: يوم الشرطة؛ شواهد إنجاز في ذاكرة الوطن الآمن

د. رجب بن علي العويسي

تحتفل شرطة عمان السلطانية بيومها السنوي الخامس من يناير، وسط مشاهد إنجاز نوعية وكمية في مختلف مجالات العمل الشرطي وتشكيلات جهاز الشرطة المختلفة، نهجا قويما، وعملا منظما، وخطط متوازنة، وإستراتيجيات دقيقة، وأنظمة عمل متطورة، وبرامج  أدائية متقدمة، ومنشآت شرطية أمنية وخدمية وتعليمية متطورة آخذة بأفضل مقاييس الأداء وأفضل معايير الإنجاز في منظومة العمل الشرطي العالمية، وصولا إلى شرطة عصرية قادرة على إدارة متطلبات العمل وتشعباته وعمقه وتعقده واتساعه وأبعاده وتنوعه وتجدده وتسارع مفردات العمل الشرطي ومفاهيمه التي استدعت أن تمارس الشرطة دورا استثنائيا في التنمية ومسارا واعدا في العمل من أجل عمان، فحق لها أن تكتب بماء الذهب وأن تسجل في جبين الدهر، وهي تسطّر في كل مشهد أحرف من نور العطاء بلا حدود، والعمل بلا توقف، أنموذج في المنجز الشرطي المتناغم مع طبيعة الواقع ومستجدات التحول الحاصل في المجتمع الذي يرافق شعور المواطن أينما اتجه وسار، ويقترب من بناء مواطنة المواطن وولائه وانتمائه لهذه الأرض الطيبة، ويتناغم المنجز الشرطي مع أبجديات الرسالة الشرطية ودورها التنموي والإنساني في حياة المجتمع ونهضته والحفاظ على ثروة النظام والقانون والأمن وقواعد السلوك الاجتماعي، وما يتسم به واقع هذا المنجز من ابتكارية في الأداء، وإستراتيجية واضحة في التوجه، وتعظيم قيمة العمل النوعي مع ممكنات التطوير، لتنسج في هوية المنجز الشرطي خيوط البناء المتجدد من أجل عمان، في منجزات ماجدة، وحصون أمن شامخة، وخدمات شرطية وسعت كل شيء، وضمنت حصول المواطن والمقيم عليها بكفاءة عالية وجودة ومهنية.

د.رجب العويسي يكتب: يوم الشرطة؛ شواهد إنجاز في ذاكرة الوطن الآمن
د.رجب العويسي يكتب: يوم الشرطة؛ شواهد إنجاز في ذاكرة الوطن الآمن د.رجب العويسي يكتب: يوم الشرطة؛ شواهد إنجاز في ذاكرة الوطن الآمن

إن احتفال شرطة عمان السلطانية بهذا اليوم وقفة تأمل وأمل بما أنجز، واستشراف للمستقبل الواعد بما يحمله من آمال وطموحات وتحديات ومتغيرات وفرص ونجاحات، وهو يجسد عمق الولاء والانتماء لهذا الوطن الغالي وقيادته الحكيمة، ويرصد شذرات من الإنجازات الشرطية التي بحق تدل على عظمة المنجز الشرطي وإخلاص القائمين على هذا الجهاز وقيادته الواعدة، وسقف المعايير التي اعتمد عليها في أدائه، ومرتكزات البناء والتطوير التي انطلق في مسيرة نجاحه، تجسيدا لرسالة الشرطة وأولويات العمل الوطني ومتطلبات كل مراحل التطور في مختلف المجالات، وجسدت هذه المعطيات عمق الترابط مع المجتمع، لذلك ارتبطت الحالة الشرطية بالحالة المجتمعية أيما ارتباط تناغمت فيها مع مقتضيات العمل الوطني ومبادئه وأولوياته، وأسست للشراكة المجتمعية الشرطية التي كان وجودها عونا على تحقيق الأمن الذي نعيشه اليوم بفضل الله وبإرادة أبناء عمان وجهود مؤسسات الأمن واستيعابها لمعطيات الحالة العمانية، ودورها في تعميق منهجيات الأمن في حياة الانسان المواطن، لضمان بقاء هذا التناغم مع المجتمع والشراكة معه باعتباره خط الدفاع الأول الداعم لرسالة الشرطة والمحقق للأمن والقانون والنظام، ترسيخا للنهج القائم على أن الأمن والأمان طريق الأمة في البناء والتقدم ومنطلقها في تحقيق الاقتصاد الواعد، والمحافظة على الثروات، وتوفير بيئات آمنة للإنجاز المبتكر، ووجدت تشكيلات الشرطة ووحداتها وإداراتها في هذه الشراكة منصة لقياس الواقع ورصده واستيعاب أحداثه، وما يحتاجه المجتمع من خدمات، وعبر التجديد المستمر في أدوات العمل الشرطي، وتعزيز فرص الابتكارية والجودة والمنافسة والاستباقية فيها، والوصول عبر حدس التوقعات إلى هاجس المواطن وطموحه في الحصول على خدمة شرطية عالية الجودة.

د.رجب العويسي يكتب: يوم الشرطة؛ شواهد إنجاز في ذاكرة الوطن الآمن
د.رجب العويسي يكتب: يوم الشرطة؛ شواهد إنجاز في ذاكرة الوطن الآمن د.رجب العويسي يكتب: يوم الشرطة؛ شواهد إنجاز في ذاكرة الوطن الآمن

لقد أدت شرطة عمان السلطانية دورا محوريا في كل مراحل التنمية وعلى مدى العقود الخمسة الماضية، وهي تنسج خيوط الأمان، رافعة راية السلام عالية ترفرف على أرض هذا الوطن وترابه المبارك، وهي تتألق في سموات العطاء، وتتقدم في ميادين المنافسة، فحق لها الفخر بما تصنعه من إنجاز، وما تقدمه من إبهار في خلد التنمية  تعزيزا للأمن، وترسيخا للنظام، منطلقة من مبادئ الحق والعدل والمساواة وتطبيق القانون، وترسيخ قيم التعاون والشراكة والمسؤولية، وتعميق روح الإخلاص والنزاهة والضبطية، وهو ما جعل دور الشرطة حاضرا في كل محطات الإنجاز الوطني، بما اتسم به من قوة التأثير، واستدامة العمل وفاعلية الحضور، فمن تقييم للسلوك العام في مواجهة جرائم المخدرات والجرائم الإلكترونية والاقتصادية وغيرها من الظواهر الاجتماعية المهددة لأمن المواطن وهويته، إلى تقديم الدعم للمواطن والمقيم في ظل الأزمات وحالات الطوارئ والحالات المناخية، ومهامها في الإسعاف والإنقاذ والإغاثة، إلى ضمان كفاءة الخطط الأمنية للوقاية من الحوادث المرورية والسلامة على الطريق، إلى منع دخول المتسللين إلى البلاد عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية وإدارة الجمارك، إلى ضبط الممارسات الأخرى المضرة بأمن المجتمع وسلامة المواطن وتحفيز الرأي العام للتجاوب معها من خلال برامج التوعية والتثقيف، إلى جانب استخدام التكنولوجيا الحديثة والتقنيات المتطورة، والتطوير المستمر في أنظمة وهياكل العمل، وتطوير التشريعات والقوانين المنظمة للعمل الشرطي، إلى الاهتمام بكفاءة البيئة التعليمية الشرطية وعبر التحديث النوعي والتطوير المنهجي لأكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة لاستيعاب جوانب التطور الحاصلة في بناء قدرات الشرطي وكفاءته وتأهيله وتدريبه وتلقيه الثقافة الشرطية العامة والتخصصية، إلى التوسع في إنشاء المراكز الشرطية الخدمية والأمنية والقيادات الجغرافية ومراكز التوقيف وتحسين بيئة المرافق الخدمية لمنتسبي الشرطة، إلى العمل على تقوية أواصر التعاون والثقة المتبادلة مع الجمهور، ورفع درجات الجاهزية والتنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية المختلفة، إلى جهودها النوعية المشهودة في التعاطي مع جائحة كورونا ( كوفيد19) والتي عززت من الالتزام المجتمعي في التقيد بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية والضوابط والقرارات التي اتخذتها اللجنة العليا في هذا الشأن.

د.رجب العويسي يكتب: يوم الشرطة؛ شواهد إنجاز في ذاكرة الوطن الآمن
د.رجب العويسي يكتب: يوم الشرطة؛ شواهد إنجاز في ذاكرة الوطن الآمن د.رجب العويسي يكتب: يوم الشرطة؛ شواهد إنجاز في ذاكرة الوطن الآمن

أخيرا فإن شرطة عمان السلطانية وهي تحتفل بيومها السنوي تستشرف في بناء عمان المستقبل ورؤية عمان 2040 مسيرة تحول في بناء الأوطان وسعادة الإنسان، وترسيخ معايير الأمن والسلام، ومحطات لصناعة مجتمع القوة، وتحقيق مفردات التحول في فكر الإنسان العماني وبنائه ووعيه وانضباطه والتزامه، والتثمير في أخلاقه، في ظل ظروف متغايرة وأحداث متتالية وأزمات متتابعة، لتسجل المفردة الشرطية بكل فخر واعتزاز حجم ما أنجزته وحجم ما تنجزه، بصمة في شواهد الأيام وسجل التاريخ، فشكرا للعين الساهرة، عطائها المدرار، ونهجها المخطط، ومسيرتها الظافرة، وعملها المتقن، ويبقى  يوم الشرطة ذاكرة الوطن الآمن، نبراسا يضيئ طريق العزة والكرامة والقوة والمنعة والشموخ والإباء لعمان المستقبل، ويستلهم منه أبناء الوطن الغالي معاني الحب والتضحية لعمان والولاء لقائد مسيرتها المظفرة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى -حفظه الله ورعاه-.

Your Page Title