مسقط – أثير
اعتاد مركز رعاية الطفولة في الأعوام الماضية على الاحتفاء بيوم “اليتيم الإسلامي”، والذي يصادف يوم الخامس عشر من شهر رمضان الفضيل، حيث يحرص مسؤولو وموظفي وزارة التنمية الاجتماعية وأفراد المجتمع وأسره ومختلف المؤسسات على تلبية نداء الحضور ومشاركة أطفال المركز هذه المناسبة الجليلة وهم يعبرون عنها في فقرات شيّقة ومعبرة عن أجواء هذا اليوم ونفحات شهر الصيام، فالحضور يستمع تارة إلى محاضرة قيّمة عن “مكانة اليتيم في الإسلام” ويرهف السمع تارة أخرى ل “نشيد أو موشح ديني”، كما يفسح المجال تارة ثالثة لمشاهدة “عرض مسرحي”، وغيرها من الفقرات الماتعة التي يبدع في أدائها بامتياز هؤلاء الأطفال، ومع ظهور فايروس كورونا وبلوغه لمستوى جائحة فقد أرجيت هذه المناسبة لتبقى ذكراه الجميلة عالقة لدى أطفال المركز وأمهاته ، وفي رمضان هذا العام زرنا مركز والتقينا في المسرح الذي تقام فيه هذه الفعالية بعددٍ من الأطفال والأمهات والحديث معهم حول أهمية “يوم اليتيم الإسلامي”.
البداية كانت مع محمد بن عبد الكريم السليماني وحديثه عن حرص مشاركته في الاحتفال بيوم اليتيم الإسلامي في السنوات الماضية، وشعوره بالسعادة الغامرة التي تنتابه في عمل بروفات الاستعداد خلال الأيام التي تسبق الاحتفال، ويعد محمد ضمن الذين يصدحوا بالإنشاد الجماعي أمام الحضور، ومعتزاً بإحدى الأناشيد الدينية التي ألقاها بمعية أطفال المركز وعنوانه “أسماء الله الحسنى” ، ويأمل محمد أن يرى الاحتفال بهذه المناسبة حاضراً في رمضان السنة القادمة ، ويعلق أمله هذا على حرص المجتمع في التقيّد بإجراءات السلامة والوقاية من هذه الجائحة كلبس الكمامة، وتجنب الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، ومؤكداً بأن أطفال المركز حريصين خلال هذه الفترة على شغل أوقات فراغهم بالنافع والمفيد كمزاولة الأنشطة الرياضية في نطاق المركز، وعمل المشغولات الخشبية بأشكال وأحجام مختلفة.
اشتياق لهذا اليوم
أما خالد بن هاشل المقبالي فقد اعتاد هو الآخر على أن يجد لنفسه بصمة في الاحتفال بيوم اليتيم الإسلامي من خلال مشاركته في فقرات الإنشاد الديني، وأيضا ضمن طاقم العرض المسرحي، كما تحدث عن شوقه لهذا الاحتفال الذي توقف بسبب جائحة كورونا، مما جعله يركز على الأنشطة الأخرى خلال هذه الفترة كالمشاركة في مختلف المسابقات الرياضية التي تعقد في المرافق الرياضية للمركز، ويختم بتقديم نصيحته في التقيّد بالقرارات الصادرة عن اللجنة العليا وتعليمات وزارة الصحة بشأن التصدي لهذه الجائحة.
ويظهر من حديث فارس بن عدنان البادي تعلّقه الشديد برياضة كرة القدم، إلى جانب استماعه لمختلف المحاضرات الدينية، ومزاولته لأعمال النجارة وإعادة تدوير الخشب والبلاستيك والتي ضاعف ساعات عمله فيها خلال فترة كورونا، كما كانت له فرصة مشاركته في الجانب الإنشادي في يوم اليتيم الإسلامي، والذي يحظى بإعجابه واستمتاعه البالغين وما ينتابه من مشاعر الحماس للمشاركة في فقراته الشيقة ، وارتياحه وسعادته بأجواء الإفطار الجماعي الذي يتزامن مع هذه الاحتفال ، كما يطمح أن تتاح له الفرصة في تقديم ” محاضرة دينية ” في هذا الاحتفال مستقبلاً ، وختم حديثه عن أمنيته أن يكون “مهندس طيران”.
اكتساب القيم
وتقول مريم بنت عدنان الشبلية بأن يوم اليتيم الإسلامي يعد فرصة جميلة لإبراز مواهب وملكات أطفال مركز رعاية الطفولة أمام الجمع الجميل لأفراد المجتمع ومؤسساته، وكان لمريم بصمتها في المشاركة في فقرات هذا الحفل، كما كان لها دور في المهام التنظيمية لهذا اليوم في سنوات أخرى مما أكسبها العديد من القيم الرائعة وزاد من ثقتها بنفسها.
كما تحدثت ماجدة بنت أحمد الجابرية ” أم بديلة” عن الاستعداد بوقت كافي لأطفال المركز والأمهات ليوم اليتيم الإسلامي، والذي ينتظره الأطفال بفارغ صبرهم، كما نستشعر حماس العاملين في المركز في انتقاء الفقرات الإبداعية والمعبرة عن مضمون هذا اليوم ورسالته، كما نلمس أيضا حماس الأطفال في أن يكون لهم سبق المشاركة فيه ويحضوا بارتداء الملابس الموحدة الزاهية في هذا اليوم، وبسبب جائحة كورونا فقد بادر المركز في تكثيف البرامج الرياضية وأعمال النجارة والمسابقات للأطفال مما خفف عنهم فقد الاحتفالات والفعاليات الخاصة بهم ، ومؤكدة بأن يوم اليتيم الإسلامي عبر فقراته في جوانب الإنشاد والإلقاء والتمثيل المسرحي تسهم بلا شك في تعزيز مبدأ الدمج الاجتماعي لهؤلاء الأطفال وفرصة لإظهار مواهبهم وبناء شخصيتهم.
يوم مميز
وتعبّر هدى بنت ناصر السيابية “أم بديلة” بأن هذا اليوم بمثابة عيد وفرح لجميع أطفال المركز وأمهاته، وهذا الشعور يبدأ معهم بدخول شهر رمضان الكريم وشوق الأطفال وحرصهم للمشاركة في فقراته ، بل يتعدى ذلك إلى التنافس بينهم بداعي المشاركة فيه ، فيوم اليتيم الإسلامي هو يوم مميز لهؤلاء الأطفال ومحفور في ذاكرتهم ، ويحملون ذكرى جميلة عنه ، وعن أمهات المركز فإنهن يشعرن بالفخر والفرحة أثناء رؤية أطفالهن يبرزوا قدراتهم ومواهبهم أمام الحضور الكبير ، وعليه فإن يوم اليتيم الإسلامي يعزز من شخصية هؤلاء الطفال وينمي ثقتهم بأنفسهم ، يبرز مواهبهم ، كما أن ” الإفطار الجماعي” الذي يصاحب الاحتفال أهميته في جمع مسؤولي وموظفي الوزارة وأفراد المجتمع ومؤسساته مع أطفال المركز على مائدة واحدة في جو يغلب عليه تلقائية الأسرة الواحدة ، كما تحدثت عن فترة كورونا ، وما ترتب على ذلك من شغل أوقات الأطفال في العديد من الأنشطة والمسابقات الرياضية ، ومسابقات القرآن الكريم ،وقراءة المفيد من القصص ، وتوجه شكر وامتنان لإدارة المركز على هذا الدور .
وتقترح نجمة بنت خلفان الشبلية ” أم بديلة” بأن يقام الاحتفال بهذا اليوم مستقبلاً خارج أسوار المركز، الأمر الذي يعد فرصة في تعزيز مبدأ الدمج مع المجتمع، كما سيسهم بنحو كبير في إبراز مواهب الأطفال في الجانب الإنشادي والموشحات الدينية للمجتمع.