أثير – نبيل المزروعي
لم نتخيّل يومًا أن تنطفئ آمال طموحاتنا وأن تكسَد أحلامنا وأمانينا، لأننا جعلنا لأنفسنا ومستقبل وطننا طموحًا لا تثنيه العراقيل والحدود، إلا أن جائحة كورونا كوفيد 19 كانت بمثابة السيف الذي قطع الإرادة والعزيمة، وكسرت من طموحاتنا الشيء الكثير.. مُقدمة عكست معاناة مجموعة من الشباب العماني المُثابر من أصحاب مشاريع “الصالات الرياضية” الذين بدأت ضائقة ذات البين أمام مستقبلهم، وهم يحكون لـ “أثير” توجسهم وخيفتهم من الضرر الذي لحق بهم بسبب قرارات الإغلاق -المُجحفة- حسب تعبيرهم.
وهو ما أكده في البداية محمد الزدجالي صاحب صالة رياضية وسلسلة مطاعم “إيت سمارت” للمكمّلات الرياضية الصحية في حواره مع “أثير” عندما قال: استمرار غلق الصالات الرياضية أثر علينا سلبًا وبشكل كبير من الجانبين المادي والمعنوي، ونتكبّد أضرارًا مادية مرتفعة نتيجة مطالبات الإيجارات وتراكم الفواتير ورواتب الموظفين، الأمر الذي وصلنا من خلاله إلى الجهات القضائية بسبب ما نعانيه.
وأضاف الزدجالي: “للأسف موضوع قرارات الجهات العليا وتنفيذها غير واضح بتاتًا، حيث صدر في 15 مايو الماضي قرارًا بفتح الأنشطة التجارية بشكل عام، إلا أن التنفيذ جاء باستثناء “الصالات الرياضية” واستمرارية غلقها، الأمر الذي أوقعنا في حيرة من أمرنا نحن أصحاب ومُلاك الصالات، والغريب في الأمر وبشكل كبير أن نفس النشاط “الصالات الرياضية” تم فتحها ومباشرة العمل فيها في محافظة ظفار وكذلك في مختلف الفنادق بالسلطنة، متسائلًا الزدجالي “لماذا هذا التناقض وهذا التفريق في تنفيذ القرارات؟
وأشار الزدجالي إلى أن تناقض تنفيذ القرارات يُعكس عمل الجهات وما تقوم به من أدوار في تنفيذ القرارات وتوضيحها للعامة، حيث في بداية القرارات الأخيرة، أكدت شرطة عمان السلطانية على فتح الصالات الرياضية ومباشرة العمل بها، بينما جاء قرار بلدية مسقط مُغايرًا، وهو الاستمرار في غلق نشاط الصالات الرياضية، القرارات والتوجهات التي تضعنا في حيرة ونبحث معها عن الحلول وبصورة واضحة، مُضيفًا “ما هي نظرة الجهات العليا والمختصة في الشباب العماني الطموح والشغوف، والذين يأملون من مشاريعهم الرياضية أن تكون متنفسًا صحيًا لأبناء المجتمع وحمايتهم من الأمراض والأسقام، إلى جانب تطويرهم رياضيًا وذهنيًا للمنافسة في مختلف البطولات الرياضية.
وأكد الزدجالي لـ “أثير” تأثره الكبير والمباشر بسبب غلق الصالات الرياضية، خصوصًا وأنه يملك سلسلة مطاعم صحية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بنشاط الصالات والرياضة، حيث أن الوجبات الصحية تُعد الأفضل للشباب لعملها على تعزيز المناعة في جسم الإنسان، مُطالبًا الجهات العليا بالنظر بعين الاعتبار لقرار فتح الصالات الرياضية، ومعاملتهم كالبقية سواءً في محافظة ظفار أو صالات الفنادق، خاصةً وأن النشاط واحد ويُقدم نفس الخدمة.
من جانبه قال المدرب وصاحب صالة “إيفرست” للرياضة الكابتن عمار الحوسني في حوار مع “أثير”: للأسف طموحنا الرياضي بدأ يتخافت بشكل تدريجي” والسبب المسؤولين وأصحاب القرار، الذين لا يبالون أو يهتمون من آثار وأضرار بعض القرارات التي تصدر من قبلهم، والتي ربما تُضر بالشباب العُماني في كثيرًا من المناسبات والمجالات، مُضيفًا: “نعم هذا ما كشفته لنا جائحة كورونا في بعض القرارات غير المنطقية وغير مدروسة، كما حدث في توضيح وتنفيذ آخر القرارات الصادرة عن اللجنة العليا فيما يخص الأنشطة التجارية.
وذكر الحوسني لـ “أثير”: لسنا ضد القرارات الصادرة من الجهات العليا، وإنما فقط نحتاج للتوضيح والتفسير وكذلك العمل المنظم والمعقول، لأننا نحن أصحاب الصالات الرياضية المُندرجة تحت النشاط التجاري أصبحنا في حيرة من أمرنا من قرار الغلق، الذي جاء لزامًا علينا في محافظة مسقط وبعض محافظات السلطنة، بينما سمح للأخوة في محافظة ظفار وكذلك الفنادق من ممارسة أعمالهم وفتحهم للنشاط، مستفسرًا الحوسني “لماذا هذا التناقض في القرارات وتنفيذها ومن المسؤول؟!.
وكشف الحوسني عن معاناتهم الكبيرة في سوء المعاملة من الجهات المختصة في تطبيق القرارات وتوضيحها، حيث ذكر أن أحد قرارات الغلق جاء في البداية من قبل شرطة عمان السلطانية، إلا أن بلدية مسقط كان رأيهم مُغايرًا من حيث السماح في فتح النشاط والعمل بالمشاريع كما صدر بالقرار –بعد التواصل معهم-، ولكن الشرطة كان قرارهم حازمًا وغليظًا فيه من التهديد والوعيد في اتخاذ الإجراءات القانونية عند فتح النشاط، وفي قرار جديد آخر كان التناقض بين الجهات مستمرًا، حيث أوضح المسؤولون في شرطة عمان السلطانية عن فتح نشاط الصالات الرياضية كما جاء في القرار، ولكن المسؤولين في بلدية مسقط كانت إفادتهم مختلفة، وهو استمرار غلق النشاط وعدم الفتح، لنستمر نحن أصحاب النشاط في دوامة تناقض القرارات بين الجهات الحكومية، وعدم معرفتنا حقيقة بأي الجهات هي المسؤولة عن توضيح القرارات بالضبط، ولم نجد جهة معنية تتواصل معنا نهائيًا.. وكأنه يتم تجاهلنا” وطموحنا يُقتل بحقً وحقيقة”.
وناشد الكابتن عمار الحوسني المسؤولين بالجلوس على طاولة واحدة، من أجل التوصل إلى حل ومعرفة المطالبات والشروط التي لهم وعليهم، مُشيرًا: “نحن على أتم الاستعداد والجاهزية لتوفير والتعامل مع كل المطالبات والاحتياجات، مثل التقيد بالإجراءات الاحترازات الصحية المطلوبة، وكذلك في النسبة المسموحة بالتواجد في المكان، لأن ظروفنا أصبحت صعبة والتزاماتنا كثيرة وأصبحنا مُتضررين بشكل كبير، ومطالباتنا المالية ترتفع يومًا بعد يوم، ونأمل النظر برأفة وحنيّة على أوضاعنا المعيشية.
عيسى الوهيبي صاحب صالة “العصرية” للرياضة، قال في حواره مع “أثير”: قرار غلق نشاطنا التجاري أضر بنا كثيرًا، وأصبحنا مطالبين أمام الجهات القضائية وعلينا قضايا مالية بسبب التزاماتنا المالية الكثيرة والكبيرة التي خلفتها ظروف الغلق المستمرة، وبدون معرفة للأسباب، خصوصًا وأن نفس النشاط مفتوح ويمارس في أماكن أخرى، مؤكدًا الوهيبي “لديّ قضية في المحكمة ومطالبات بمبالغ مالية تفوق الـ (10) آلاف ريال عماني، وذلك بسبب تراكم الإيجارات ومطالبات عن رواتب العمال والتزامات ومصاريف أخرى، متسائلًا: من أين نغطي هذه التكاليف المالية والنشاط تم إيقافة لأسباب وأوقات غير معلومة.
مُقدمًا عيسى الوهيبي مُناشدته لجهات الاختصاص بالنظر إلى ظروفهم وظروف جميع الشباب العُماني، الذين تأثروا من قرار غلق الصالات الرياضية، المكان الذي يُعد متنفس للشباب، وكذلك التواجد فيه له مكاسب إيجابية كبيرة من حيث المحافظة على الصحة وزيادة المناعة ضد الأمراض العصرية الكثيرة، مؤكدًا أنهم مستعدون للالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية التي تطلبها جهات الاختصاص، فقط يحتاجون للإذن والسماح في مزاولة النشاط.
الفيديو:
الفيديو: