العمانية-أثير
يُعدّ المؤلف الشيخ عبدالله بن سيف الكندي من ولاية نخل بمحافظة جنوب الباطنة من أوائل التربويين الذين عاصروا فترات التعليم ما قبل النهضة وصولًا إلى منتصف فترة التسعينيات حيث كان من ضمن أوائل رعيل التربية في نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات.
وبعد سن التقاعد بدأ بالتفرغ للقراءة والبحث والتأليف فجمع بين حب المعرفة والاطلاع وحرصه المتواصل على المطالعة والتحقيق وتصنيف المعلومة والبحث والقراءة المستمرة، وله العديد من المؤلفات منها : عقود العقيان في علوم القرآن وسبيل الرشاد في عدة الوفاة الحداد والتحديث في علوم الحديث و الوحدة الإسلامية وفتح المقتدر في الحاج والزائر والمعتمر.
وقال الشيخ عبدالله بن سيف الكندي إنه تعلّم أساسيات القراءة والكتابة على يد والدته رحمها الله والتي حرصت على تعليمه منذ الصغر باهتمام بالغ، خاصة مع سفر والده إلى زنجبار ، مما حدا به إلى أن يتركه في نخل لطلب العلم على يد فضيلة الشيخ القاضي سليمان بن علي الكندي، الذي قام بتربيته وتعليمه علوم اللغة والدين بمنزله بمحلة الغريض أحد أحياء الولاية، حتى أنه كان يصحبه إلى البرزة وجلسات القضاء ليتعلم أصول المعاملات الاجتماعية والعلوم الشرعية.
وحول أول كتاب تعلمه أضاف الشيخ بأنه بدأ بتعلم كتاب ملحة الإعراب، ثم ألفية ابن مالك، متبعا في ذلك طريقة حفظ الأبيات ثم شرحها وانتهاء بالتطبيق العملي على قواعد الإعراب وكان يحضر تلك الجلسات عددٌ من الذين احترفوا علوم الفقه واللغة والميراث وأصول الدين.
وتحدث الشيخ عبدالله بن سيف الكندي عن رحلته العلمية قائلا إنه بعد تلقي أساسيات العلوم الفقهية والنحوية، انتقل إلى نزوى حيث درس على يد فضيلة الشيخ سعود بن سليمان الكندي والشيخ سليمان بن سالم الكندي الذي كان معلمًا في مسجد مخلد بعلاية نزوى وخطيبا للجمعة.
وأضاف أنه تعلم من فضيلة الشيخ سالم بن حمود السيابي رحمه الله علوم البلاغة حيث كان الشيخ السيابي في تلك الفترة قاضيًا وواليًا في الوقت نفسه على نخل وكان مقر عمله وسكناه في قلعة نخل موضحًا بأنه كان يقطع المسافة مشيًا على الأقدام من محلة الغريض وحتى قلعة نخل بعد صلاة الفجر مباشرة للتعلّم وقراءة الكتب وفهم المسائل وشتى أنواع العلوم.
وحول انتقاله للتدريس في المدرسة السعيدية بمسقط أوضح بأن ذلك جاء بتزكية من الشيخ عبد الرحيم بن سيف الخروصي، حيث عُيَّن في عام 1954م بالمدرسة السعيدية بصفته معلمًا للتربية الإسلامية.
وقال: إن التعليم بالمدرسة السعيدية كان نظامًا تعليميًا حازمًا ومكثفًا يمتد لمدة ستة فصول ومراحل من الصف الأول وحتى السادس، وكان مستوى الطلبة متفوقًا جدًا حيث أن المستوى العلمي بالصف السادس كان يفوق مرحلة الشهادة العامة حاليًا.
وأضاف أن النظام الدراسي كان يتألف من 8 حصص يوميًا منها 6 حصص صباحية وأخريين مسائيتين، ثم غُيّر لاحقا إلى 5 حصص جميعها صباحية بمعدل 45 دقيقة لكل حصة حيث تُقيّم كل مادة على حدة بمعدل 100 درجة لكل شهر بعدها تُقيّم المادة فصليًا في منتصف العام الدراسي، ثم بنهاية العام يتم استخراج المتوسط الذي يكون مؤشرًا للنجاح أو الرسوب.