أثير – ريما الشيخ
تعد زراعة الأعضاء الأمل الجديد لملايين المرضى حول العالم. واليوم نرى هذا الأمل يشع في السلطنة بتأسيس الرابطة العمانية لزراعة الأعضاء تحت مظلة الجمعية الطبية العمانية بتاريخ 23 يونيو 2021، حاملا رؤية يحلم بها كل مرضى الفشل العضوي وهي الحصول على زراعة عضو بديل في أقرب فرصة ممكنة.
وجاءت هذه الرابطة برسالة لتنفيذ برامج وفعاليات وأنشطة تدعم عمليات زراعة الأعضاء، وتهدف إلى تنفيذ حملات توعوية وتثقيفية لمختلف فئات المجتمع عن أهمية التبرع بالأعضاء، وتنظيم اللقاءات والندوات والمؤتمرات العلمية للكوادر الطبية والطبية المساعدة لإطلاعهم على آخر المستجدات في مجال زراعة الأعضاء، وإصدار البروتوكولات والأدلة العلاجية الخاصة بزراعة الأعضاء، والتعاون مع وزارة الصحة ومختلف الجهات ذات العلاقة لدعم البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء، ودعم الأشخاص المتبرعين بأعضائهم والمرضى الذين أجريت لهم عملية زراعة عضو بديل وعائلاتهم .
حول هذا الموضوع قالت الدكتورة نيفين بنت إبراهيم الكلبانية ، طبيبة أطفال ونائبة رئيس الرابطة العمانية لزراعة الأعضاء لـ “أثير”: زراعة الأعضاء مجال سريع النمو في السلطنة وجميع أنحاء العالم، تنبع أهميته أنه يمنح المرضى الذين يعانون من قصور مزمن في وظائف بعض الأعضاء الفعالة كالكلى والكبد، نوعية حياة أفضل بكثير، ومن التطورات التي تشهدها السلطنة في هذا المجال هو تكوين الرابطة العمانية لزراعة الأعضاء يرأسها الدكتور أحمد البوسعيدي والمكونة من 73 عضوًا، وهي إحدى الروابط المسجلة لدى الجمعية الطبية العمانية وتتضمن الرابطة زراعة الأعضاء البشرية و الأنسجة.
وأضافت: الفريق الذي يعالج ويتابع المتبرعين ومرضى الفشل العضوي هو فريق متعدد التخصصات من أطباء وجراحين وممرضات ومنسقات وأطباء القلب والتخدير والصدر والأشعة وأخصائي الصيدلة والتغذية والعلاج الطبيعي، ولهذا فإن العضوية تعكس هذا الفريق المتجانس.
أما بخصوص العضوية والأعضاء في الرابطة فذكرت: یحق للأطباء المختصين والمهتمين بزراعة الأعضاء من جميع أنحاء السلطنة الانضمام للرابطة العمانیة لزراعة الأعضاء، كما أن هناك أعضاء مشاركين مثل الفئات الطبية المساعدة المختصة والمهتمة بزراعة الأعضاء، والأشخاص المتبرعين بأعضائهم ، والمرضى الذین أجریت لهم عملیة زراعة عضو بدیل وأفراد المجتمع المهتمین بالتبرع وزراعة الأعضاء.
من جانبه قال الدكتور خالد عيسى محمد البلوشي، استشاري جراحة مسالك بولية وزراعة الكلى، وعضو في المجلس الإداري للرابطة العمانية لرزاعة الأعضاء: نلاحظ التزايد الكبير في مرضى الفشل العضوي بجميع أنواعه سواء الكلى، والكبد وغيره، والتي تصيب أناسًا في مختلف الأعمار منهم الأطفال والمراهقون والشباب وكبار السن والمعاناة التي يلاقيها هؤلاء المرضى مما يجبر بعضهم للسفر للخارج واتخاذ طرق غير قانونية للحصول على الأعضاء وتعريض حياتهم وحياة غيرهم للخطر في سبيل الحصول على عضو معين، والأولى بنا الاهتمام بهؤلاء المرضى وتسخير جميع الطاقات لتوفير الحلول في السلطنة وبطاقات عمانية.
وأضاف: الهدف من إنشاء هذه الرابطة هو تضامن العمل الجماعي لمساعدة مرضى الفشل العضوي على فرصة الحصول على عضو سواء من متبرع حي أو من متبرع ميت دماغيا، وذلك بعدة طرق منها :
1.تثقيف المجتمع بأهمية زراعة الأعضاء بالنسبة للمرضى وكيف يمكن للعضو تغيير حياة أشخاص آخرين.
2.تعريف المجتمع بطرق التبرع بالأعضاء وتوجيه الأشخاص الراغبين بالتبرع بأعضائهم.
3.مساندة اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء بجميع الطرق الممكنة للوصول إلى أهدافها.
4.دعم الأشخاص الذين تبرعوا بأعضائهم والأشخاص الذين أجريت لهم عملية نقل عضو وعائلاتهم.
5.الاستفادة من خبرات المختصين في مجال زراعة الأعضاء كل في مجاله لعمل بروتوكالات متعارف عليها دوليًا في زراعة الأعضاء.
كما ذكر الدكتورة بأن الرابطة جاءت نتيجة عمل جماعي وفكرة أساسها العمل معًا مع اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء لتسهيل العقبات التي قد تظهر في عملية الزراعة.
وتعرّف عملية زراعة الأعضاء بنقل عضو من جسم إلى آخر، أو نقل جزء من جسد المريض إلى الجزء المصاب في الجسد نفسه، بهدف استبدال العضو التالف أو الناقص في جسد المتلقي، ويسمح مجال طب التجديد الناشئ للعلماء ومتخصصي الهندسة الوراثية بمحاولة إعادة تكوين أعضاء من الخلايا الخاصة بالمريض نفسه (الخلايا الجذعية، أو الخلايا المستخرجة من الأعضاء المصابة بقصور) ويُطلق على الأعضاء و/أو الأنسجة التي تُزرع داخل جسم الشخص نفسه مسمى الطعم الذاتي، وتُسمى عمليات زراعة الأعضاء التي تُجرى بين كائنين من الجنس نفسه عمليات الطعم المغاير، ويمكن إجراء عمليات الطعم المغاير إما من مصدر حي أو من أشخاص متوفين دماغيًا.
يذكر أن معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة قد أصدر قرارا وزاريا في شهر مارس الماضي بإنشاء البرنامج الوطني لتنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية بهدف تحقيق المبادئ المقررة في مجال نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، والإسهام في تطوير الأبحاث العلمية السريرية والعمل على تنفيذ توصيات اللجنة الفنية لتنظيم مزاولة نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية.