أثير-جميلة العبرية
خلقنا الله أقومًا مختلفين من شعوب وقبائل، لذا يختلف عملنا وتختلف معه عطاءاتنا، فكل منا يقوم بالعطاء والعمل بالشكل والمهارة والعلم الذي يتقنه ويستطيعه، والرجل يختلف في بعض عطاءاته كما هي المرأة التي تدهشنا بعطاءاتها المتجددة واللامحدودة.
“أثير” في يوم المرأة العمانية تسلط الضوء على عطاء المرأة في الجانب المالي وبخاصة الاستشاري بحوار مع حمدة بنت سعيد الشامسية مؤسس ورئيس تنفيذي لشركة إيسار للاستشارات المالية والإدارية الحاصلة على درجة الماجستير في المحاسبة المهنية من جامعة فكتوريا بأستراليا، وبكالوريوس إدارة من جامعة ساوث كارولينا بالولايات المتحدة الأمريكية.
تهدف الشامسية من خلال مؤسستها إلى نشر ثقافة المال بطريقة بسيطة وإيجابية، تعكس من خلالها تجربتها الشخصية في الوصول للحرية المالية، مستفيدة من خبرتها العملية الواسعة في المجال الإداري المالي التي امتدت على مدى 30 سنة بدأتها بالعمل في الهيئة الأمريكية للمساعدات الدولية، ثم في الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية التي كلفت بإدارتها في آخر مسيرتها المهنية .
وتطلعنا عن مشاركاتها الخارجية معددةً لها: تشرفت بترؤس اللجنة الفنية للتقاعد في الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي بجنيف لمدة ثلاث سنوات، كما مثلت السلطنة في المكتب التنفيذي للجمعية، وترأست مجلس الخبراء المستشارين في شركة أساس، وكنت عضوة في مجلس إدارة التأمينات الاجتماعية. وقدمت مجموعة من أوراق العمل في عدد من المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية، كما صدر لي خمسة كتب عن دار الغشام للنشر والتوزيع في الإدارة والمالية.
وتطلعنا عن مشاركاتها الخارجية معددةً لها
وبسؤال عن توجه الشامسية للكتابة والاستشارة في مجال الأموال، أجابت: لأن المال على الرغم من أنه أحد أهم مقومات الحياة في عصرنا الحالي إلا أن علاقتنا به علاقة يشوبها الخوف، رغم أننا نعيش عصر الوفرة وهي أحد أهم مميزاته، والثراء فيه متاح للجميع، هدفي أن أغير نظرة الناس للمال، وأجعل الاستمتاع به وكسبه أمرًا محببًا وممتعًا وسهلًا. وأيضا عملي في مجال التأمينات الاجتماعية جعلني على اطلاع بظروف الناس المادية، التي في الغالب يسودها غياب ثقافة الادخار، والتخطيط للمستقبل، فالكثيرون ينظرون لمعاش التقاعد على أنه الأمان للمستقبل، وهذا فهم غير صحيح لأن معاش التقاعد يتآكل مع مرور السنين، وهو مخصص للوفاء بالحد الأدنى من متطلبات الحياة، لكن إذا أردت أن تعيش الوفرة والرفاهية بعد التقاعد عليك أن تخطط للحرية المالية لا للمعاش.
وبسؤال عن توجه الشامسية للكتابة والاستشارة في مجال الأموال،
وعن أبرز الاستشارات المالية التي تبحث عنها المرأة العمانية تقول: لله الحمد وهذا أمر يثلج صدري كثيرا غالبية من يطلبن استشارة يكون هدفهن الادخار والاستثمار، وأكثر ما يسعدني فعلا أن أجد فتيات لم يستلمن الراتب الأول يأتين إلي طلبا للمساعدة في كيفية التخطيط للمستقبل، حتى لا يقعن في الأخطاء التي وقع فيها من حولهن، الهزة المالية التي تزامنت مع جائحة كرونا وفقد الكثيرين لوظائفهم سواء بالتقاعد المبكر أو التسريح جعل الناس تدرك أن الادخار أصبح ضرورة ملحة اليوم أكثر من أي وقت مضى وأنه لا يمكن الاعتماد على دخل واحد.
وعن أبرز الاستشارات المالية التي تبحث عنها المرأة العماني

وأشارت الشامسية إلى أن المرأة العمانية واعية إلى حد ما بأهمية الاستقلال المالي، لكن تنقصها المعرفة، وينقصها الوعي باستقلال ذمتها المالية وحقوقها المالية التي كفلها لها رب العباد في القرآن الحكيم أولًا، وكفلها القانون العماني ثانيًا، فالمرأة العمانية تصرف ما يزيد عن 90% من دخلها على عائلتها، وهذا ما يجعل وصولها للحرية المالية صعبًا، قائلة: نحتاج أن نتعلم فن العطاء الصحي.
وأشارت الشامسية إلى أن المرأة العمانية واعية إلى حد ما بأهمية الاستقلال المالي
وأكدت أيضًا أن العمانية مستثمرة حكيمة، وتدرس خيارات الاستثمار بشكل جيد، وهي ليست اندفاعية على الإطلاق، وهذا جيد لكن تجد أن غالبية النساء لديهن تعلق بالمال، ويخشين المخاطرة التي هي مكون أساسي للاستثمار، ومن القواعد المهمة في الاستثمار أن العلاقة طردية بين المخاطر والأرباح، فكلما زادت المخاطر زادت الأرباح تبعا لذلك.
كدت أيضًا أن العمانية مستثمرة حكيمة
وأضافت: على المرأة أن تأخذ زمام الأمور في هذا الموضوع، وتبدأ بتثقيف نفسها في هذا المجال، واليوم لا يوجد عذر لعدم المعرفة التي أصبحت في متناول الجميع، استشارة الخبراء في غاية الأهمية في هذا الموضوع، فلا أخطر من النصيحة المجانية عندما يتعلق الأمر بالمال، فالكل عنده استعداد ليقدم لك نصيحة، تصب أغلبها في سياسة القطيع الخطرة.
ووجهت حمدة الشامسية نصائح عدة للمرأة العمانية تتلخص في الآتي:
1) الثمن المدفوع في الراتب عالٍ جدا، من صحتنا وحياتنا وحياة أطفالنا، لا تضيعيه على أمور استهلاكية ومظاهر كاذبة، ولا تنسي أن الهدف من خروجك من البيت هو من أجل توفير مستوى معيشي أفضل لك ولأبنائك.
1)
2) اجعلي الادخار عادة وسلوكا تلقائيا في حياتك، وبعدها افعلي ما شئت بالراتب.
2)
3) الاستثمار مجال جميل وممتع جدا لو منحت نفسك فرصة التعرف عليه، واسألي أهل الذكر دائما في هذا المجال.
3)
واختتمت حمدة حديثها قائلة: “بك عمان تزهى، وبك عمان أجمل، ونقول دائما بأن ثراء الأمم إنما يقاس بثراء الفرد فيها، فضعي الثراء هدفا لأن عمان تستحقه، ولأنك تستحقين وكل عام وأنت عمانية أبية”.